ما حدث قبل أيام من غرق العبارة في الموصل أمر طبيعي جدا ، وليس من باب الاستغراب،بسبب بسيط جدا انك تعيش في بلد المصالح والمكاسب ،والبحث عن المنافع والغنائم،ومن غرق سابقا،ومن غرق بها يدفع الثمن .
عبارة الموصل وعبارة كل العراقيين لم تغرق يوم الخميس الماضي ، بل غرقت منذ عهود طويلة ، لان في اغلب الفترات الماضية والحالية كان القيادة أو القائد للعبارة البلد إن صح التعبير ليس من أهل الكفاءة والخبرة ، وتنعدم بها اقل موصفات الإدارة وتحمل المسؤولية ، ولا أتصور لديها ذرة من الوطنية والغيرة على أهل بلده،وبصمات الآخرين مؤثرة وواضحة في اختياره وأداء مهامه وقراراته التي كانت ومازلت تخدم مصالحهم .
مشهد مأساوي قد يحدث في إي البلد من البلدان العالم، وقد حدثت حوادث افجع ومؤلمة للغاية ، وكان عدد الضحايا اكبر من حادثة الموصل ، لكن في بلد مباحة لك إن تقول الغلبة لقلة سيطرت و استحوذت على خيراتنا وثروتنا ، فحللت لها ما حللت ، وحرمت علينا ما حرمت ، ومع الأسف يكون النتاج عن حكمها صورة البلد العامة خراب ودمار وقتل وتهجير ، هيبة الدولة وفرض سلطاتها وقوانينها ، ومحاسبة المقصرين والفاسدين ومعاقبة الجناة ، والرقابة والمتابعة لنشاط كل القطاعات والعامة الخاصة أضحت وسيلة الحاكمين لتحقيق مكاسبهم وحصصهم الشخصية والحزبية والسلطوية مهما كان الثمن ، وحتى لو غرقت العبارة بكل ركابيها .
كعادتهم في اغلب مصائبنا التي لا تعد ولا تحصى ، وإعداد الضحايا في تزايد ، والمفقودين من الأطفال الأبرياء ما زالوا في أعمق نهر دجلة ، ومعدومي الضمير والإنسانية يحالون تحقيق مكاسب سياسية أو تسقيط الآخرين من خلال إصدار بيان أو تصريح ، ورمي الاتهامات على البعض بالتقصير والفشل ، وهم كلهم في عبارة واحدة ، متى تغرق ؟ .
التقصير الحكومي والرقابة منها واضح جدا في متابعة عمل العبارة من كافة النواحي، لكن من ركب العبارة يتحمل جزء اكبر من المصيبة وهو يعلم أنها قديمة والعدد كبير جدا لا تسعه العبارة ، لكن المتهم الأول والأخير الجهات الرسمية .
سيتكرر مشهد العبارة في مكان أخر ما زلنا نعيش في عهد المحسوبية والمنسوبية للأحزاب لا تر غير مصالحهم ومصالح الغير ، والشعب يدفع الإثمان الباهظة جدا في كل الأحوال ، وتغير الأمور نحو الأحسن حلم قد يتحقق في غير عهدنا الذي نعيشه اليوم .