اعادت صورة المناضل ” يوسف هركي ” التي استلمتها شاكراً من الصديق العزيز المناضل “عمر خضر كاكيل” قبل ايام و الاخبار التي افادت بأنه يعيش حياة هانئة مع عائلته و اهله، ثم صور الكادر البارز الفقيد “محمد هركي” ، اعادت الى ذاكرتي اياماً قاسية في النضال الشاق من اجل الخبز و الحرية و الحقوق العادلة لشعب كردستان العراق . . عشناها جميعاً انصاراً و عموم البيشمركة من كل القوى آنذاك، و كنت قد وثّقتها في كتاب روائي جديد لم ينشر حتى الآن بعد ان اخذته ” دار المدى للثقافة و الفنون ” لنشره منذ اكثر من اربع سنوات.
و بعد ان نشرتُ الكثير من حالات واقعية مشابهة، اجدني مضطراً لنشر قطعة من فصل في الكتاب عمّا جرى و عن جهود كل البيشمركةالانصار في انقاذ حياة يوسف هركي الذي اصيب اصابة بالغة هددت بفقدان حياته في تلك الجبال العاصية و في زمن الثلوج الهائلة في ذلك العام، لتوثيق الخبرة التي صنعتها الحياة الصعبة و الإخلاص للقضية . . ولابد من القول انه للاسف لايُدعم من يوثّق نضالات الشعب الكردي و كل قوميات و طوائف العراق ضد الدكتاتورية التي انهارت، وهو يعاني من امراض و تعويقات متنوعة جرّاء نضال البيشمركايتي المشرّف و في القسم الاخير من العمر، في زمن يعيش فيه مجرمون كبار تسببوا بمقتل المئات من خيرة البيشمركة و الانصار، يعيشون حياة باذخة على ماحصلوا عليه من غنائم في سنوات صدام العار، و على مايحصلون عليه الى الآن . .
* * *
في ظروف اشعلت فيها اعياد النوروز انتفاضة ربيع 1982 في كردستان، و امتدت لتشمل جنود معسكر اربيل الرافضين لسوقهم الى جبهات الحرب و تصاعد شعار ” نحن اخوان الجنود، اعداء الدكتاتورية ” . . و في التاريخ الشهير لـ 31 آذار الحزب الشيوعي، تحقق انتصار كبير في حياة البيشمركةالانصار باقتحام ربيئة سري سيرين الستراتيجية احتفالاً بذلك التاريخ، الربيئة التي شكّلت رأس رمح السلطة في المنطقة، و ابرزت اسم القائد الشهيد مام خضر كاكيل (1) و انصار سرية روستي في اول اقتحام جرئ لربيئة عاصية، الأمر الذي اشاع فرحاً انسى الجميع جراحهم . .
في مهرجان الفرح ذلك المكتسي بخيوط حزن على استشهاد النصير البطل مقدام (2) و بوجود مام خضر كاكيل آمر العملية، و حيث كانت الغنائم الكثيرة بالسلاح و العتاد مكدّسة . . افتقدت ابو داود (3) الذي كان غائباً عن الجمع. و لمّا علمت بكونه لايستطيع الخروج من قاعة رقوده لشدة آلام عينه التي اصيبت في العملية. اسرعت اليه في الغرفة للإطمئنان على صحته فوجدته جالساً بجمود و عينه المصابة معصوبة و انزل عليها الجمداني، و بعد السلام عليه و تهنئته على نجاح العملية، الأمر الذي انعشه، استطعت ادراك ماجرى له و ما الضروري الممكن اجراؤه لأسعافه و رؤية مدى الإصابة . .
ثم جلبت الحقيبة الطبية، و بدأت بمعاينة منطقة الإصابة و وجدت ان عينه اليمنى اصيبت اصابة مباشرة بمقذوف (رصاصة او شظية . . )، حيث كان السائل الزجاجي للعين يُقطّر منها مع الدماء التي اخذ يقلّ نزيفها بفعل عمليات تخثر الدم في الأوعية الدموية الشعرية في محور العين .
و اكثر ما آلمني و شدّني، كان جواب أبو داود المعروف بعد ان سألني عمّا اذا كان سيستطيع البصر بعينه المصابة لاحقاً، و اجبته . . . و انا اشاهد السائل الزجاجي الجلاتيني للعين الذي لايمكن تعويضه لا يزال يقطّر منها :
ـ ابو داود !! للأسف قد لن تستطع البصر بها و اتمنى ان اكون غلطان !!
فاجابني على الفور :
ـ فدوه للحزب و للقضية !!
