استطاعت كوردستان أن تكتب لها سيرة سياسية، كانت محصلة للصراع الذي دار حول مفهوم الدولة الوطنية الديمقراطية لجوارها في العراق والدول الاقليمية، ومضامينها التحررية والتعددية الحقيقية. وكان لهذه السيرة السياسية، والسيادية عنوان بارز وكبير، مفاده الاستقرار والتطور.
وكان لابد للحزب الديمقراطي الكوردستاني كونه حزب جماهيري يسير على نهج وتعاليم البارزاني الخالد تجاه الادارات التنفيذية والتشريعية وتجاه الشعب الكوردستاني ، وهو ( الحزب ) الذي يعتبر وظيفيا وتاريخيا استمرارا للحركة التحررية الكوردية والكوردستانية.
لقد ولد الحزب الديمقراطي الكوردستاني كنتيجة حتمية لواقع سياسي وتلبية تاريخية لشعب عان من التشتت وتعبيراً عن حاجة قائمة فرضتها وقائع الامور بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الحركة القومية الكوردية المناضلة المدافعة عن حقوق ومصير هذا الشعب المظلوم ، في رغبة من مجموعة من السياسيين ان تجتمع في حزب ديمقراطي ثوري يتحمل المسؤولية النضالية فعقد المؤتمر التأسيسي الاول في السادس عشر من اب 1946، والذي انتخب بالاجماع البارزاني الخالد رئيسا للحزب.
ومنذ ان تأسس الحزب اخذ على عاتقه مهمات تحقيق اهداف الشعب الكوردي والكوردستاني وتحويل آماله وطموحاته الى برامج عمل على الارض ومن هنا نلاحظ ان كل ادبيات الحزب منذ يوم تأسيسه الى يومنا هذا قد وضعت نصب عينيها الاهداف القومية للشعب الكوردي والاهداف الاجتماعية واهدافاً ديمقراطية عراقية واهدافاً تتعلق بالدفاع عن حقوق وحريات الاقليات القومية في العراق فضلا عن النضال والتصدي للسياسات الجائرة والمتعسفة التي تعاقبت على دفة الحكم في العراق.
وقد اصر الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الربط الدائم بين متلازمة الديمقراطية والتعددية وحقوق المكونات الدينية والمذهبية بغض النظر عن الاختلافات الموجودة، ومتلازمة البناء الداخلي لكوردستان بصلابة، وتحصين مكتسبات البناء للفرد والعمران ومعها مكتسبات السيادة، وهو ما جعل القاعدة الذهبية في تعامل القوى الصادقة هي قيام الاستقرار على قاعدة الوطن ديمقراطيا بالرغم من ما واجه في هذه المرحلة السابقة من صعوبات تمثلت بحرب الاقليم على داعش الارهابي ودخول ملايين النازحين والمهاجرين الى الاقليم والعجز المالي بسبب اقتطاع ميزانية الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية ، كل هذا وكونه الفائز بالانتخابات وبامتياز على جميع الاحزاب العراقية ، ويدير الادارة في الاقليم يحاول شركائه دائما تركه وحيدا كون همهم المناصب والكراسي، وتراهم يحسنون اختيار الكلمات واعلاء الاصوات على الفضائيات منتقدة كل خطوة يقوم بها هذا الحزب الابي ، امثال هؤلاء لم لم يعملوا يوما من اجل كوردستان ولم يتواجدوا يوما مع البيشمركة الابطال الذين قاتلوا الارهاب الداعشي المجرم على طول 1050 كيلومتر ،لكنهم كانوا جالسين في غرفهم الحمراء ومازالوا يخططون لتمزيق الصف الكوردستاني .
والكل يعلم بان الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة ويبقى اصلها ثابت فالحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد كل نضاله هذا سوف يبقى شامخا متصدرا لجميع مفاهيم التسامح ، وعليه أن يدق ناقوس الخطر، وينبه الى خطورة المنحى الذي تتخذه السلوكيات والتفكير الذي يدافع عنه بعض المتمصلحين السياسيين .
في الختام قدم الحزب وقيادته المتمثلة بسيادة الرئيس مسعود بارزاني الغالي والنفيس من اجل كوردستان حرة ابية ، وقدم مجهودات أبنائه وقادته وشهدائه من أجل أن تكون قاعدة التعامل هي النضج والثبات والحكمة في الرد والعمل، فعليكم ان تكفوا النقد الهدام .