.
كفانا استنجاداً وطلب الرحمة من الغير، كفانا انتظار دولة قد تشفق علينا، كفانا هروباً من أرض الآباء والأجداد. فالكل يريدون إفراغ كردستان من المكون الإيزيدي، وهم يدركون مايفعلون، ولكننا نحن لازلنا نياماً.
مصيبتنا أننا لانقرأ التاريخ، وإذا قرأناه نبحث في ثناياه عن الجوانب التي تمجّد شخصياتنا وأحزابنا التي ننتمي اليها حتى ولو كان فيها فناءنا.
– الاسكندر المقدوني دمّر كل المقدسات الإيزيدية وسرق الأفيستا ومعظم التراث الكردي.
– المغول والتتار رموا بمئات الآلاف من الكتب الكردية من مختلف العلوم في نهر دجلة، لتضيع الثقافة الكردية. ودمروا شنكال وباقي المناطق الإيزيدية عن بكرة ابيها.
– اثنان وسبعون فرماناً جرّدها العثمانيون علينا لإنهائنا، واحفادهم لازالوا مستمرين في محاولاتهم تلك.
– لم يسلم الإيزيديون من حملات العباسيين والأمويين ضدهم( ولو بشكل اخف شدة) عندما كانا يتسابقان للفوز بكرسي الخلافة الاسلامية.
– الحكومات التي تقاسمت كردستان لم تعترف بديانة اسمها الديانة الإيزيدية، وهي تسعى لتغيير ديانة ماتبقى من الإيزيدين الى الديانة الاسلامية.
– العديد من القادة الكرد جرّدوا حملات إبادة جماعية ضد الإيزيديين طمعاً بالجنة والحوريات( مستندين بذلك على فتاوى الشوفينيين الاتراك).
– تحت ظل العلم الكردي وفي عاصمة إقليم كردستان أصدر بعض الملالي في القرن الحادي والعشرين فتاوى بإهدار دماء الإيزيديين وسبي نسائهم، دون أن يتم إزعاجهم من قبل قادة الإقليم.
– في 1 حزيران 2014 اجتمع مناصروا وداعموا داعش في عمّان وكان من ضمن القرارات التي أقروها: اجتياح شنكال والقضاء على الإيزيديين.
– انسحاب ( تكتيكي) لإثنا عشر الف بيشمركة الذين من المفروض كانوا حماة شنكال( مع كل الاحترام والتقدير لمؤسسة البيشمركة- فما أقصده هو من أعطى الأمر لهم بالانسحاب غير المبرر- علماً هناك العديد من البيشمركة الأبطال تمردوا على أوامر قياداتهم وشاركوا في التصدي لداعش واستشهدوا بشرف. لروحهم كل التقدير والاحترام ).
– معظم قادة الدول الإسلامية( إن لم أقل كلهم) دخلوا في صمت مخجل وسدوا آذانهم عن طفلة لايتجاوز عمرها السبع سنوات ، صراخها يشقُ عنان السماء، يغتصبها وحش بشري، سلّمت الطفلة روحها للباري بعد أن جرّب ذلك الوحش فحولته.
– المقابر الجماعية للإيزيديين لاتزال تكتشف تباعاً، ويرى العالم فظائع لامثيل لها.
– العالم كله سمع وشاهد أجساد الحرائر الإيزيديات في آخر معاقل داعش الارهابي مقطوعة الرؤوس.
بعد كل ماسردناه ألم نستخلص الدروس؟ ألم ندرك لماذا كل العالم يريدون انهاء العنصر الإيزيدي.
إن كل من اعتدى على الإيزيديين منذ اجتياح الاسكندر لكردستان وحتى اليوم يهدفون لإنهاء الوجود الإيزيدي بأي شكل كان.
تلك الحقيقة أدركها فقط قائد الشعب الكردي السيد عبدالله أوجلان الذي صرح في عام 1990 لمجموعة من الإيزيديين التقوا به حيث قال لهم: أنتم الكرد الأصلاء، حافظوا على لغتكم وثقافتكم وأدبكم الديني، فديانتكم هي خزينة بل حافظة اللغة والثقافة الكردية، فإذا اختفت الديانة الإيزيدية عن الوجود، لن يمرّ وقت طويل حتى تبدأ اللغة الكردية بالاختفاء تدريجياً، لأن الكردي حينها سيتكلم دون ضغط او إكراه اللغة العربية بشكل طبيعي خمس مرات عندما يؤدي الصلوات.
هل نتّعظ وندرك الحقيقة، ونوحّد كلمتنا ونعتمد على ذاتنا واصدقائنا، أم نستمر كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.
سليمان جعفر