الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتهزيمة داعش من ثلاثة زوايا : بيار روباري

هزيمة داعش من ثلاثة زوايا : بيار روباري

 

عمليآ هزم تنظيم داعش، في اليوم الذي إنتصر الكرد عليه في معركة كوباني، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكاوفي الواحد والعشرين من شهر آذار لهذا العام 2019، تم القضاء على آخر جيب كان يختبئ فيه عناصره مع عوائلهم وهم بعشرات الألاف.

لم صدفة أن يكون نهاية هذا التنظيم البربري، على يد مقاتلي ومقاتلات الكرد البواسل، لأن كل أنظمة القمع والإستبداد، كانوا مستفيدن من وجوده، ويدعمونه بالمال والسلاح والمعلومات الإستخباراتية، وفتح الحدود أمامه. وفي مقدمة هذه الأنظمة يأتي نظام الطاغية اردوغان ثم بشار الأسد وملالي طهران، ويليهم مرتزقة المعارضة السورية، الذين رفضوا محاربة التنظيم، وفي وقت من الأوقات إعتبروه فصيلآ مناضلآ!!

الجهة الوحيدة المتضررة من وجود هذا التنظيم المجرم كان الكرد، ولهذا كان 95% من ضحياه من

الكرد وعلى رأسهم الكرد الإيزيديين، ومن هنا جاءت مشاركة الكرد الفعالة في محاربة هذه العصابة

التي سفكت بالكرد وتهجريهم من ديارهم عنوةً. كان لا بد من هذه المقدمة قبل الدخول في صلب الموضوع الرئيسي، بهدف رسم خلفية للمشهد الحالي، كي نضع القارئ في الصورة ونذكره بالبدايات

التي مهدت للهذه النهاية بالنسبة لهذا التنظيم الإرهابي.

 

أولآ، من الزاوية الخارجية:

لا شك كان للتحالف الدولي دورآ مهمآ وأساسيآ في تحقيق هذا النصر الكبير على دولة الخرافة، التي أرهبت العالم بأسره، بفعل ما إرتكبته من مجازر وحشية بحق الأبرياء في كل مكان حكمته. ومن هنا جاء ترحيب القادة الغربيين بإنتصار قوات قسد على داعش ورفع رايته على آخر معاقله في باغوز. وحضور ممثلالولايات المتحدة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش وليام روباك الى باغوز، برفقة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني.

وبدوره هنئ قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل، قوات سوريا الديمقراطية، بتحريرها أخر منطقة لداعش وهزيمتها في خطوة أعتبرها المراقبون بالحدث التاريخيوقال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيان اليوم السبت 22 مارس، أنهم يهنئون قوات سوريا الديمقراطية لقيادتها المعركة النهائية في القضاء على ما يسمى خلافة داعش.

 

 

وفي المقابل هدد وزير الدفاع السوري، الكرد بإجتياح مناطقهم ما لم يعودوا الى حظيرة النظام، هذا قبيل الإجتماع الثلاثي الذي عقده في دمشق قبل عدة أيام، والذي جمعته مع نظيره العراقي والفارسي. وهذا الموقف في الواقع هو موقف الأنظمة الثلاث. وهذا التصريح كان الهدف منه هو التغطية على الإنتصار الكبير، الذي حققته قوات “قسد”، وإفساد الفرحة على الكرد والغربيين، والمحاولة التقليل من قيمة هذا الإنجاز العسكري الكبير.  

ونفس النهج إنتهجته تركيا وإعلامها، وإعلام الإمارة القطرية، وروسيا والإعلام العراقي الطائفي بشقيه السني والشيعي، وإعلام المشيخة البرزانية وتابعها الأنكسة ومجرمي المعارضة السورية بجميع تلاوينه.

ولكن كل العلم يدرك جيدآ مدى أهمية الدور، الذي لعبه الطرف الكردي المتمثل في قوات الحماية الذاتية في هذه المعركة المصيرية. والجميع مديون لدماء 11 الف شهيد من الكرد والمكونات الإخرى، وهذا عدا عدد الجرى، الذي يفوق تعدادهم هذا الرقم. إذآ النصر لم يكن ليتحقق لولا هذه التضحيات الكبيرة التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية. ومن الغير المسموح سرقة هذا النصر من قبل لصوص والدجاج والعفش وأقصد بهم نظام المجرم أردوغان والقاتل بشار الأسد، وولي نعمتهم التاجر بوتين.

