انتصار قوات سوريا الديمقراطية انتصار ثورة مكونات شمال وشرق سوريا, وسيمكنها من تغيير المعادلة السياسية, كما ويفسح الطريق لدور سياسي كبير ينتظر مظلتها السياسية, وكان رسالة سورية-سورية واضحة تعبر عن مدى حرصها على وحدة أرض وشعب سوريا, ومرحلة لانتقال مكونات شمال وشرق سوريا إلى لعب دورها في تقرير مصير سوريا, بهذه العناوين الفرعية أجاب الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM على أسئلة مراسل وكالتنا ANHA, حول ما حققته قسد من انتصار على داعش.
انتصار قوات سوريا الديمقراطية انتصار ثورة مكونات شمال وشرق سوريا
في بداية لقائه قال حسو” إن انتصار قوات سوريا الديمقراطية على مرتزقة داعش والقضاء عليهم عسكرياً بشكل كامل هو انتصار يمكننا وصفه بالعظيم, تمكنت هذه القوات من دخول التاريخ, بدءاً بمقاومة بطولية وتضحيات جسيمة من مقاطعة كوباني وصولاً إلى يوم إعلان القضاء النهائي على المرتزقة في الـ23 من آذار الحالي في بلدة الباغوز بعد أعوام من المعارك والحروب”.
وتابع وصفه قائلاً” إن هذا الانتصار هو انتصار ثورة مكونات شمال وشرق سوريا ضد الإرهاب, وانتصار إرادة الشعب السوري, وأثبت أيضا بأن ثورة مكونات المنطقة متكاملة بكل جوانبها سواء أكانت عسكرية أم سياسية, و بانتصار قسد الأخير تكون قد حققت أهداف تلك الثورة, مستفيدة من وحدة مكونات المنطقة, والتفاف وتلاحم المكونات حول إرادة النظام الديمقراطي في إدارة ذاتية على مبدأ إدارة نفسه بنفسه على مختلف الأصعدة اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً”.
بانتصار مكونات شمال وشرق سوريا ستتمكن من تغيير المعادلة السياسية
وعن التأثير الذي سيتركه الانتصار العسكري لقسد على الأزمة السورية في المستقبل داخلياً وخارجياً, أكد حسو أن إرادة مكونات شمال وشرق سوريا أثبتت نفسها سياسياً وعسكرياً, وما تشهده اليوم هذه الإرادة من انتصارات دليل على تأثير هذه المكونات على الأزمة السورية, في وقت لم تتمكن أية قوات أخرى من الوقوف في وجه هذا الإرهاب, سوى مكونات شمال وشرق سوريا التي وقفت صفاً واحداً تكللت مقاومتها مؤخراً بالقضاء على الإرهاب.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قضت بشكل كامل على التواجد العسكري لمرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا في الـ21 من آذار_ مارس الحالي, وأعلنت عنه بشكل رسمي في الـ 23 من الشهر نفسه في مراسم مهيبة أقيمت في إحدى قواعدها العسكرية في ريف مدينة دير الزور الشرقي.
ونوه حسو في معرض حديثه حول تأثير الانتصار على الأزمة السورية بأن السياسة التي كانت تتبع ضد الأطراف السياسية في شمال وشرق سوريا ومكوناتها كانت تعتمد في الدرجة الأولى على تهميش الأطراف الفاعلة, وقال ” تلك الأطراف وسياستها كانت تعول على التهميش من خلال بعض المجموعات المرتزقة والإرهابية التي حرضت ضد هذه المناطق, وكانت تلك الأطراف تتوقع بأن مرتزقتها سيحلون بدل هذه الأطراف الفاعلة وإرادة مكونات المنطقة, لكن انتصار المكونات سيغير المعادلة السياسية”.
دور سياسي كبير ينتظر المظلة السياسية لقسد
وفي السياق نفسه أضاف حسو بالقول” في المرحلة المقبلة سيكون لمكونات شمال وشرق سوريا دور كبير في حل الأزمة السورية نسبة للتضحيات والانتصارات الأخيرة التي سجلتها قواتها العسكرية على أرض الواقع, ولن يستطيع أي طرف تهميش هذا الدور الرئيسي الذي تلعبه في المنطقة لحل الأزمة والحد من تفاقمها, ورغم كافة الضغوط والصعوبات والتهديدات التي يمارسها النظام و تركيا على شمال وشرق سوريا لن تستبعد كما السابق في اجتماعات استانا وجنيف والقاهرة وغيرها, وما صرح به بيدرسون مؤخراً حول ضرورة إعطاء دور لقسد ومظلتها السياسية مسد لحل الأزمة السورية هو إحدى تلك النتائج التي تحققت من وحدة مكونات المنطقة”.
وأشار حسو: لضمان حقوق شعوب المنطقة في سوريا المستقبل ولتحقيق حل جذري للأزمة السورية يجب البحث عن الجهات الرئيسة الداعمة للإرهاب ومحاسبتها, ومنها تركيا وقطر في الدرجة الأولى, والتي قد تقوم في المستقبل بتشكيل مجموعات مرتزقة جديدة تحت مسميات أخرى, مما قد يزيد من تعقيد الأزمة السورية, إلى جانب أن عملية الصمت الدولي و النظام السوري حيال تلك الجهات هي التي ساعدت على تفاقم الأزمة وإطالة عمرها, وتهديدات النظام و ذهنيته التي تتوافق مع الذهنية التركية حيال قسد ومكونات المنطقة بدلا من تقديم الشكر لتلك القوات لن تخدم الشعب السوري وحل الأزمة السورية.
انتصار قسد رسالة سورية-سورية تعبر عن مدى حرص قسد على وحدة أرض وشعب سوريا
ونوه حسو بأن رسالة قوات سوريا الديمقراطية في إنهاء وملاحقة داعش أينما حلت في الأراضي السورية, والمحافظة على وحدة الأراضي السورية, هي رسالة سورية –سورية واضحة للشعب السوري والنظام السوري والعالم تعبر عن مدى حرص قسد على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيها, وحب الأرض السورية, وحب الوطن, وحب الإنسانية.
الرسائل والبرقيات والتصريحات التي هنأت قسد هي بمثابة قبول بجانبها السياسي
وأضاف إن الرسائل والبرقيات والتصريحات الدولية التي هنأت قوات سوريا الديمقراطية بانتصارها على مرتزقة داعش هي بمثابة قبول بالجانب السياسي الذي تمثله هذه القوات العسكرية ومكونات المنطقة في مستقبل سوريا, و يعطي أملاً بتمكين هذه القوات ومظلتها السياسية من لعب دورها في حل الأزمة السورية, والتي لم تدخر جهداً في تقديم برامجها ومشاريعها السياسية الديمقراطية لحل الأزمة, لأنها الجانب الأهم, بدلا من المشاريع التي لم تتمكن أية أطراف أخرى إلى الآن من العمل عليها لحل الأزمة والتي إن وجدت فأغلبها يعتمد دائما على إلغاء الطرف الآخر.
المرحلة المقبلة مرحلة تمثيل مكونات شمال شرق سوريا إقليما ودوليا
وبيّن حسو حول مستقبل المنطقة سياسيا بأن المرحلة المقبلة بعد القضاء على داعش ستكون مرحلة سياسية بحتة, ومرحلة الحوار ومرحلة تمثيل مكونات شمال وشرق سوريا سياسيا على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية, وفق المادة 2254 أو في المفاوضات المستقبلية أو إعداد الدستور, وسيكون لها دور في تقرير مصير الشعب السوري.
وحول ما يترتب على الأطراف السياسية في شمال وشرق سوريا ومكونات المنطقة للمحافظة على المكتسبات العسكرية المتحققة في ظل قوات سوريا الديمقراطية, أشار حسو إلى أن انتصار قسد الأخير قوّى الثقة بين تلك القوات والمكونات في المنطقة, وزاد من ثقة وتمسك أبناء المنطقة بهذه القوات والانضمام إلى صفوفها.
توحيد الصف داخليا يحافظ على الإنجازات العسكرية المكتسبة
واختتم لقاءه بمراسل وكالتناANHA قائلا “يتوجب على جميع الأطراف السياسية والشخصيات المستقلة الموجودة في شمال وشرق سوريا المحافظة على تلك المكتسبات من خلال تحمل أعبائها حيال مصير أهالي المنطقة, وتوحيد الصفوف في وجه التهديدات التركية التي تتعرض لها المنطقة والرامية إلى تفرقة المكونات عن بعضها البعض والقضاء على ثقافة وتاريخ هذه المكونات, إلى جانب الحد من انتشار الخلايا النائمة في المناطق المحررة.
ANHA