و بعد ان نظّفت الجرح وخيّطت ما امكن خياطته من الجروح النازفة، استأذنت ابو داود بضرورة ذهابي لمعاينة الجرحى الآخرين و كانوا :
” ابو آذار” المصاب في الجهة اليمنى من البطن و في الساعد، باطلاقتي كلاشنكوف اصابته من الأمام ونفذتا من الخلف و كانت عندي شكوك قوية بأن كليته اليمنى قد اصيبت بدلالة تبوله الدموي، “ابو فيروز” (4) المصاب باطلاقة في عضده و بارتجاج في دماغه لايُعرف مداه، بسبب سقوط حجر على رأسه و فقدانه للوعي حينها . “ابو نضال” من الديوانية مصاب بإطلاقة في كفه سببت سقوط الكف (5) ، ملا عثمان (6) المصاب بشظايا حارقة من قذيفة ار بي جي اصابت اعلى الفخذين و الساقين . . و قد طلب علاجاً فقط لأستعماله الشخصي دون الحاجة للرقود في الفراش كما عبّر، فيما بقيت متحيّراً كيف جاء ملا عثمان اذن مع مفرزة البريد السريع الى مقر الفوج في بشت ئاشان للابلاغ عن الحاجة الماسة لطبيب اثر تلك العملية العسكرية، و كان حمايتنا و دليلنا الأساسي في مفرزتنا انا مع مام خضر روسي (7) الى روستي ؟؟
و النصير سعدون (8) الذي كان ملتحقاً جديداً قادماً من الخارج حديثاً ، المصاب بشظايا قذيفة ار بي جي ، اضافة الى خمسة انصار اصيبوا اصابات خفيفة في مناطق متفرقة من اجسامهم . . و بعد العلاج المتوفر و الفحوص قررت كطبيب ان الأنصار الذين يتطلب علاجهم، ارسالهم الى مستشفى تخصصي بالسرعة الممكنة و هم : ابو داود، ابو آذار، ابو فيروز و ابو نضال .
كلّ ذلك و طائرات النظام الحربية توبوليف و مروحياته تقصف المنطقة و مقر سرية روستي بلا انقطاع انتقاماً لعملية سري سيرين التي جرت في الليلة الفائتة . .
. . . .
. . . .
بعد عشاء ذلك اليوم و قبيل الغروب، وصل الى مقر السرية، راعي يجرّ خلفه حصاناً محمّلاً ببيشمركة فاقدَ الوعي، كانت الدماء تنزّ من العصبة المعصوب بها رأسه بالجمداني تعصيباً ثابتاً قام به الراعي، الذي قال انه وجده ممدداً في اسفل الوادي لاحراك به الاّ ان قلبه كان يدق و نبضه و تنفسه محسوسين. حاول الراعي ايقاظه و اعطائه ماء ليشرب، الاّ انه لم يستجب. و في موقف وفاء من الراعي، ضمّد للجريح رأسه، وثبّته على حيوانه و اتى به الى مقر السرية، لمعرفته بقدوم طبيب الى السرية التي ضمّت عدداً من المساعدين الطبيين اصلاً .
و فيما كانوا يفكوّن وثاق تثبيته على الحيوان لنقله الى غرفة في المقر كي يجري فحصه و تطبيبه . . انتبه نصيران الى ان الجريح هو احد الكوادر العسكرية المعروفة لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني البارتي ـ حدك ـ في المنطقة، فطلبت من السرية اخبار مقر البارت، بأن يأتوا الى الجريح و اليّ شخصياً للتفاهم على ما يجب عمله مع الجريح، خاصة و ان اصابته خطيرة و قد يفقد حياته من الإصابة ذاتها او من التداخل الجراحي لعلاجه .
بعد ان اتممت فحص جرح الرأس الغائر و تبديل ضماده و تشخيص حالته و احتياجاته و هو فاقد الوعي الاّ ان قلبه كان يدُقّ، وصلت مفرزة من مقر البارت ضمّت ابناء عم الجريح و اقاربه، الذين افتقدوه منذ قصف طائرات الهيليكوبتر الكثيف الذي استمر من ظهر ذلك اليوم الى غروب الشمس، و اضافوا بأن اسمه”يوسف هركي” و هو احد الكوادر العسكرية المعروفة للبارت .
بعد ابداء مفرزة البارتي كل الإستعداد لجلب اية ادوية و مواد ضرورية لعلاج كل الجرحى ـ التي اتوا بها بعدئذ و بسرعة ـ ، وافقوا على اجراء العملية الضرورية لإنقاذ حياته، و كنت قد اخبرتهم بأنيّ لن استطع البدء بأية عملية جراحية مالم أتأكّد من وجود الضروريات على الاقل التي احتاجها لمعالجته علاجاً مؤقتايهدف انقاذ حياته، و خاصة مواد التعقيم، مواد التخدير الموضعي و محقناته، مضاد الكزاز، مغذي مانيتول اضافة الى مضادات الحيويات السريعة المفعول و المسكنات و مواد التخدير العام القوية .
و على ذلك افرغ الأنصار قاعة مناسبة و افرغوها من الأغراض، و نظفوها من الغبارلإعدادها كـ “صالة عمليات ” ، و فرشوا فيها فراش الجريح يوسف هركي، الذي بقي معه ثلاثة من البيشمركة من رفاقه للمساعدة في اعداد الجريح للعملية .