 

ثانيآ، من الزاوية الكردية:

النصر الذي حققته القوات الكردية، التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية على تنظيم داعش في سوريا، كان على كل الكرد أن يفتخروا به ويباركونه، وأن لا يمر هذا اليوم مرور الكرام وكأنه لم يحدث شيئ. بل هناك بعض القوى والأطراف الكردي تحاول منذ اللحظة الأولى التقليل من أهمية هذا النصر المبين، وتقوم بالتشويش عليه، تمامآ كما فعلت وتفعل الأجهزة التركية المتعددة. السبب في ذلك الغيرة وضيق الأفق السياسي والخساسة، لدى بعض قيادة الفصائل الكردية وأبواقها الإعلامية الرخيصة.

 

هم في داخلهم يدركون مدى أهمية الدور الكردي في هذه المعركة، وأهمية تنظيم داعش الإرهابي نفسه.

ومع ذلك إمتنعوا من الإتصال بقيادة قوات سوريا الديمقراطية ومباركتها على هذا النصر المهم، وتعزيها بشهدائا العظام وهم بالألاف. إنه لموقف وضيعٌ ورخيص، لأنهم وقفوا في الجانب الخطأ في تاريخية ومصيرية للإمة الكردية. ولكن موقفهم المشين هذا، لن يقدم ويؤخر في الأمر شيئ، وإنما هي مسألة أخلاقية ومبدئية وقبل كل ذلك مسألة وطنية.

 

ثالثآ، من الزاوية الداعشية:

رغم هزيمة داعش، إلا أنه هناك عدة تساؤلات حول مصير التنظيم الإرهابي، بعد هزيمته عسكريآ، وإنهاء دولة الخرافة المزعومة. ومن هذه التساؤلات: ما هو مصير قادة الصف الأول في التنظيم، وفي طليعتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

والتساؤل الأخر، ماذا ستفعل الإدارة الكردية مع الاف العناصر الداعشية، التي إستسلمت لقوات سوريا الديمقراطية وهم يشكلون عبئآ ثقيلآ على الإدارة وخاصة إمكانيتها محدودة، في ظل رفض بعض الدول الأوروبية إسترداد مواطنيها؟

 

لا شك أن التنظيم تلقى ضربة قاسمة، ولكن ذلك لا يعني أنه إنتهى من الوجود كليآ، وخاصة أن علمنا بوجوده في بعض المناطق من البادية السورية الشاسعة. لذا يجب الحذر وأخذ الحيطة، وتركيا ونظام الأسد سيسعون بكل ما يستطيعون إعادة الروح لهذا التنظيم لإستخدامه ضد الشعب الكردي، بهدف حرمانهم من نيل حقوقهم القومية والسياسية في سوريا بشك أساسي، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر الكرد في شمال كردستان (تركيا).

 

وفي الختام يبقى هناك نقطتين أساستين يجب الإجابة عليهما:

النقطة الأولى:

بماذا سيكافئ التحالف الدولي الشعب الكردي في غرب كردستان، على مساهمته الأساسية والفعالة في القضاء على خلافة دولة داعش المزعومة؟ أم أنهم سيغدرون به كما فعلوا في منطقة عفرين، ويتركونه لقمة للذئب التركي؟؟ هذا السؤال برسم التحالف الغربي وتحديدآ أمريكا وفرنسا وبريطانيا.

 

النقطة الثانية:

ماذا بعد هزيمة تنظيم داعش؟ هل سيتوجه المقاتلين الكرد نحو مقاطعة عفرين بع هزيمتهم لداعش بهدف تحريرها من الداعش التركي؟ أم أن التحالف الغربي مازال غير معني بمآساة عفرين؟ وفي هذه الحالة كيف ستتصرف قيادة قسد؟؟ الجواب على هذا التسلؤل في رسم قيادة قوات الحماية الذاتية و (ب ي د).

 

24 – 03 – 2019

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular