ومن المعلوم أن عشرات آلاف الأشخاص من نحو 100 دولة، وخصوصا من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، قدموا في عام 2013 للانضمام إلى ما يعرف بتنظيم “داعش” في سوريا والعراق، ومن خلال تتبع أقوال وطريق سير من انضموا إلى التنظيم، اتضح أنهم كانوا يسلكون نفس الطريق تقريبا للوصول إلى داعش، عن طريق تركيا.
وقالت “دويتش فيله” في تقرير يستعرض انفراد “شبيغل” أن الجديد في الأمر هو أن فريقا من مجلة “دير شبيغل”، كبرى المجلات السياسة في ألمانيا وأوروبا، قام بعملية بحث استقصائية وعثر خلالها على “وثائق رسمية” تثبت أن تركيا كانت “دولة العبور المثالي بالنسبة للمتعصبين إلى التنظيم الإرهابي”، حسبما ذكر، اليوم الخميس، موقع “شبيغل أونلاين”، التابع للمجلة الشهيرة.
وحصل فريق البحث التابع لـ”دير شبيغل” و”شبيغل تي في” على “صندوق بأكمله مملوء بالأدلة الرسمية حول دور تركيا: أكثر من 100 جواز سفر لأتباع داعش من 21 دولة أسرهم ضباط القوات الكردية في الأشهر الأخيرة. بما في ذلك بعض الألمان وكثيرين من إندونيسيا وروسيا وتونس، ولكن أيضا من دول غير متوقعة مثل ترينيداد وتوباغو وجنوب أفريقيا وسلوفينيا”، بحسب الموقع.
وقال التقرير أن الشيء المشترك الوحيد بين كل جوازات السفر هذه فهو ختم واحد على الأقل لدخول تركيا: “وأحيانا هناك ختمان بل وثلاثة أختام دخول وهو ما يتوافق أنه في البداية حتى عام 2014، حضر كثير من الجهاديين إلى مملكة الإرهاب وأقاموا لفترة قصيرة فيها، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر غادروا مرة أخرى لتجنيد أشخاص أكثر استعدادًا في بلادهم والعودة مرة أخرى” يوضح شبيغل أونلاين.
واستعرض التقرير دليل آخر وهو أن جوازات السفر ليس بها خاتم خروج من تركيا، ما يعني أنهم لم يغادروا أبداً تركيا رسميا، فهؤلاء إما عبروا الحدود إلى سوريا من مناطق أقل مراقبة أو أنهم ذهب إلى هناك عبر عمليات تهريب.
وخلال عرضه لجوازات السفر على فريق شبيغل بالمركز الثقافي في القاميشلي كرر مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية اتهاماته لحكومة الرئيس أردوغان بمساعدة داعش ويقول “اليوم لدينا الأدلة”. ويؤكد بالي “لدينا آلاف الجوازات من هذه العينة”.
ويوضح بالي أن بعضا من الأسرى من أتباع داعش كانوا يحملون تلك الجوازات، أما الجزء الأكبر فحصلت عليه قواته من مبان إدارية كانت تابعة لداعش . وتقول شبيغل إن هذا ينطبق مع أقوال أسرى أو هاربين يتبعون داعش، أفادوا أنه بداية من 2015 كان هناك حظر تام للسفر وتمت مصادرة جوازات الصفر وبطاقات الهوية.
لكن بالي ذكر أنه لا يعرف مصير أصحاب هذه الجوازات وأغلبهم من الرجال وعدد قليل من النساء مع الأطفال ويقول وهو يهز كتفيه: “ربما ماتوا وربما أسروا”.