بقيت ساهرا طوال الليلة و بقلقي الكبير بجانب الجريح يوسف، لمراقبة حالته و للعناية بالمغذيات و مضادات النزيف التي علّقتها له لإيقاف النزيف و لتحسين و تثبيت حالته الصحية تحضيراً للعملية . . و كنت امرّ على غرفة الجرحى لتفقدهم على فترات مناسبة لتلبية احتياجاتهم بعد ان تناوب المساعدون عليهم ليلا و خاصة (ابو بافل، علي الصجي، رنجبه ر / رواندوز، ابو قحطان . . )، معتمداً على قهوة النسكافة و على قراءة و اعادة مايمكن ان يكون ضرورياً للغد، من كتاب لجراحة الإصابات من دفتر صغير جمعت فيه ملاحظاتي في انقاذ الجرحى المخطورين، كنت احملهما معي دوماً .
مرّت الليلة بسلام عموماً، و في الصباح الباكر جاءت مفرزة من ثلاثة مقاتلين بارزانيين بان عليهم النشاط و الحيوية و قدّموا بأدب و ثقة كل ما احتجته و كتبته فعلاً للجريح يوسف . . سررت كثيراً لذلك و باشرت فوراً بتعليق قنينة المانيتول لتخفيف ضغط الدماغ . . لإعطائه بالوريد . فيما تعاون الجميع على اخراج الجريح يوسف الذي كان بين الوعي و اللاوعي الى الممر، لإعداد الغرفة اعداداً نهائياً لعملية الدماغ . .
و عملوا على تنظيف الغرفة و تعقيم النايلون المغلف لجوانبها و للأرضية، و بعد ان طلبت من الجميع الخروج لساعة، وضعت القرص المعقم القوي لإعداد هواء الغرفة كصالة عمليات حقيقية، بعد اغلاق الباب و الشبابيك ثم خرجت انا ايضاً و اوصدت الباب خلفي للفترة الضرورية للتعقيم وفق تعليمات التعقيم . . فيما تكلف مساعد الطبيب ابو بافل بأمور تعقيم السرنجات و الأدوات، و ابو قحطان لتوفير بطاريات قوية للمصابيح اليدوية.
و لما سار كل شئ على مايرام، و كان المريض بحالة جيدة من ضغط و تنفس و نبض اثر اعطائه المغذيات، بدأت بالعملية بمهدئات عامة و بتخدير موضعي، بمساعدة المساعدين الطبيين ابو بافل و علي الصجي، ثم بفتح الجرح و تكبيره قليلا بازالة التالف من الانسجة و النزول بفتحته بازالة تمزقات اغلفة الدماغ و المواد التالفة منه، استطعت الوصول تحت التخدير الموضعي الى شظية الصاروخ التي اصابته و كانت مستقرة بشكل شبه ثابت في جزء الدماغ الخلفي . . و لاحظت انه برفعي المتأني للشظية خوفاً من نزيف جديد، عاد الجريح الى وعيه مردداً بهدوء و بكلمات لجمل مفهومة و معقولة و لكن غير مترابطة منها ( الكبش الحقيقي ليوم الذبح) . . فاوقفت نزف النقط النازفة و حافظت على سلامة المتخثر منها بعد تنظيفها بدقة و حذر، و الى الوصول الى رتق الجرح و ترك منفذ للتداوي اليومي عبر جزء من جهاز اعطاء وضعته في اليود قبل الاستعمال .
بعد ان نجحت العملية في انقاذ حياة الجريح يوسف بدلالة :عودته للوعي، ضغطه و نبضه الطبيعيان، حرارته المقبولة، القائه لفضلات الجسم طبيعيان بالتدريج، وضعته على الأدوية و المغذيات و المقويات في الوريد، و كان جسمه يستجيب بشكل جيد للأدوية فكانت صحته العامة تتحسن بسرعة نسبية واضحة . . و سارت الأمور جيداً كذلك مع الجرحى الآخرين.
و فيما كان امر نقل الجرحى الى مستشفيات تخصصية برفقة مساعد طبيب، يقلقني لأن ذلك قد لايكفي للعناية بكل الجرحى خلال النقل لصعوبة حالاتهم و لصعوبات الطريق في شتاء سدّ المنافذ بثلوج هائلة آنذاك . . حُسم امر نقل الجريح يوسف معهم، بضرورة ان اقوم بمرافقة مفرزة الجرحى . . و كان عليّ اناواصل تحسين اوضاع الجرحى بالشكل السريع كي يتمكنوا من قطع الطرق الى مستشفى، عبر طريق ذي صعوبات كبيرة حقاً . . طريق صعب لاتزال الثلوج تخيّم بقوة عليه، صعوبات تدبير وثائق عدم التعرض، و الى مدى سلامة و امن الطريق .
بعد ايام تحولت فيها السرية الى خلية نحل قسم منها يقوم باعمال الجرحى و القسم الثاني بالأعمال العسكرية و الإدارية النشيطة، و القصف مستمر علينا . . قرر مكتب السرية بالإتفاق مع مكتب الفوج و معي كعضو في المكتب، كيفية تكوين المفرزة التي ستنقل الجرحى واي طريق ستسلك الى طبابة اشنوية ومن هناك الى رضائية ، في فصل من السنة، عليها ان تقطع فيه جبال و مرتفعات كان الشتاء و البرد القارس لايزالان مخيمان عليها، واضافة الى ان الطريق ثلجي الاّ انه في مواقع منه يمكن ان يكون هشاً في شهر نيسان، الأمر الذي قد يسبب انهيارات تحت اقدام المفارز ان لم تنتبه للتوقيت . . اضافة الى قضية توفير اوراق عدم التعرّض التي تسمح بالتحرك في الدولة الجارة . .
كان على المفرزة ان تنقل معها اسيرين عسكريين احدهما عريف و الثاني جندي اول، وقعا في اسر انصار سرية روستي في العملية، لأنهما قررا تسليم نفسيهما الى ايران . . و كان العريف عودة هادئاً و عرف بتمسكه بالصلاة و التسبيح التي يراها فرض لابد من ادائه لأنه سيّد موسوي عائد في نسبه الى الإمام موسى بن جعفر، على حد اقواله. فكان مرجعاً للجندي المرعوب علي المستجير به ليتشفع له عند آل البيت و الأئمة الأطهار . . كما كان يردد على الدوام.
و تم الإتفاق على ان الطريق الى اشنوية سيكون عبر جبال كيله شين ، و ان الدليل هو احد اقارب يوسف هركي، و ان على الجميع اطاعة الدليل بلا مناقشة، لخطورة الطريق !! . . و ان يجري اعداد حيوانات بعدد كافي لركوب الجرحى و لتحميل الطعام للطريق، لأن الطريق لن يمر على قرى ابداً، و لا يوجد شئ يؤكل في الطريق طيلة يومين .
و الجرحى كانوا : ابو داود، ابو آذار، ابو فيروز ، ابو نضال ، و اتفقوا على خصوصية وضع الجريح يوسف هركي، الذي سينقل و يثبّت على الحيوان بهيئة جالس. الاّ ان حالته في الطريق قد تتطلب ان يكون راقداً كي يستطيع استلام المغذي، و سيكون تدبير ذلك من الطبيب و بمسؤولية اقاربه الذين يرافقوه، و كانوا بأمرة الكادر حمه هركي، فيما كانت مجموعة المرافقين من بيشمركة السرية بإمرة الجريح ابو داود الذي كان من ذوي الخبرة بالطريق، و كان قادراً على السير كما اكّد هو .
علماً ان المشكلة الأساسية التي يواجهها الجريح يوسف، كانت الحفاظ على حياته من خطرين : الأول هو ارتفاع ضغط الدماغ بسبب الإصابة و الذي قد يتسبب بعودة النزيف، و الذي لا يمكن الحفاظ عليه بمستوى طبيعي الاّ بالمانيتول عن طريق مغذي بالوريد يجب ان يستمر عند الحاجة . . والثاني خطر الإنجماد الذي يبقى قائماً مادامه لايتحرك و هو يُنقل في درجات حرارية واطئة جداً، رغم تهيئته لمدة لابأس بها حيث بدأ يأكل بنفسه اطعمة مختارة تناسب حالته بعد عودته لوعيه، و بعد توقف التقيؤ الذي صاحبه بداية . .
كان على المفرزة ان تتحرّك عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل . . لأن عليها ان تعبر قَطْعَين من قطوع جبلية عميقة يمر عليهما الطريق، حيث لايمكن عبورهما بالسير في اسفل القطوع لأمتلائها بالثلج من جهة و لمخاطر الانزلاق و الإنهيارات الثلجية التي تحدث مراراً هناك و تتسبب بموت المارّة طمراً بالثلج . . سواء كانوا اهالي او بيشمركة او لاجئين، و انما يتحتم السير هناك على جسر ثلجي !!! ـ مكوّن من الثلج فقط !! ـ . . يجب الوصول اليه قبل الرابعة صباحا، و الاّ فإن مفرزة كبيرة كمفرزتهم، و تتكوّن من عدد كبير من البيشمركة باسلحتهم و حيواناتهم . . يمكن ان تهدم ذلك الجسر الثلجي، لأنه لايتحمل ثقلهم بسبب هشاشة الثلج بعد حدود تلك الساعة، و يسقطون جميعاً في الهاوية . .
في الموعد المحدد بالساعة الثانية بعد منتصف الليل، و بعد تثبيت الجريح يوسف هركي جالساً على ظهر الحيوان و تغطيته باغطية و نايلون و تعصيب رأسه بعصّابة اضافية كذلك، طلب المسؤول السياسي للسرية الجريح ابو داود من العسكريين الأسيرين ان يحافظا على السير وسط المفرزة و ان يحافظا على الهدوء، و قال لهما ان ايديهما مطلقة و ليست مقيّدة، لثقتنا بهما لأنهما بريئان وان المجرم الوحيد في هذه المأساة هو الدكتاتور. و اضاف و هو يلاحظ ان الجندي علي كان خائفاً جداً !! موجهاً كلامه اليه :
ـ اخي حافظ على هدوئك، و لاتقوم باعمال صبيانية قد تؤدي بها بحياتك لأننا نمر بطرق صعبة، و لاتخرج عن مسير المفرزة والاّ فان البيشمركة يطلقون النار عليك ! و صاح عليه قائلاً :
ـ اهدأ فانت اخونا !!
بدأت المفرزة بالسير، و انتبهتُ الى ان البيشمركة المرافقين لـ يوسف هركي يحيطون به من كل الجهات، في نموذج مؤثر لقوة تماسكهم العشائري في مواجهة المحن، و ساعدت على ترتيب جلوس ابو آذار على سرجه، رغم انه في وضع مسيطر على حيوانه و ثبات جلوسه عليه، فيما لاحظت ان جميع الجرحى الآخرين جالسين بشكل ثابت على حيواناتهم . .
ساروا على طريق جبلي مطروق بين الثلج، يتسع و يضيق بشكل لايعيق تلك المسيرة في ليلة مقمرة ، و بعد حوالي الساعة بدأ الطريق بالصعود التدريجي عبر مدرجات كانت ترجّع وقع سنابك الخيل و البغال على إيقاع منتظم، كما لو انها كانت الواحاً صخرية متدرجة بنيت لمعبد كبير لحضارة قديمة هناك . . و كانت المدرجات تقود الى ساحات علوية شبه مستوية واسعة مغطاة جزئياً بالثلوج، التي بعد اجتيازها تأتي مدرجات صاعدة اخرى . .
سارت المفرزة بخطى ثابتة و بلا ارتباك، عكسا مهارة الدليل الذي يكون في العادة من اهالي المنطقة، حيث لكل منطقة ادلاّؤها المختلفين بعضهم عن بعض في نوعيات السلوك و درجات المعارف . . . في مناطق كتلك تترصد للمارين بها في ذلك الزمان انواع المخاطر و المفاجآت، و لتفاديها يتطلب الأمر معرفة تفصيلية بارض المنطقة و بالقاطنين فيها ان وجدوا او المتواجدين على ارضها فصلياً، و معرفة بالجبال و الوديان و عيون الماء ( ينابيع الماء) او اية مصادر اخرى . .
و تذكّرت حين أجبرنا يوماً على اجتياز قمم جبل حرير الممتدة على طوله البالغ عدة كيلومترات، حين هدّنا العطش و الجبل خالي من الماء على حد معرفتنا . . فيما سمعنا قبلاً ان جبل حرير الخالي من الماء يتوفر الماء فيه في قمّته فقط !! حينها لم اصدّق ذلك و تصورته لغواً اذ كيف بجبل خالي من الماء، يحتوي على ماء في قمته فقط ؟ انه لاينسى كيف ان دليلهم يومها قال نفس ذلك القول على جبل حرير، و اومأ الى كوم من الحجر قائلاً ان عيون الماء تقع هناك !! و توجه اليها وهم يتبعوه الى ان وصلوا الى حفرة تشبه البئر و لكن قاعها جاف، و على الباحث عن الماء ان ينزل في تلك الحفرة التي هي بعرض شخص واحد فقط الى عمق قامتين ليجد ثقب بسعة كفيّن يطلّ على مجرى داخلي صغير للماء . .
استمرت المفرزة بمسيرتها صعوداً، و صارت تمرّ بمناطق يزداد فيها الثلج، وفي حوالي الرابعة صباحاً، حيث وصلوا الى المنطقة الحرجة التي ينتصب فيها الثلج جامداً في شواخص قائمة و كأنها هياكل لمخلوقات ضخمة، وسط الصخب العالي للمياه المتدفقة الجارية في قطع ثلجي عميق لايسهل الإقتراب من حافة هاويته السحيقة لإحتمال انهيارها . . . مشكّلة بذلك جواً يبعث على الرهبة في ذلك الفجر الذي بدى يلوح في تلك القمم . .
و بينما بدأنا بالصعود التدريجي على الجسر الثلجي الطبيعي، بخطى فرضت سعتها مدرجات دكّتها اقدام مجاميع المارة بحيواناتهم، و كانت تحميهم من الإنزلاق على الثلج سواءً على الطريق ذاته او تحمي من الإنزلاق الجانبي عليه، الذي كان لايعني الاّ الإنزلاق جانباً الى تلك الهاوية السحيقة . .
في ذلك المكان الأكثر حراجة امتنع الجندي علي عن مواصلة المسير صعوداً و هو يسمع هدير الماء الصاخب المخيف . . وصاح :
ـ لاتقتلوني . . شفاعة للنبي !! انا لم اؤذي احداً . . كنت في الربيئة بواجب عسكري لااستطيع الهروب منه والاّ كانوا سيعدموني . . انا و الله لم اقتل احداً . . لماذا تقتلوني ؟؟
فصاح عليه الجريح ابو داود و بسرعة اسكتته، رغم الآلام الشديدة لعينه المصابة . . باعتباره المسؤول السياسي الذي شارك في قيادة اقتحام الربيئة، وهو مدرك جيداً ان اي توقف على ذلك الجسر و الحركة غير الطبيعية عليه قد تؤدي الى انهياره و سقوط الجميع الى تلك الهاوية السحيقة . . صاح على العريف عودة :
ـ عريف عودة اهتم عزيزي بـ ” أبو حسين ” لأنه اقلّ خبرة منك . .
و فعلاً ادّت كلمات ابو داود الحازمة و عباراته المختارة بعناية و دقة نابعتين من قلب عامر و حنان و رأفة ابويتين، و بلهجته الكربلائية في تلك الظروف و في ذلك الموقع الخطير، لعب كل ذلك دوراً هاماً في اسراع العريف الأسير عودة الى اسناد الجندي الأسير علي الذي جثى على ركبتيه و هو يقبّل يد العريف عودة باعتباره من سلالة آل البيت . . الذي بدوره همس بأذنه كلمات مشجعة عن الصبر و عن صبر الإمام الحسين . . اعادته الى رشده و نهض بشاربيه الكثيفين المخضبان بالدموع التي انجمدت و هو يتمتم :
ـ الحمد لله الذي لايشكر على مكروه سواه !! الحمد لله ! الحمد لله . .
و واصل السير .
لم يستطيعوا ان يتوقفوا و انما استمرّوا بالسير صعوداً على الجسر الثلجي و لهاثهم يتزايد، و اجتازوا القطع العميق وسط ضباب مخيف منتظرين وقوف الدليل السائر في المقدمة كي يأخذوا قسطاً من الراحة . . الاّ ان الدليل استمر بسيره، مما جعلني اصيح عليه بضرورة التوقف للتأكد من صحة الجرحى و خاصة الجريح يوسف . .
استدار الدليل الينا وقال :
ـ نستطيع التوقف بعد مسافة قصيرة . . المهم ان نخرج من هذا الحوض الذي نسير فيه، قبل شروق الشمس لأننا لن نستطع بعدئذ السير على الثلج صعوداً، حيث ان ذوبان جزء من سطحه لايسبب الاّ إنزلاق السائر عليه . . . هل يستطيع يوسف المواصلة ؟؟
اشار يوسف الذي يعرف المنطقة جيداً الى الطبيب بيده و هو يرفع رأسه لأول مرة و يقول بصوت مسموع ، ” نعم استطيع ! ” ، فواصلوا المسير . .
و انتبهت الى اننا فعلا في حوض ثلجي هائل شبه مغلق من كلّ جهاته، و اننا نسير باتجاه مايشبه المنفذ الوحيد الضيّق للخروج من الحوض من خلال عنقه، الذي كان الثلج لايزال جامدا عليه و بقوة . . و فيما هو يفكّر، شاهد غيوماً فقال لحمه هركي ” و لكن حتى ان امطرت هذه الغيوم فسيذوب الثلج و سيصبح الصعود مستحيلاً، اليس كذلك ؟ “
ابتسم حمه و قال :
ـ هذه الغيوم لاتمطر . . لاحظ اتجاه حركتها !!
ـ . . . ؟!
بعد ان خرجنا من الحوض، استمرينا بالسير لمسافة طويلة هدّنا فيها التعب، و توقّف الدليل مشيراً الى امكانية قضاء استراحة قصيرة فتوقفنا جميعاً . . و القيت نظرة سريعة على الجرحى الأكثر حراجة و تأكدت من حال ابو داود المصاب بعينه و ابو آذار المصاب في كليته و تبادلت الابتسام مع ابو فيروز و ابو نضال، و فحصت بدقة يوسف هركي ؛ مظهره و حركة وجهه و عيونه ثم قياس ضغطه و نبضه و اطمأنيت على حاله بجرعة مقويات و منعشات جديدة بالوريد . . و بعد ان رشفنا شاي من ترمسين حرص حمه هركي على حملهما و العناية بهما ، دخّن الجميع بما امكن ثم واصلنا السير خوفاً من سريان البرد في اجسامنا . .
و فيما كنا نراقب قَطْعاً ـ شبه حائط ـ ثلجياً تكوّن بسبب انهيار ثلجي و اظهر طبقات متنوعة الألوان واضحة الحدود بين بعضها البعض من الثلج . . التي منها تمكن العارفون حساب السنين و ما شهدت من حرّ و برد او ما شهدت من دمار و انهيار و تألّق ايضاً . .
قال ماموستا هيرش و هو يدقق في القطع :
ـ منذ صغرنا و نحن نسمع من جدّاتنا و من الغجر . . روايات عمّن ركبوا العواصف و المخاطر، و صالوا و جالوا و قُتل البعض و انتصر الآخر . . في اراضي و بوادي المجهول و الموت حيث تنتصب جبال الثلج العاصية متحدية الزمان . . جبال “كاني بفر ” و ” كاني بفران “. (9)
و في مسيرتهم صعدوا مدرّجات صخرية شبه مرمرية مبنية او مثبتة على ارض صخرية نبتت على شقوقها اعشاب برية خضراء تقاوم الثلج، عندما حاولت اقتلاع اعشاب منها لتفحصها، وجدت انها قد تتمزّق ولكن لاتقتلع باليد مهما سحبت بقوة.
و وصلنا الى رابية في شبه منحنى هناك . . شاهدنا عندها لوحات صخرية و كأنما هي مسلاّت او جداريات، اضافة الى صخور نُقش عليها او كتب عليها بخطوط مسمارية او ماشابهها (10)، و كانت هناك مجاميع من مقابر حجرية كبيرة منحوت عليها الهلال الإسلامي، و حولها اشجار باسقة، اضافت اليها سكون و خشوع و كأنما اكملت لها اسرار و حرمة المقابر.
و على اغصان احدى الأشجار، عقدت انواع المناديل و الشرائط لطالبي الرحمة من الفاريّن و المطرودين والمطاردين و طالبي الأمل للمرضى و العواقر و ذوي الحوائج، للذين اعياهم الإنتظار. . و لم يعرف احد ماهية تلك الدعوات و الأماني و الرجاء و بتوصية من و ممن و الى من لتوالي مرور انواع البشر بانواع معتقداتهم و دياناتهم و قومياتهم . . كما لم تعرف قصة تلك الشجرة، هل تقوم على مدفن امام او ولي من الأولياء و القديسين، و ان كان لقربها من السماء فإن اشجار المقبرة كلها اقرب للسماء و كلها على نفس المرتفع . .
قال حمه هيركي :
ـ المتعارف بين عشائر المنطقة . . ان طريقنا هذا هو جزء من طريق الحرير التأريخي بين اهم امم الأرض في التاريخ . . الطريق الذي يربط سواحل اوروبا على البحر المتوسط بالهند و الصين ؟!
و رأيت ما يؤكد كلام حمه هركي . . فالمقابر الكبيرة الأخرى التي شاهدتها و عليها نقوش بين ملامح صور و بين كتابات غير مفهومة، مقابر بُني في مقدمتها صليب كبير . . في دلالة على انه لابد و ان تكون هناك او كانت هناك مدن و ابنية او محطّات تعود الى قلاع و حضارات قديمة . . . و تذكّر رواية ملحمة ” قلعة دمدم ” . . التي فيما عبّرت عن بطولات و نضال الكرد في سبيل الحياة و الحرية و الكرامة، و بقي صداها يتردد بين شعوب المنطقة كمثالاً للحب و الثورة ضد الظلم القومي و الإجتماعي . . فإن احداثها دارت في المنطقة ذاتها التي يسيرون عليها . .
و استمرينا صاعدين جبال الثلج حتى مررنا بنصب الحدود الخرسانية الدولية الواضحة تماماً هناك . . و اطلّوا من علٍ على خط واضح للحدود الذي كان عبارة عن خرسانات عليها نصب معدنية، و كأنها شواخص ثابتة لسياج حقيقي يمكن في اي وقت ايصاله بين الخرسانات المثبتة عميقاً على الأرض، ليكون مانعاً برياً حقيقياً محكماً . . و بقي السؤال في ذهنه بلا جواب، لماذا خط الحدود هنا واضح تماماً ذلك الوضوح، و في اماكن اخرى ليس كذلك ؟؟
و تذكّرت انه في خريف السنة السابقة مررت بطريق مشابه لذلك الطريق و ضمن نفس العقدة الجبلية الكبيرة من سلاسل جبال سيدكان، عندما رافقت قافلة للجرحى اجبرت على المرور في مناطق ليلكان متوجهة الى بيرانشهر ـ خانه ـ ، حين مرّت في مناطق مرتفعة شكّلت كما لو كان سقف المنطقة هناك . .
و نزلت المفرزة في ذلك الخريف، على طريق تخللته مسافات ثلجية افقية كان سمك الثلج فيها كبيراً، كما كان ظاهراً في عدد من قطوعاتها. وقد ضمّت تلك المسافات الثلجية مساحات صغيرة و متوسطة من نبات يشبه الثيّل ممتزجاً بسائل اسود و طين، و كانت تنبعث منها روائح نفطية متنوعة، و تصاعد من بعضها البخار، مشكّلة منظراً لاينسى في تلك المناطق التي كانت تمتد بما يشبه الصحراء البيضاء الراقدةعلى قمم واسعة مفتوحة تلتقي نهاياتها بخط الأفق، حين وصلوا الى رابية كانت تشغلها قطعان من خيول مطلقة السراح، تركها اصحابها الرعاة لتبحث هي عن علفها في الشتاء، و ليسوقوها اليهم بعد انتهاء ذلك الفصل و عودة الربيع . . رابية احتضنت مقابر متعددة في سقف المنطقة ذاك الذي كان يطلّ على سلاسل جبلية اخرى كساها الثلج .
وكان من المعروف هناك، ان المقابر تعود لجيوش متعددة، حيث كانت القبور العديدة تلك، مرتبة بصفوف منتظمة اختلفت باختلاف المقبرة، وكانت عليها الواح ونصب حجرية بدا عليها القدم والتآكل و صدأ الحديد، وتبين بعد محاولة البعض لفك مانقش عليها، انها قبور لمقاتلين اتراك وفرس وبريطانيين وروس، عكست النزاعات الضارية لدول المنطقة و لجيوش اجنبية للسيطرة على تلك الأراضي الغنية من كردستان العراق . (يتبع)
نوروز / 2019 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- خضر كاكيل ؛ من اهالي رواندوز، احد قادة البيشمركة البارزين، خاض العديد من المعارك وتدرّج بالمسؤوليات، معاون آمر الفوج 21 / ليوزة . كان لإسمه الذي اقترن بانتصارات الانصار في الستينات و لألتحاقه الأخير بالبيشمركةالانصار دوراً كبيراً في رفع المعنويات والتحاق اعداد جديدة من ابناء المنطقة . كان يمارس الصيد صيفاً وشتاءا لتوفير مايسد الرمق خلال الاستطلاع، و من خلاله كان يراقب الوحدات الحكومية و يخطط لتحقيق اهداف جديدة. كان الرائد الأول لعمليات اقتحام الربايا العسكرية التي اعتبرَ، ان نجاحها سيدفع ربايا النظام ومرتزقته الى الأنسحاب، وسيفتح ابواباً كبيرة امام نجاحات اكبر للبيشمركة . مركّزاً على مهاجمة الربايا المطمئنة القائمة على اعلى القمم ، الأمر الذي كان يسهّل اقتحامها اذا أُحسنت المفاجأة، و سيرعب الربايا الأخرى، التي سترى انها نفسها قابلة للسقوط حتماً في كلّ وقت بعد ان سقطت الأكثر مَنَعَة . وكان يعلّق بان بعض الخسائر مقبولة لأجل تحقيق مثل تلك النجاحات الستراتيجية. استشهد في بشت ئاشان 1983 في حرب اقتتال الاخوة.
- مقدام ؛ كادر انصاري من الديوانية او السماوة، عرف بشجاعته و كان الساعد الايمن للشهيد كاكيل في خط الهجوم الاول.
- ابو داود، كادر فلاحي عضو محلية كربلاء، من اوائل الكوادر الذين التحقوا بقوات البيشمركةالأنصار بعد دورات تدريب و مساهمة في الأعمال العسكرية للمنظمات الفدائية الفلسطينية في لبنان، قاد عدة مفارز قتالية ناجحة للبيشمركة في مناطق بهدنان و بالك، و بعد اصابته في عينه في عملية اقتحام ربيئة سري سرين، ارسل للعلاج في اوروبا و عاد للحركة، وشغل عضوية مكتب فوج 31 اربيل، اثر الأنفال حاول الخروج مع مجموعة ذهبت عن طريق افغانستان، و استشهد في حادث سيارة في كابول العاصمة مطلع التسعينات، اثناء تأديته لمهمة.
- ابو فيروز، جمال عاكف حمودي، كادر طلابي في بغداد، من اوائل الملتحقين في قوات الانصار بعد دورات تدريبية في لبنان، شارك في العديد من المعارك و برز فيها و صار معاون آمر سرية رواندوز، استشهد في عملية اقتحام ربيئة في اعالي كورك.
- سقوط الكف، تدليّ الكف على عظام ساعد الطرف العلوي، لإصابة اعصابها و عطلها . .
- ملا عثمان . . (توفيق سيدا) ؛ حزبي نشيط كلداني من عنكاوا ـ اربيل، و لشجاعته و نشاطه الكبير صار آمر فصيل ثم معاون آمر سرية، و بعدئذ آمر سرية خوشناوتي (سرية ملاعثمان اثر استشهاده لاحقاً). استشهد في كمين في ايلول عام 1984 ، في اقتتال الأخوة .
- مام خضر روسي، كادر انصاري و سياسي معروف في اربيل، اشتهر بقدراته بشؤون العلاقات مع العشائر، و بنجاحه في عديد من المهام التي تكلّف بها، حتى صار آمر فوج 21 ليوزة عام 1982 . و قد لُقّب بالروسي لإكماله دراسة في العلوم الإجتماعية في روسيا .
- سعدون، وضاح حسن عبد الامير، عربي من مواليد كربلاء . . ترك العراق بداية شبابه اثر حملة الدكتاتورية ضد القوى الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي، . . قطع دراسته في الخارج ـ الاتحاد السوفيتي ـ والتحق بصفوف منظمة الأنصار وتدرج في المواقع و وصل الى آمر سرية خوشناوتي . . ساهموقاد العديد من النشاطات و المعارك العسكرية والجماهيرية الناجحة . . عضو المكتب السياسي لـ حشع عضواً في البرلمان حتى اغتياله على يد ارهابيين اواخر عام 2004 .
- كاني بفر . . اعتقاد قديم في تلك الأنحاء البعيدة المقطوعة، مفاده ان الثلوج ” البفر ” لاتسقط فقط من السماء، و انما تنبع ايضاً من باطن الأرض عند القمم العاصية، مدللين على ذلك بما موجود في كيله شين، فالثلج دائم ثابت هناك شتاءً و صيفاً، و هو متغلغل عميقاً في الشقوق الصخرية بضغط ثقله الدائم . .
- تتناقل مصادر متنوعة انه في تلك المناطق وجدت مسلة كيله شين المشيّدة في حدود الألف الأول قبل الميلاد، والمكتوبة بالمسمارية بلغة بلاد اورارتو و الآشوريين التي قيل انها تحمل اخبار من هلكوا بسبب الثلج و البرد هناك، و يقال انها كانت نقطة علاّم للمارين على ذلك الطريق، باعتباره الطريق الشمالي الرئيسي بين بلاد الرافدين و آذربيجان و بلاد فارس . . و كجزء من طريق الحرير التاريخي الواصل الى الصين القديمة.