في البدء أعتذر عن عدم إمكانيتي الحضور والمشاركة في هذا الحدث الكبير وأشكر رفاق محلية النجف على دعوتهم الكريمة. وبهذه المناسبة أود أن اذكر أن أول وآخر لقاء لي مع الرفيق الشهيد الخالد سلام عادل كان عند حضوري كونفرس الفرات الأوسط الذي انعقد في عام 1956. وبعد ثورة 14 تموز 1958 عرفت أن الرفيق الذي كان مشرفا على الكونفرس هو الرفيق الخالد سلام عادل . إن أحد أسباب عدم لقائي به، بالرغم من أني كنت كادراً متقدماً، عضو لجنة منطقة وسكرتير محلية(محافظة واسط)، هو أن مسؤولياتي كانت خارج بغداد ومن ثم ارسلت للدراسة الحزبية خارج العراق. مع ذلك فقد واكبت قيادته وكنت شاهداً عليها واطلعت على الكثير من تفاصيلها، خاصة عندما ألًفت كتابي ” محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي”.
شهادتي الاستذكارية باختصار تتمثل بما يلي :- سلآم عادل يتعدى كونه شهيدا بطلاً فهذا أمر مفروغ منه ولكن قيمته الحقيقية كقائد هي في مواهبه القيادية المتعددة، في مبادراته السياسية والتنظيمية وعقله الستراتيجي في التقاط الجوهري منالأشياء ونظرته البعيدة وقدرته على الاستفادة من الكفاءات والإمكانيات التي حوله، هذا إلى جانب تمتعه بالثقافة العامة ومشاركته في الفعاليات الفنية.
فقبل ثورة تموز المجيدة بادر الشهيد سلام عادل إلى توحيد الحزب بعد أن كان يعاني من انشقاق خطير، كما حاول بعد الثورة ضم وإشراك الكثير من القيادات التاريخية والشابةً إلى قوام اللجنة المركزية وهيئات الحزب الأخرى، دون إقصاء أو إلغاءأو تهميش بل بمشاركة واعية. والإعداد للكونفرس الثاني للحزب عام 1956 وإعداد وثائقه التي تحسب من أهم وأنضج وثائق الحزب، آخذين بنظر الاعتبار سياقها التاريخي. ثم جهود الرفيق في التحضير لقيام جبهة الإتحاد الوطني لعام 1957 وإقامة علاقة مع شبكة الضباط والجنود والأشراف على التنظيم العسكري والإعداد لثورة 14 تموز المجيدة بالتنسيق مع الضباط الأحرار.
وبعد الثورة، فقد كان الترويج لأهم شعارات الحزب بمبادرة ومشاركة سلام عادل وقيادة الحزب بحيث أصبحت قوة مادية في الشارع العراقي. وتحققت هذه الشعارات على أرض الواقع مثل الخروج من حلف بغداد الاستعماري والتحرر من الاتفاقياتوالمعاهدات الاسترقاقية والانسحاب من كتلة الإسترليني وقانون الإصلاح الزراعي واستعادة حقوقنا من شركات النفط الاحتكارية والانعطاف نحو المعسكر الاشتراكي والمطالبة بالحريات العامة والخاصة وقانون الأحوال الشخصية هذا وغيرها منالانجازات. وكان للحزب الشيوعي العراقي بقيادة الخالد سلام عادل بصمته في كل تلك الانجازات.
الذكر العطر دوما للقائد الخالد سلآم عادل .. رمز الشهادة والبطولة والقيادة الفذة.
كوبنهاكن / الدنمارك
____________________
* ألقى هذه الشهادة الاستذكارية، بالنيابة عني، الرفيق صالح العميدي في المهرجان الثالث للشهيد الخالد سلام عادل الذي أقيم في النجف في 9-16 آذار 2019. وقد أضفت إليها بعض التوضيحات.