الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتهل هو إستسلام غير مباشر؟ : منى سالم الجبوري

هل هو إستسلام غير مباشر؟ : منى سالم الجبوري

على مر الاسابيع المنصرمة صدرت تصريحات ومواقف رافضة ومشککة وطاعنة بالدور الاوربي في مواجهة العقوبات الامريکية من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين کبار وفي مقدمتهم المرشد الاعلى للنظام، لکن الذي لفت النظر کثير إن هذه التصريحات والمواقف حرصت على إبقاء خطوط الرجعة مع الاوربيين خصوصا إنه ومع تفاقم الاوضاع في الداخل سوءا وعدم تمکن حکومة روحاني من معالجتها بالصورة المطلوبة، فإن الانظار بقيت ترنو لأوربا عسى أن تجد مخرجا لهذا المأزق القاتل الذي يواجهه النظام الحاکم في إيران.

ماقد ذکرته وسائل إعلام إيرانية من أن بير فيشر، مدير القناة المالية الأوروبية للتعامل مع إيران التي تعرف بـ “اينستكس”، عقد مباحثات في طهران، يوم الثلاثاء الماضي، حول تفعيل الخطوة الأولى من هذا المشروع والذي يركز على بيع الغذاء والدواء مقابل النفط الإيراني تفاديا للعقوبات الأميركية. يأتي بمثابة تأکيد على إن معظم التصريحات والمواقف النارية ضد الدور الاوربي إنما کان مجرد”هواء في شبك” وضحك على الذقون الايرانية نفسها، إذ لايبدو إن بإمکان طهران التخلي إطلاقا عن الدور الاوربي فقد کان ولايزال يعول عليه ويعتبره الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها.

تفعيل مشروع بيع الغذاء والدواء مقابل النفط الإيراني تفاديا للعقوبات الأميركية، لن يکون بالضرورة أبدا کما تطمح وتريد طهران، وقطعا فإن هناك التجربة العراقية أيام حکم الرئيس السابق صدام حسين لازالت ماثلة للعيون، ويمکن الاستفادة منها من مختلف الجوانب ولاسيما المتعلقة منها بالالتفاف والتحايل على المشروع، خصوصا وإن لطهران عذال وخصوم کثر وستکون هناك أعين کثيرة تحدق بکيفية تنفيذ المشروع ومدى إلتزام النظام الايراني به والامتثال لإلتزاماته بهذا الصدد.

أهم مافي هذا المشروع، هو إنه ليس هناك من مال في مقابل النفط وإنما هناك غذاء ودواء کما طالبت العقوبات الامريکية حرفيا، غير إنه ومع ذلك يجب الاخذ بنظر الاعتبار بأنه بإمکان النظام أن تتلاعب بالغذاء والدواء وتقوم بإستغلاله بطريقة أو أخرى بما يخدم أهدافها وغاياتها خصوصا إذ ماتذکرنا بأنه قد قام بإستخدام کافة الاموال الايرانية المجمدة التي أطلقتها الادارة الامريکية السابقة من أجل مخططاته الخاصة ولاسيما في تدخلاته ببلدان المنطقة وتطوير صواريخه الباليستية، ومن المهم جدا منذ الان وضع هذه النقطة في الحسبان والتفکير في کيفية معالجتها والتصدي لها، ولاريب من إن طهران ليست تتمکن طويلا من الاستمرار في الاوضاع الحالية وهي بحاجة ماسة لما تهدأ به من روع الشعب الايراني الغاضب والساخط عليه وإن سد الثغرات التي من الممکن أن يتحايل من خلالها سوف يکون مفيدا للشعب الايراني نفسه وفي ذات الوقت ضمانة قوية لإلتزام طهران بتعهداتها مع التذکير بأن الامور لو سارت بهذه الطريقة فإن النظام لن يستمر طويلا!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular