منذ حوالي شهرين، ولم نتلمس أي حراك إيزيدي مؤثر بشأن تنصيب الأمير القادم (مؤتمر، كونفرانس أو حتى إجتماع)، سوى بعض المقالات والبيانات واللقاءات التي لم تأتي بأية نتيجة، لعدم تفاعل المعنيين مع هذهِ الجهود الفردية، بل ولعدم إيلاء الأهمية بتلك الأراء الساعية لإحترام الرأي العام الإيزيدي!! كونه لا يصب في مصلحة بعض المرشحين. نداءاتنا والخيريين أيضاً، مناشداتنا، وحتى توسلاتنا لم تعر لها أي إعتبار، لا من قبل المعنيين ولا من قبل الشارع الإيزيدي الذي ألزم الصمت، وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء! لا والأدهى من ذلك إنه حينما يتخذ أي قرار يصرخ البعض هنا وهناك مندداً بعدم إحترام رأيهم!! وأي رأي هذا الذي لم يحترم؟! إن كان لم يخلق للنور بعد!! يا أبناء جلدتي، استيقظوا! إن كنتم حقاً تريدون أن يكون لكم رأي؟ فقد بأت الأمر واضحاً في أن بعض الأحزاب السياسية تتدخل وبقوة في قرار تنصيب الأمير القادم، وبخاصة أن هناك مرشحين مدعومين من قبلهم، وأيضاً هناك من المقربين من باع ضميره بحفنة من الدولارات دون إحترام إرادة الشارع الإيزيدي. لقد اقترحنا ومعنا بعض المتنورين رؤى هادفة لبناء نظام ديني مؤسساتي للديانة الإيزيدية دون أن تنال أي اهتمام، وطالبنا أن يتم الأخذ بدعوة الأمير الراحل “تحسين سعيد بك” في أن يكون قرار تنصيب الأمير بيد الإيزيديين حصراً، وهو قيد التجاهل، فقد كان الأمير قادراً لأن يدعو إلى حصر هذا القرار بيد المجلس الروحاني أو عائلة الإمارة، لكنه وفي عدة مناسبات أصر على أن يكون الشارع الإيزيدي هو مالك هذا القرار. ورغم أن دعوة الأمير كانت صريحة، فللأسف الشديد هناك من يريد التجاوز عليهِ وعلى رأي الشارع الإيزيدي أيضاً، وكل ذلك بسبب صمت الإيزيديين “وبخاصة المتنورين منهم”، وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلا، لأننا حريصون على عدم هدم هذهِ السلطة التي عمرها مئات السنين، وحريصون على إحترام وصية الأمير “تحسين بك”، وحريصون على إحترام رأي الإيزيديين أيضاً، وسنبذل مساعينا لهذا الهدف حتى أخر لحظة. من هنا نكرر دعوتنا، بل ونترجى لأن يكون هناك بادرة إيزيدية من المثقفين، ورجال الدين ووجهاء العشائر لحلحلة الشتات فيما بين عائلة الإمارة، ولأجل إبعاد الأحزاب السياسية من الساحة، ووفقاً لما يراه الإيزيديين مناسباً لخدمتهم أولاً والإيزيدياتي ثانياً، وإلا فالتشاؤم هو سيد الموقف، وقد يسير الأمر على عكس أهوائنا جميعاً. أملنا أن تلاقي هذهِ المناشدة أذانٍ صاغية لدى المهتمين من أبناء جلدتنا، وأن يرسموا رؤى ناجعة لخلاص الإيزيديين من سطوة الأحزاب السياسية المختلفة، ويؤسسوا لنظام ديني هادف لخدمة الإيزيدياتي والإيزيديين معاً، والعمل على تأسيس هذا النظام قبل تنصيب الأمير نفسه، حتى يكونوا هم “أي الإيزيديين” أصحاب القرار الأول والأخير في الشأن الإيزيدي. |