الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتقمة تونس والملف الايراني: منى سالم الجبوري

قمة تونس والملف الايراني: منى سالم الجبوري

منذ أن قامت طهران بترسيخ نفوذها في 4 بلدان عربية وتعمل جاهدة من أجل بسط نفوذها على بلدان أخرى وإن ماجرى ويجري في اليمن بشکل خاص، يٶکد على ذلك ويوضح حقيقة النوايا الايرانية المشبوهة تجاه البلدان العربية، فإن مٶتمرات القمة العربية قد وضعت مسألة النفوذ والدور الايراني في حساباتها وإن لم تتصدى لها بالشکل والصورة المطلوبة خصوصا بعد أن نجحت طهران في شق وحدة الصف العربي کما تمکنت قبل ذلك من شق وحدة الصف الفلسطيني وأحدث فيه إختلافا کبيرا هو أفضل خدمة يمکن أن يتم تقديمها لأعداء القضية الفلسطينية.

مٶتمر القمة العربي في تونس، في ضوء الاحداث والتطورات الجارية ومن خلال طبيعة الامور الجارية على أرض الواقع من حيث علاقتها بالدور والنشاط الايراني المعادي للمنطقة والذي تجاوز حدود الشبهات والظنون وصار حقيقة ملموسة ليس بالامکان نفيه، فإنه مطالب بأن يولي للملف الايراني أهمية خاصة تختلف عن غيرها من الملفات، ذلك إن الدور الايراني يستهدف الامن القومي العربي عموما والامن الاجتماعي العربي خصوصا ولاسيما من حيث سعيه المحموم من أجل تغيير ديموغرافية بلدان في المنطقة وجعلها بالصورة التي تتلائم وتتناسب مع مخططاتها في بلدان المنطقة.

القادة العرب يدرکون جيدا مدى التأثير بالغ السلبية للدور الايراني في المنطقة وسعيه المحموم من أجل تنفيذ مشروع الخميني فيها والذي يستهدف في نهاية المتاف لإخضاع بلدان وشعوب المنطقة لهذا المشروع الذي يٶسس لبناء إمبراطورية دينية تفرض إملاءاتها على بلدان المنطقة وتجعل من نفسها أمرا واقعا أمام المجتمع الدولي، ومن دون شك فإن هذا المشروع قد قطع شوطا کبيرا لايمکن الاستهانة بها، وحتى إن وجوه سياسية قادة أحزاب وميليشيات تابعة لطهران في بلدان المنطقة تتحدث علنا عن نواياها بهذا الاتجاه، ولم يعد بوسع القادة العرب أن يستمروا بنفس صيغة واسلوب القمم السابقة من حيث التعامل مع الملف الايراني إذ لابد من تغيير ذلك بصورة واضحة جدا وعدم إبقاء الامور تسير وفق مايخدم النهج والسياسات الإيرانية في المنطقة.

إذا ماکان قادة العرب في الفترات والمراحل السابقة قد يتذرعون بأن النظام الايراني مدعوم دوليا وإن هناك دولا تسانده في السر والعلن وإن له أجندة ومصالح مشترکة مع جهات وأطراف دولية أخرى، فإنه وخلال الفترة والمرحلة الحالية لايمکن أن يکون کذلك خصوصا وإن المعطيات کلها تدل على إن طهران تمر بمرحلة ضعف وتراجع غير مسبوقة، وإن أوضاعها داخليا وخارجيا تشهد تدهورا مريعا ليس في وسع أحد إنکاره، وإن الواجب يتحتم على قمة تونس أن تعمل عمليا ضد المخططات الايرانية وتعمل کل مابوسعها من أجل تقويضها والحد منها بل وحتى رد الکيد الى نحره ولاسيما من حيث دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير والاعتراف بالمعارضة النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة في المقاومة الايرانية ولاسيما وإن مخاض التغيير بات ينتاب إيران بصورة غير عادية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular