اليوم الجمعة 15-3-2019 .. يوم العيد الأكبر لدى حكام الأرض كلها .. من شرقها إلى غربها .. ومن شمالها إلى جنوبها .. بما فيهم حكام العرب والمسلمين .. ما عدا القليل النادر .. الذي لا يزال فيه بقية من دين .. وضمير .. وأخلاق..
وسيبيتون هذه الليلة .. ليلة السبت الذي يوافق العيد اليهودي .. يشربون الأنخاب .. منتشينن فرحين !!! ..
يرقصون .. ويغنون .. طربا .. وسرورا لسفك دماء المسلمين الإرهابيين .. حسب زعمهم !!!
فهل – يا ترى – ستُحدث مجزرة نيوزيلندا .. هزة لدى المسلمين النائمين .. فتوقظهم من سباتهم .. وتعلمهم أنه لا أمان .. ولا سلام مع أحفاد الصليبيين وأتباعهم ؟؟؟
ويصدقوا قول ربهم الجليل العظيم :
( كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ) التوبة 8 ..
اليوم كل حكام الأرض – إلا من رحم الله – صامتون صمت القبور !!!
لأنهم مخمورون .. مستمتعون بمنظر دماء المسلمين النازفة !!!
ولكن ..
غدا .. إذا اشتعلت الحمية في نفس أحد المسلمين .. وقام بالانتقام .. والثأر لإخوانه ..
حينئذ ..
الكل سيخرجون من قبورهم .. يلطمون .. ويندبون .. وينوحون .. ويشقون جيوبهم .. وينفشون شعورهم .. حزنا .. وأسى .. ولوعة على القتلى الصليبيين !!!
وينددون .. ويستنكرون .. ويشجبون .. ويهرولون للتعزية بذلك المصاب الفادح !!!
لم يسمح القاضي النيوزلندي .. للكاميرات بإظهار وجه القاتل .. السفاح .. المجرم .. الإرهابي !!!
خوفا على مشاعره .. وأحاسيسه الشيطانية الخبيثة !!!
بالرغم من أن المجرم صور نفسه حيا على الهواء مباشرة .. وهو يقتل المسلمين .. فرحانا مسرورا !!!
وبالرغم من أن القاعدة القانونية تقول :
الاعتراف هو سيد الأدلة .. والمجرم معترف بجريمته .. ومتباه .. ومتفاخر بها !!!
إلا أن القاضي لم يصدر أي حكم عليه .. وأجل القضية 3 أسابيع !!!
لأن القانون البشري .. مركب .. ومؤسس على الجور .. والظلم ..
ولا يهمه حفظ حقوق الأبرياء .. وإنما حفظ حقوق المجرمين ..
وأقصى عقوبة سيصدرها القاضي .. السجن لبضع سنين !!!
ثم تُخفف .. بحجة أن القاتل شاب مراهق .. غير مدرك لما فعله .. أو أنه كان سكرانا .. مخمورا !!!
هل ثمة جور .. وبغي .. وظلم .. وإجحاف أكثر من هذا ؟؟؟!!!
ومع ذلك .. القضاة من سلالة المسلمين .. يتمسكون بالقانون البشري الظالم .. وينبذون القانون الرباني العادل ..
إذا كان حكام العرب الذين ظاهرهم .. من سلالة المسلمين !!!
وحقيقة أن فريقا منهم من سلالة القرامطة .. وفريقا من سلالة القردة والخنازير ..
هم الذين يحرضون الدول الصليبية .. على قتل المسلمين .. وتهديم مساجدهم !!!
فلا غرو .. ولا عجب .. أن يقوم بعض الصليبيين المشبعين أصلا .. حتى الثمالة بالحقد الأسود على المسلمين .. بمجزرة نيوزيلاند .. وغدا بمجزرة في لندن .. وبعدها في باريس ونيويورك !!!
بأي ذنب قتلت هذه النفوس المؤمنة .. الآمنة .. الوادعة .. المسالمة .. الساجدة .. الراكعة ؟؟؟!!!
الجواب عند الحكيم الخبير :
( قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ ﴿٤﴾ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ ﴿٥﴾إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ ﴿٦﴾ وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ﴿٧﴾ وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ ) ..
لذا ..
يجب على العصبة المؤمنة .. أن تدرك .. وتفهم .. أن المعركة بين المؤمنين والكافرين .. لم تنته .. ولن تنته إلى قيام الساعة ..
يجب أن لا ينخدع المؤمنون بالشعارات البراقة التي يرفعها الكافرون .. وينادون بالسلام .. والأخوة الإنسانية الكاذبة !!!
فهل استنكر الذين عقدوا مؤتمر الأخوة الإنسانية الشهر الفائت .. جريمة نيوزيلندا ؟؟؟!!!
يستخدم الغربيون مصطلح ( اليمين المتطرف ) !!!
للدلالة على التعصب .. والكراهية .. والحقد الدفين الأسود على الإسلام ..
ويقلدهم الإمعات .. والغثائيون من سلالة المسلمين !!!
دون أن يدركوا .. ويعرفوا .. أن هذا تحريف للحقيقة .. وتضليل للناس .. لإبعاد الجانب الديني عن هدف المتعصبين !!!
والله تعالى .. يريد أن تُعلن طبيعة المجرمين .. وأن تظهر حقيقتهم على المسرح .. دون زخارف .. ولا تورية ..
( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ) الأنعام 55 ..
فيجب وصفهم بأوصافهم الحقيقية .. دون أي رتوش ..
وتسميتهم بأسمائهم الأصلية ( هؤلاء صليبيون حاقدون على الإسلام وأهله ) ..
هؤلاء كافرون مجرمون ..
لا يرعون إلا .. ولا ذمة .. ولا يوفون بعهودهم .. وينقضون مواثيقهم !!!
( وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ) آل عمران 75
يتساءل بعض السوريين بحرقة .. ولوعة .. وأسى .. وحزن !!!
ألسنا بشرا مثل هؤلاء الذين قُتلوا في نيوزيلندا ؟؟؟!!!
فعلام تستنكرون هذه الجريمة المروعة البشعة – ونحن نستنكرها أيضا – ولا تستنكرون أبشع منها .. وأكثر ترويعا .. حيث تُلقى علينا القنابل الفسفورية الحارقة .. وتدمر بيوتنا .. ويُقتل نساؤنا وأطفالنا وشيوخنا يوميا .. وبأضعاف ما قُتل في نيوزيلندا ؟؟؟!!!
أقول : والغضب يفجر قلبي .. ويفتت كبدي ..
لا تحزنوا – يا إخوتاه – معظم الذين استنكروا – إن لم يكن كلهم – وهم قليل بالنسبة للصامتين .. منافقون .. مشعبذون .. دجالون .. يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم !!!
علاوة على أنها المجزرة الأولى في نيوزيلندا .. فأحدثت صدمة .. وهزة عنيفة .. دفعت بعض السياسيين لأن يستنكروها ..
أما في الشام .. فالمجازر تتوالى يوميا .. وأضحت مألوفة .. ومعتادة لدى السياسيين .. ولم يعد لديهم دافع للاستنكار !!!..
لأن الران قد غطى على قلوبهم .. وعلى أبصارهم غشاوة .. فلا يشاهدون !!!
ولكن الذي يحرق القلب من كمد .. ويفتت الكبد من ألم !!!
أن المسلمين في مسجد مدينة ( كنيسة المسيح ) في نيوزيلندا .. استسلموا للقاتل كالأغنام !!!
لم يقاوموا .. لم يدافعوا عن أنفسهم .. لم يصرخوا .. لم يكبروا .. لم يهجموا عليه ليخلصوه سلاحه ..
بل الأدهى أنه بعد انتهاء ذخيرته .. ذهب إلى سيارته مطمئنا .. ليأتي بالبارودة الثانية .. ولم يهجموا عليه ليقتلوه .. أو على الأقل ليغلقوا باب المسجد!!!
لو أنهم فعلوا شيئا من المقاومة .. في المسجد الأول .. لتمكنوا من القبض عليه .. أو دفعوه إلى الهرب .. وعدم تكملة جريمته في المسجد الثاني .. ولكانت الخسائر أقل من ذلك بكثير ..
ثم .. كيف يرتكب جريمته .. ويصورها على الهواء مباشرة ؟؟؟!!!
ثم .. ينتقل إلى المسجد الثاني على بعد كيلو مترات .. والشرطة النيوزيلاندية لا تراه .. ولا تتحرك .. مع أنه لا يوجد متر واحد في شوارعها .. إلا ومغطى بمراقبة الكاميرات ؟؟؟!!!
وبعد ذلك .. تقوم رئيسة الوزراء بتمثيلية خادعة .. تلبس الحجاب تظاهرا باحترام الإسلام .. وتتباكى على الضحايا .. وهي المسؤولة الأولى عن الجريمة ..
وكان الأولى بها – لو كان فيها ذرة من إنسانية – أن تستقيل فورا ..
ولو كان الضحايا غير مسلمين .. وعددهم عُشرهم أو أقل .. لاستقالت !!!
ولكنهم .. مجرمون في جيناتهم .. وتكوينهم .. وتربيتهم .. وجذورهم .. وأصولهم ..
ما ينبغي لأحد من المسلمين .. أن ينخدع بتمثيلياتهم .. ومسرحياتهم المفضوحة !!!
وأن ينسى قول العليم الخبير :
( وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ ) البقرة 217 ..
ومع ذلك أخذ النيوزيلنديون يتوافدون على المساجد .. للتعرف على الإسلام بعد الهجوم الإرهابي على مسجدي كرايست تشيرش الذي راح ضحيته عشرات المصلين ..
كما تقول مجلة ميم .. مرفقة بفيديو يُظهر النيوزيلنديين ذكرانا وإناثا جالسين في المسجد يشاهدون المسلمين وهم يصلون …
وهذا مما يزيدنا ثقة .. بأن هذه المجزرة .. ستكون خيرا للإسلام والمسلمين ..
وستفتح آفاقا واسعة أمام الإسلام .. لينتشر بين الناس .. ويعلموا أنه هو الحق المبين ..
( وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ ) ..
( لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ ) ..
( فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا ) ..
كما حصل عقب أحداث 11 أيلول 2001 ..
حيث أقبل الناس من كل حدب وصوب .. زرافات ووحدانا للدخول في الإسلام !!!
مما يؤكد أنه دين عظيم .. وحق مبين .. يجذب كل من لديه بصيرة .. وقلب سليم …
الإثنين 12 رجب 1440
18 آذار 2019
موفق السباعي