الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاراءعلي حاول بكو : في ذكرى مرور ثلاثون عاما على كارثة الانفال

علي حاول بكو : في ذكرى مرور ثلاثون عاما على كارثة الانفال

 

السيئة الصيت، كانت عملية جينوسايد بكل معنى الكلمة، فقد كان شهر أب عام 1988 شهر دموي بالنسبة للشعب الكوردي لقيام حزب البعث العربي الاشتراكي بإرتكاب مجازر بحقهم، وذكراها مؤلمة على قلوب ذوي الشهداء والمؤنفلين، عندما قام النظام البعثي بإعلان وقف الحرب المدمرة مع أيران يوم 8- 8 – 1988سحب قواته من جبهات القتال التي كان يحارب بها بجميع صنوفها من ترساناته العسكرية المحملة بمختلف الصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة البعيدة المدى وأرسلها الى أراضي كوردستان ضد الشعب الكوردي خلال ثمان سنوات ضد جارته ايران، وسحب معظم قواته، وكانت طائراته الحربية التي تحمل صواريخ كيمياوية إضافة الى اسراب من طائرات الهليكوبتر المخصصة لحرب العصابات في الجبال تحوم في سماء كوردستان ، أضافة الى ما يقارب (100 ) الف مرتزق مأجور من الجحوش وسرايا أبي فراس الحمداني الذين تقدموا امام الجيش الى الجبال لمحاربة شعبنا الكوردي وحركته الوطنية والقومية، في الوقت ذاتها كانت الثورة في ذروة نضالها الدؤوب من اجل اسقاط النظام الفاشي وإرساء نظام ديمقراطي في العراق من اجل حصول شعبنا الكوردي على حقوقه المشروعة في العيش والكرامة على أرضه .

بدأت القوات العراقية بكامل قوتها بهجومها المشؤوم على مناطق كوردستان يوم 25-8- 1988 من عدة محاور منها :

  1. محور زاخوباطوفا كاني ماسي
  2. محور دهوك زاويتا سرسنك عمادية ديرلوك
  3. محور منطقة الشيخان مروراً بناحية أطروش نحو الجبال
  4. محور قضاء عقرة الى منطقة الزيباري
  5. محور اربيل ناحية ديانة

أمتدت الهجمات الى مناطق السليمانية وجبالها علما سبقا قصف لمدينة حلبجة الشهيدة بالسلاح الكمياوي يوم 16-3- 1988، وراح ضحيتها ما يقارب (5000 ) شخص وأكثر من 7000 جريح، كان عملاً وحشياً وصدمة كبيرة على قلوب الجميع، وأحدث حزنناً كبيراً في قلوب أبناء شعبنا وحركته الثورية .

هاجمت هذه القوات الغازية ومن بينهم سرايا ابي الفراس الحمداني ووفقا لمصالحهم يحاولون إلصاق القومية العربية بالايزيدية وكانوا يدعون بأن الايزيدية ينتمون الى القومية العربية وهم قريبين الى عرب السنة أكثر من الشيعة، لأن حزب البعث كان يؤمن بالمذهب السني ويمسك بقبضة من حديد الحكم في العراق أنذاك ، وبعد انتفاضة آذآر المجيدة قام هؤلاء المرتزقة بتبديل بدلاتهم العسكرية الزيتونية بالبدلات الكوردية وجعلوا من أنفسهم كورد اصلاء كوردىن ره سن خوفا من فتح ملفات الخيانة الخاصة بهم على ما ارتكبوه من جرائم إبادة وقتل بحق شعبنا الكوردي، وبعد صدور قرار العفو من قيادة الثورة الكوردية استفاد هؤلاء من هذا القرار الذي كان يشبه القول قائل ايها الناس من دخل الى دار أبي سفيان فهو آمن …. وعفا الله عما سلفكل ذلك على حساب دماء شعبنا الكوردي، وتعدى ذلك عندما وجدنا هؤلاء المجرمين والخونة متجاوزين حدود القانون والأخلاق وجلسوا في الصفوف الأمامية معززين مكرمين ولهم الفضل على رأس ذوي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من خلال نضالهم المشرف من اجل تحقيق أهداف الثورة المباركة، وكان هذا الشيء مخيبا لآمال لشعبنا الكوردي بشكل عام ولذوي الشهداء بشكل خاص.

كانت نتيجة الهجوم الشرس على الشعب الكوردي وثورته كارثية حيث تم تدمير وحرق (4500) قرية ولم تسلم من هذه القوات الغازية حتى ينابيع المياه في الجبال ردموهن بالحجارة عندما وأحرقوا كل ممتلكات الشعب والأراضي الزراعية، واستخدمت قوات النظام سياسة الأرض المحروقة فأحرق الأخضر واليابس ومصادرة ممتلكات الفلاحين من القرى الآهلة بالسكان، بالإضافة الى نزوح اكثر من مليون شخص من أبناء الشعب الكوردي الى حدود الدول المجاورة، حيث حالف الحظ بعضهم للوصول الى دولة مجاورة كتركيا وايران وأنقذوا أنفسهم وعوائلهم ولكن الأكثرية اصبحوا محاصرين في الجبال الوعرة وداخل الكهوف والوديان، بعدها قام النظام بإصدار قرار عفو مخادع المرقم 736 في 6 /8 / 1988 كي يستطيع الامساك بأكبر عدد من المحاصرين وهم أحياء ، وبسبب الظروف الصعبة أجبرت الالاف من الجماهير المحاصرة على تسليم أنفسهم مع عوائلهم عبر الجبال والوديان نحو قوات الجيش والمرتزقة يوم 8-9- 1988 استناداً الى هذا القرار، نقلوهم الى منطقة شيخان وعزل عوائل اهل دهوك ونقلوهم الى قلعة (نزاركىشرق مدينة دهوك، حيث كانت هذه القلعة في البداية تحت حراسة سرايا ابي الفراس الحمداني باعتبارهم من العرب المخلصين لحزب البعث وبعد فترة جرى تبديلهم برجال من الاستخبارات والأمن كخط اول وتحول المرتزقة الى الخط الثاني كقوة حماية للاستخبارات يرافقها اللجان الامنية من العملاء والجواسيس من اهل المنطقة ليتعرفوا على المناضلين من البيشمركة وعوائلهم، وحسب المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها فان الاستخبارات قضوا على حياة البعض منهم بالتعذيب الوحشي، ثم جرى عزل الرجال عن عوائلهم في قلعة (نزاركيونقلهم من خلال سيارات خاصة كبيرة نوع (باصبمرافقة سيارات عسكرية تحت حماية قوة كبيرة من المرتزقة الى معسكر السلامية شرق الموصل ثم الى محرقة الموت حيث تم دفنهم هناك وهم أحياء، ومنهم من أجري عليهم تجارب الغازات السامة داخل القاعات والقسم الآخر تم إعدامهم رميا بالرصاص، وهكذا بدأ النظام بارتكاب أبشع الجرائم الوحشية بمختلف الطرق والأساليب بحق شعبنا الكوردي عام 1988 .

نعم سناشهد في يوم 25-8-1988سنشاهد دق الطبول والنواقيس تأبيناً للذكرى الثلاثين للانفال، كل ذلك مجرد أعلام فقط لا أكثر من اجل كسب ود ذوي الشهداء والمؤنفلين في الوقت الذي أصبحت مقابرهم الجماعية في طي النسيان، هكذا ينتصر الباطل على الحق عندما نرى الخونة المأجورين الذين أرتكبوا أفضع الجرائم الوحشية بحق المؤنفلين معززين ومكرمين ولا يوجد هناك أي اهتمام يذكر من اجل إعادة رفاة المؤنفلين الى ذويهم، ولكن التاريخ لم ولن ينسى لعنته في جبين كل من كان في خندق الخيانة وخاصة الذين شاركوا في جريمة انفال (182) الف شخص من ابناء شعبنا الكوردي وأغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ ومن بينهم مناضلين وأبطال حسب إحصائيات وزارة الشهداء والمؤنفلين، لو أفترضنا أن مقابرهم كانت موجودة في كوردستان لكانت تحولت الى قطع اراضي وجري توزيعها على المسؤؤلين، واذا كان دماء هولاء تتحول الى براميل من النفط فكانت حتما سوف تكون في صهاريج التجارة للمسوؤلين، ولو كانت رفاة الشهداء في منطقة الخضراء لكنا نشهد بأن تلك المنطقة تتحول الى حديقة ومتنزه للمسوؤليننعم ان النظام الفاشي أرتكب الجريمة بحق الإنسانية بعد قتل هذا العدد الهائل من ابناء بني جلدتي وهم ابناء شعبنا الكوردي وكثير من العوائل ومن ضمنهم عائلتي مع عوائل اشقائي الأربعة وعددهم (27) فرداً، أبادوا عن بكرة أبيهم، هنا السؤال يطرح نفسه، يا ترى من يتحمل مسؤؤلية اهمال البحث عن المقابر الجماعية لشهدائنا المؤنفلين من أبناء شعبنا الكوردي ؟ أليس من الحق واحترماً لتلك الدماء وتقديراً لذويهم تخصيص منطقة خاصة تكون مقبرة جماعية حتى وأن كانت رمزية، لماذا كل هذا الصمت والإهمال بملفات الشهداء والمؤنفلين بعد ثلاثون عاماً، اين دفن 182 الف شخص ولم جرى العثور على ولو كان 20 الف منهم ؟ هل تحول ذلك الى مجرد ورقة ضغط للربح مع بغداد دون الاهتمام على إعادة رفاتهم الى لذويهم، إضافة الى عدم الاهتمام بحقوق شهدائنا من اجل المعيشة المتبقية لذوي الشهداء والمؤنفلين .

أتمنى ان تجرى مقارنة بين حقوق الشهداء مع مناصب ومصالح الخونة والمرتزقة المأجورين المعززين والمكرمين على حساب دماء الشهداء ونضال المناضلين الأبطال حينها سوف ترون أن هناك فرق شاسع جدا بين ضحية وجلاد كالفرق بين الأرض والسماء .. .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular