الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتنوروزنا ( 2019) بنكهة اجمل : لؤي فرنسيس

نوروزنا ( 2019) بنكهة اجمل : لؤي فرنسيس

تتميز هذه السنة في اعتدال ربيعي جميل يختلف عن السنوات الماضية مناخيا وتتميز ايضا بالاختلاف سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فمناخيا منذ سنوات لم نرى ربيعا مماثلا جميلا لبست الارض حتى في المناطق شحيحة الامطار لباسها الاخضر .

ففصول السنة تنقسم الى اربعة مواسم بزاوية ميل محور دوران الارض حول الشمس بـأنها  ثابته ومقدارها  23.4 درجة ولا تتغير اثناء دوران الارض حول الشمس وهذا ما يسبب تغير زاوية سقوط اشعة الشمس على الأرض الذي يسبب بدوره الى تغير الفصول الاربعة ، حيث وبحسب علماء الفلك  تمر الكرة الأرضية بأربعة نقاط مفصلية هامة أثناء رحلتها حول الشمس والتي تستغرق 365 يوما و6 ساعات تقريبا، وهي الاعتدال الربيعي والانقلاب الصيفي والاعتدال الخريفي والانقلاب الشتوي.. والاعتدال هنا يعني تساوي الليل والنهار اما الانقلاب فيعني صيفا يكون النهار اطول من الليل وفي الشتاء الليل اطول من النهار .

 ونوروز أي ( اليوم الجديد ) يأتي اثناء الاعتدال الربيعي يوم 21 اذار  والذي اعتبر يوم راس السنة لدى الكورد قبل مايقارب 2700 سنة او اكثر بقليل، والذي يحتفل به اكثر من400 مليون شخص في جنوب وشرق ووسط اسيا  مثل الفرس والأذربيجانيون والأرمن والبلوج والأفغان والطاجيك والأوزبك والتركمان والكازاخ والهند بالاضافة الى الكورد في كوردستان ومعهم الكوردستانيين بمختلف اطيافهم .

 وحديثنا عن نوروز في كوردستان والعراق الاتحادي حيث يعده الكورد في كوردستان عيداً قوميّاً وطنيا ويروون أنه اليوم الذي انتفض فيه الكورد تحت راية كاوه الحدّاد ضدّ الملك الضحّاك وفق ميثولوجيا شعبية ( او ماتسمى بعلم الاساطير الشعبية) تشير الى ان اشعال النار فوق المرتفعات في هذا اليوم يعد رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين واسمه الضحاك ( ازدهاك ) ، حين تمكن البطل القومي كاوة الحداد من قتله بمطرقته المشهورة وحمل جثته الى جبال دباوند، فحرقها عشية 21 آذار،  واعتبر هذا اليوم 21 اذار اليوم الجديد (نوروز) اعتاد الكورد فيه على اشعال النار تخليدا لذلك الحدث ، وتعتبر شعلة نوروز فوق جبال كوردستان رمز التحرر من الطغيان والظلم وانتصار ارادة الخير على الشر ، كما في هذه الايام من عام 1903جائت ولادة رمزنا الخالد في قلوبنا مصطفى البارزاني الذي استطاع بفكره وقيادته اعادة القرار للشعب الكوردي والكوردستاني الذي ظلم لقرون وعهود واعتبر البارزاني الخالد منيرا لشعلة نوروز جديدة انارت درب الكورد والكوردستانيين نحو الحرية والانعتاق مماثلة لشعل كاوا الحداد  .

العالم اليوم يعيش عصر الانفتاح-  ويعتبر الانفتاح وسيلة لفهم حضارات الامم ومقتضيات العصر، وعلى جيران الكورد ان يعلموا ويعوا قيمة عيد نوروز  الذي تخرج جميع شرائح شعبنا الكوردستاني، في كل مكان، الى أحضان الطبيعة، ليعبروا عن فرحتهم ويجسدوا قيم التسامح والمحبة والإخاء بين جميع مكونات الطيف الوطني الكوردستاني العام مع الاخرين متمنين بذلك ان يكون موقف الشعوب والحكومات والاحزاب والقوميات والمذاهب والاديان الاخرى بنفس النهج التسامحي ليكون نوروز عيدا عاما تختلف نكهته عن الاعياد الدينية والمذهبية التي تخص دينا او مذهبا معينا كما يجب ان تختلف نكهته عن الاعياد الوطنية للتاريخ الحديث التي تحتفل بها دول العالم السياسي في الانقلابات والتاسيسات والذكريات، ليشمل هذا العيد مساحة انفتاح نفسية اكبر لدى الجميع فهو اليوم الجديد ويوم الخلاص من الظلم والعبودية ويوم التاخي والتسامح والمحبة لدى العديد من الشعوب ، وجميع هذه الكلمات بمعنى هذا العيد لها مدلولات انهاء المظلوميات بجميع اشكالها في القيم الانسانية .

 اما في كوردستان الجنوبية والعراق الاتحادي عامة، فنكهة (اليوم الجديد ( نوروز) تختلف عن الاعوام السابقة كون هذا البلد استطاع بسواعد ابنائه في قوات البيشمركة والاسايش الابطال  بقيادة سيادة الرئيس مسعود بارزاني،  ومعهم  صنوف الجيش العراقي ورجال الحشود الشعبية بمختلف مسمياتهم ، ان يقضوا على ((  (ازدهاك ) ضحاك العصر، الارهاب الداعشي المجرم ))، بمطرقتهم المتمثلة بوحدتهم وقتالهم الباسل لاربعة سنوات متتالية على طول الاف الكيلومترات مضحين باغلى ما لديهم للحفاظ على كرامة العراق الاتحادي من زاخو الى الفاو.

 نعم نكهة نوروز هذه السنة لها طعم مختلف فالعلاقات بين جميع الخصوم والمختلفين ان كان بين اربيل وبغداد او بين احزاب بغداد فيما بينها او بين احزاب كوردستان فيما بينها  في طريقها الى الحل كما بالنسبة لكوردستان الجنوبية فالتقارب مع بغداد لحل الازمة الاقتصادية وفتح الحصار الاقتصادي عنها ، وقرار الغاء مدخرات رواتب موظفيها من قبل جناب رئيس حكومة اقليم كوردستان  الاستاذ نيجرفان بارزاني، يمنح للمواطن الكوردستاني مساحة احتفال كبيرة ومساحة نفسية عالية في التسامح ليسامح ظالميه في السلطة العراقية خلال السنوات الخمسة الماضية ويعيش حياته بسعادة ورفاهية .

ختاما نتمنى ان تهتم الحكومة العراقية بالمدن المحررة من ظلم ( ضحاك العصر) الارهاب الداعشي المجرم ، وتعيد بنائها واعمارها واعادة الخدمات الاساسية اليها وتعويض المتضررين من الحرب بمختلف اشكالهم ، والعمل بجدية لاعادة ماتبقى من المخطوفين والمخطوفات من اخوتنا الايزدية وتعويضهم بقدر معاناتهم واكثر ووضع برامج نفسية لتاهيلهم واعادتهم الى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية ، كما على الحكومة ان تضع برامج تاهيلية لرفض الفكر المتطرف والمتشدد بجميع اشكاله واعلاء قيم المواطنة ليكون ولاء الجميع للوطن ويسيروا بمقولة البارزاني الخالد الذي قال (اذا كان حب الوطن جريمة فانا سيد الجناة ) .

كما وعليها ( اي الحكومة الاتحادية ) ان تعيد قوات البيشمركة الى المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم والتي خرجت منها في 2017 لتكون في هذه المناطق الحماية مشتركة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة ليسعد جميع مواطنيها كما على الحكومة الاتحادية ان تنهي ملف ادارة المحافل الحيوية بالوكالة واكمال الكابينة الحكومية الجديدة ليستطيع القضاء العراقي وضع النقاط على الحروف في تسمية الفاسدين وهادري المال العام  .

وهكذا تبقى نكهة نوروز هذه السنة هي الاجمل

الف تحية الى أرواح شهداء الحرية في كوردستان والعراق والعالم.

المجد لكاوة الحداد والخالد مصطفى البارزاني وكل من قارع الأنظمة الاستبدادية، من اجل الانعتاق والتحرر في كوردستان والعراق والعالم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular