الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتعن بديل النظام الايراني : منى سالم الجبوري

عن بديل النظام الايراني : منى سالم الجبوري

طوال الاعوام ال40 المنصرمة، لم يتم طرح موضوع بديل النظام الايراني ومن سيخلفه في الحکم خصوصا بعد أن باتت إحتمالات التغيير في إيران واردة بقوة أکثر من أي وقت مضى، وإن هذا الموضوع حيوي الى أبعد حد وله تأثيرات قوية على مختلف الاتجاهات والاصعدة، ومن هنا فإن موضوع التغيير يعتبر موضوعايتعدى حدود وجغرافية إيران، ومن هنا فإن هناك إهتمامات إقليمية ودولية واسعة النطاق به خصوصا وإن النظام الحالي قد لعب دورا سلبيا إستثنائيا وصارت الاعين تتطلع الى نظام آخر يخلف هذا النظام ويکون موضع طمأنينة وراحة للمنطقة والعالم.

الحديث عن بديل للنظام بمعنى کيان سياسي بمقدوره أن يکون معبرا عن کل شرائح وأطياف ومکونات الشعب الايراني وبطبيعة الحال لايمکن أن يتم وضع حزب أو جهة أو طرف سياسي إيراني يدعي أو يرفع راية معارضة النظام ويٶکد بأنه يمثل جميع الشعب الايراني، بديلا للنظام ولکن ليس له أي إمتداد أو حضور أو دور أو تأثير على الساحة السياسية الايرانية ولاسيما بين الشرائح والطبقات المختلفة للشعب الايراني، وبعد أن لم نکن نسمع عن أطراف وجهات إيرانية معارضة للنظام خلال الاعوام الماضية ولم تلعب أي دور في مواجهة النظام الحالي والوقوف بوجهه، فإن بعض من وسائل الاعلام الدولية والاقليمية صارت تشير إليها وتسعى للترکيز عليها ومنحها حجما ودورا أکبر منها بکثير.

هناك إستدراك مهم جدا لابد من الاشارة إليه والوقوف عنده وهو؛ من الخطأ الکبير التصور بأن موضوع البديل في إيران لايهم أو يعني النظام بشئ، بل إنه يهتم به أکثر مما تهتم به الاطراف الاقليمية والدولية، ولاعجب أو غرابة في أن يقف النظام الايراني وراء طرح طرف ما کبديل والترکيز عليه، خصوصا إدا ماعلمنا بأن الهدف من وراء ذلك ضرب الطرف الايراني المعارض الذي يمثل البديل الحقيقي بکل المقومات المطلوبة لذلك أو على الاقل من أجل التقليل منه، ومخطط النظام بهذا الصدد واضح جدا فهو يريد إبعاد الطرف الاحق وتهميشه على أمل إبعاده عن المعادلة وجعله خارجا، وهذا مايفعله النظام الايراني حاليا تحديدا مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي هو أکثر طرف فعال ومٶثر على الساحة لايرانية وله دور وحضور وتأثير في داخل إيران وخارجها خصوصا إذا ماعلمنا بأن المرشد الايراني الاعلى قد إتهم منظمة مجاهدي خلق أحد الاطراف الاساسية والرئيسية في هذا المجلس بقيادة الانتفاضة الاخيرة ضده، ولکن لايبدو أبدا بأن هکذامخطط يمکن أن يکتب له النجاح لأن ماکان يمکن لطهران أن تقوم به خلال المراحل السابقة صار صعبا جدا وغير ممکنا بالمرة خلال هذه المرحلة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular