بادئ ذي بدأ، وعندما رفعت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، شعار التغيير في إيران وطالبت المجتمع الدولي بمد يد العون والمساعدة للشعب الايراني من أجل تحقيق ذلك الهدف من خلال دعم نضال الشعب الايراني والاعتراف بالمقاومة الايرانية، لم يکن مطلب التغيير مهما بل وحتى واردا في الاوساط الدولية بل کانت هناك قناعة لدى بعض الاوساط الدولية بأن التغيير بالصورة والطريقة التي تطالب بها مريم رجوي غير ممکن في إيران غير إنه من الممکن إجراء تغيير من داخل النظام عبر دعم وتإييد مايدعى بالجناح الاصلاحي الذي مثله الرئيس السابق محمد خاتمي ويمثه حاليا الرئيس روحاني، وقد کانت القناعة الدولية وقتئذ بأن دعم هذا الجناح سيقوض من دور وتأثير الجناح المتشدد ويوفر الارضية والاجواء المناسبة للتغيير من خلال الاصلاحات.
الدعوة للإصلاح في إيران والتي کان عرابها رفسنجاني ومن ثم برز بها دوليا محمد خاتمي من بعده، لفت النظر مٶخرا تصريح مثير للرئيس السابق خاتمي وهو يتحدث عن کذب وزيف الاصلاح عندما أعلن من إنه لم يتم لحد الان تحقيق ولو عملية إصلاح واحدة في إيران! والانکى من ذلك إن البرنامج النووي الايراني قد تم العمل به والتأسيس له بقوة في ظل فترة خاتمي، کما إنه وفي عهد روحاني تم توسيع وترسيخ التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة کما تم أيضا تصعيد الممارسات القمعية وتنفيذ أحکام الاعدامات الى جانب إصدار قرارات وتشريعات ملفتة للنظر من حيث معاداتها للمرأة والحط من کرامتها الانسانية، ويبدو إنه وبعد مرور کل هذه الاعوام، صارت هناك ثمة قناعة بدأ يترسخ لدى أوساطا دولية کانت للأمس تراهن على التغيير من داخل النظام الايراني من خلال ماسمي بالجناح الاصلاحي أو المعتدل، وهي قناعة صارت تترجم في صورة تصريحات ومواقف رسمية.
التأثيرات الضارة لطهران خلال عهد روحاني الذي بدأ منذ أغسطس/آب2013، على الشعب الايراني نفسه وعلى بلدان المنطقة والعالم وإتجاه السياسة الايرانية الى سياق تصادمي مع ليس المصالح الدولية بل وحتى مع مصالح الشعب الايراني وشعوب المنطقة أعطت ليس إنطباعا وإنما حتى قناعة تامة بأن طهران لايمکن أن تکون کما ينتظر البعض منها وإن الذي يحکم في إيران هو الجناح المتشدد وإن الجناح الآخر ليس إلا إمتداد للجناح الآخر، وهذا ماأکد خواء وعدم جدوى الاعتماد على التغيير من داخل النظام الايراني والمراهنة على مايسمى بالجناح الاصلاحي، ومن هنا فإن الذي ثبت وتوضح هو إن هذا النظام يشکل خطرا وتهديدا مستمرا على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم کما إنه لايمکن الوثوق به أبدا، وهذا ماجعل المجتمع الدولي يميل لما قد طرحته مريم رجوي والاعتقاد بأن التغيير في إيران قد صار مطلبا أمميا لابد منه.