بث تنظيم داعش آخر تسجيل صوتي للمتحدث باسمه قال فيه إن سقوط جيبه الأخير في الباغوز السورية لا يعني نهاية المعركة، مشيراً الى أن “انصار الخلافة” سيواصلون شن الهجمات في جميع الدول التي انخرطت في قتال التنظيم.
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، تخوض ومنذ اسابيع معارك ضد مسلحي داعش في الباغوز الواقعة على ضفاف نهر الفرات قرب الحدود العراقية.
وتشهد المعارك تقطعاً بين حين وآخر للسماح للمسلحين المستسلمين وأسرهم ومدنيين آخرين بالخروج من آخر معاقل التنظيم المتطرف. وتحظى المعارك بدعم جوي وبري من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وقال المتحدث باسم التنظيم ابو الحسن المهاجر في تسجيله الصوتي ومدته 44 دقيقة “أتحسبون أن مشاهد النزوح للضعفاء والمساكين الخارجين من حصار الموت في الباغوز… ستفت من عضد ابناء الخلافة… كلا”.
ونجحت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الكورد، في دفع تنظيم داعش إلى التقهقر من معظم المناطق الشمالية الشرقية في سوريا، كما كبدت التنظيم هزيمة في الرقة في 2017 ودفعته إلى الجيب الأخير في الباغوز العام الماضي.
وكان من المفترض أن يعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب النصر على داعش في الايام الماضية. وقرر اواخر العام الماضي سحب جنوده من سوريا بعد “هزيمة” داعش، في خطوة دفعت وزير دفاعه جيم ماتيس الى الاستقالة، ثم تراجع عن الانسحاب تحت ضغط حلفائه.
وتطرق متحدث داعش لزيارة ترامب الى العراق اواخر 2018، وقال “عجبٌ لمنتصر يعز عليه اعلان زيارة رسمية لبلد يزعم احلال الأمن والاستقرار فيه، وما كان بوسعه ان يأتيه إلا خلسة كاللص الرعديد”.
وأضاف أن اعلان النصر على داعش ستثبته الايام القادمة، وقال “الدولة الاسلامية عائدة بإذن الله للمناطق التي انحازت منها طال الزمان أو قصر”.
وذكر المهاجر في التسجيل أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي حث “جنود الخلافة” على تجنب استخدام أجهزة الاتصالات بسبب ما تسببه من ضرر في المعركة ودعاهم إلى “أخذ الحيطة والحذر”.
وتعتقد دول غربية أن البغدادي غادر الباغوز.
ويقول مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي إن من تبقى من داعش داخل الباغوز هم من أكثر المتشددين الأجانب تطرفاً.
وعلى الرغم من أن هزيمة التنظيم في الباغوز ستنهي سيطرته على الأراضي المأهولة في المساحات التي سيطر عليها في سوريا والعراق عام 2014، إلا أن مسؤولين من المنطقة ومن الغرب يتوقعون أن يظل تهديد التنظيم قائماً، وهو ما كرره المهاجر.
وحث المهاجر انصار داعش على تنفيذ هجمات في كل الدول التي شاركت في قتال التنظيم “ثأراً وانتقاماً” من حادثة الاعتداء على المصلين داخل مسجدين في نيوزلندا.
وقال “وما وضعت الحرب اوزارها ونحن لا نموت إلا قتلى”.