الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاراءرسالة إلى المجتمع الأيزيدي/ 4: مراد سليمان علو

رسالة إلى المجتمع الأيزيدي/ 4: مراد سليمان علو

 muradallo@yahoo.com

آهات بِنيّة الرجوع/صدى الآهات

ـ سلسلة رسائل للنهوض بالذات، ومدّ يد العون للمجتمع ـ

وهذه رسالة إلى الأستاذ والطالب معا.
وأفضل الرسائل تلك التي تكون بدون مقدمات ولف ودوران.
وبما أن الدخول إلى صلب موضوع ما هو هدف الرسالة، فلنفتح أذن الموضوع المطروح للمناقشة.
ولنوجه اللوم بل التقريع إلى الأستاذ أولا ونقول له:
لا تحاول تلقين طلابك لتحوّلهم إلى ببغاوات يرددون ما تفوهت به. أي لا تغرس في رؤوسهم دروسهم غرسا فقط لتملأ رؤوسهم بها؛ لأن ذلك لا يجدي نفعا وسيحاولون التهرب بمختلف الطرق من تلك الطريقة السيئة في التعليم.
على الأستاذ أن يعلم الطالب كيف يفكر ويبحث ويحلل وبالتالي يوضح وجهة نظره إزاء الموضوع المطروح.
وعلى الأستاذ أن يكفّ عن ترويج نظرية أن الطالب يصدق كل ما يقوله الأستاذ قد يصدقك البعض وهذا بالتالي يؤدي إلى إنشاء أفكار غامضة وقلقة وميول واتجاهات متعصبة.
إن لم يفهمك الطالب بهذه الطريقة عليك أن تحاول معه ثانية فإن كان عقله يميل إلى النبوغ والصدق فسيفهمك.
على الطالب ألا يقبل شيئا لا يفهمه وعليه أن يرفض التلقين المباشر.
على الطالب أن يدرك بأنه هنا ليتعلم وليصبح حكيما ويناقش الأفكار ويفهم مجتمعه ويبين المكر والخداع فيه وعليه وبالتالي يقدم للناس ما يرجونه منه ألا وهي الحقيقة الخالصة.
*
قد تكون هذه الرسالة مقتضبة، وهي مكثفة بعض الشيء، ولكن في نفس الوقت واضحة وتفي بالغرض فهي تضم سؤالا مهما:
كيف يمكنني أدارة وقتي للحصول على العلوم والمعارف التي تؤهلني لفهم الحقيقة ومن ثم قولها بصوت عالي وواضح للآخرين؟
والسرّ يكمن في تركيز الجهد وعدم تشتيته.
لنحاول تبسيط الأمر أكثر.
أنت مثلا في بداية سنتك الدراسية ولا يهم المرحلة التي أنت فيها أو في بداية الشهر وأنت تستلم مصروفك الشهري أو راتبك إن كنت موظفا تذهب إلى المكتبة في وسط المدينة لتشتري بعض الكتب التي تريد أن تقرأها لأنها قد تفيدك بطريقة ما ولنفرض أنك اشتريت عشرة كتب فما الذي سيحصل:
ستهمل بعضها وستقرأ بعضها بسرعة لتتمكن من قراءة الباقيات وسيتولد لديك شعور بأنك لا تملك الوقت الكافي لمراجعة وقراءة هذه الكتب.
والحيلة تكمن في تركيز الجهود على كتاب واحد فقط أي شراء كتاب واحد فقط وقراءته بغية الاستفادة والدرس وهكذا يكون الأمر مع القضايا الأخرى مهما كانت صعبة وشيقة.
ضربت مثلا عن الكتب لأن القراءة مهمة جدا ويبدو الأمر وكأنه لا يمكن للمرء القيام بما يكفي في يوم واحد حيث تعتبر مرحلة التراكم البدائي للمعارف هي المرحلة الأصعب والأكثر إرهاقا، ولكن بعد أن يتم التحكم في بعض العناصر الأساسية للمعرفة ولا سيما المهارات النظرية حتى يصير من الأسهل مواكبة الدراسة ليس فقط في المجالات التي يعرفها المرء، بل حتى في مجالات المعرفة القريبة منها والبعيدة، لأن المنهج، في آخر المطاف، عام.
من الأفضل لك قراءة كتاب واحد وقراءته بتعمق فأن تستوعب شيئا قليلا في وقت معين سيمكنك هذا من أن يوسع قدراتك الذهنية في الفهم بشكل طبيعي. سوف يكتسب عقلك تدريجيا ثقته في نفسه ثم الانتقال إلى حقل معرفي آخر أو محاولة اكتساب مهارة أخرى سيكون ممتعا إلى حد كبير.
وهكذا بهذه الطريقة ستتمكن من إدارة مجتمعك الذي يعاني من التفكك بطريقة علمية هي صديقة للعقل وللبيئة وللروح ..
هكذا ستذهب إلى البعد الذي يلائمك وترغب به وستفعل ما عجز عنه الآخرين ..
يتبع…

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular