فاجأت السيول العارمة التي إجتاحت 27 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة، السلطات الايرانية قبل الشعب الايراني ولاسيما عندما تضاعفت تأثيراتها السلبية على الاوضاع المختلفة وتفاقمت بصورة صار العالم کله يرى ذلك بأم عينيه، لکن أکثر شئ لفت الانظار هو حالة العجز والتقصير غير العادية للسلطات الايرانية في التصدي للأوضاع الناجمة من السيول وإغاثة المنکوبين.
عدم تمکن السلطات الايرانية من تقديم أعمال الاغاثة المطلوبة للمنکوبين من أبناء الشعب الايراني وتقصيره بهذا الصدد، لم يلفت النظر بقدر ماأثارته عدم قيام طهران بتقديم طلبا من أجل تلقي مساعدات دولية وبصورة خاصة من منظمة الصليب الاحمر الدولية، وهو موقف يثير الکثير من الشکوك والضبابية لأنه قد إنعکس وينعکس سلبا على الشعب لايراني، وهو مايجعل موقف طهران أمام الشعب الايراني والرأي العام العالمي ضعيفا الى أبعد حد.
هذا الاشکال الکبير الذي واجهته السلطات الايرانية في قضية السيول التي تجتاح عموم إيران، يمکن أن يتعمق أکثر عندما نسمع ماقد أعرب عنه محمد جواد جمالي نوبندجاني، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عن استغرابه من عدم تقديم السلطات الإيرانية طلبا لتلقي الدعم من الصليب الأحمر الدولي، خاصة أن إيران من البلدان المعرضة للكوارث الطبيعية بين الحين والآخر، وأكد النائب أن المؤسسات الإيرانية المسؤولة عن إدارة الكوارث تعاني من قلة الميزانية ومن الحظر الذي يمنعها من الحصول على أجهزة متطورة، کما إنه تساءل باستغراب “لماذا لا تتلقى إيران رسائل تضامن من دول الجوار؟“، وهذا مايدل على صعوبة الاوضاع في إيران ووصولها الى درجة حرجة جدا بعد إزدياد الخسائر البشرية والمادية بسبب السيول وإزدياد أعداد المشردين.
في خضم السيول التي إجتاحت سائر أرجاء إيران، فإن الاضواء صارت تسلط أکثر على نقطتين مهمتين وهما ضعف البنية التحتية الايرانية والنقطة الاخرى إن المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها منظمة إدارة الكوارث في التعامل مع الفيضانات الكارثية المتزامنة في مختلف المحافظات الإيرانية، قد تم تخصيص 5% من الميزانية العامة فقط، في بلد يتعرض لهزات أرضية قوية وفيضانات واسعة بين الحين والآخر. ولهذا فقد کانت أسباب الخسائر المتداعية عن هذه السيول لحد الان وکذلك المتداعية والناجمة عن الکوارث الطبيعية الاخرى خلال الاعوام الاخيرة، کثيرة وملفتة للنظر بسبب هذا القصور ومن الواضح جدا بأن الاوضاع في إيران وإن کانت الان غير طبيعية والشعب منهمك في هذه الکارثة والمصيبة الکبيرة، ولکن وبعد أن تهدأ الامور نسبيا فقد يکون لدى الشعب الايراني مايريد أن يقوله للنظام، ومن يدري لعل إن سيولا بشرية ستکون بإنتظار