منذ أن حل دونالد ترامب في البيت الابيض خلفا لباراك أوباما، والمرشد الاعلى الايراني خامنئي يعاني الامرين من جراء ذلك، حتى يمکن القول بأنه قد شکل له ولنظام ولاية الفقيه کابوسا غير عاديا، ولئن سعى خامنئي وقادة ومسٶولون إيرانيون آخرون للإستخفاف والاستهانة به وتحديه، ولکن الذي يبدو واضحا من إنه لايوجد من يميل لأخذ مايصد من طهران ضد ترامب على محمل الجد والاعتبار.
لعبة التهديدات أو بالاحرى التحديات المتبادلة بين ترامب وإدارته من جهة وبين خامنئي و القادة والمسٶولين الايرانيين من جهة أخرى، مستمرة منذ عام 2017، وهي تتصاعد وتخفت طبقا للأحداث والتطورات الجارية، لکن الملاحظ فيها بل وإن الاهم فيها هو إن ترامب وإدارته من يمسکون بزمام المبادرة وإن مايقولونه هو الذي يصنع الحدث ويوجهه أما خامنئي ورهطه، فإنهم لايملکون سوى الرقص على وقع مايصدر من البيت الابيض، وهذا مايبدو جليا لحد الان.
ترامب وإدارته، قاموا لحد الان بإصدار العديد من القرارات“المٶلمة جدا” ضد إيران بحيث نجحت هذه القرارات في التضييق عليها وتقويض نشاطاتها وتحرکاتها أکثر من أي وقت مضى، والميزة المهمة في هذه القرارات، إن تأثيراتها قوية على إيران سواءا في الداخل أو على الصعيد الدولي، وفي الوقت الذي يقوم فيه ترامب وإدارته بإصدار قرارات يتم ترجمتها وتفعيلها على أرض الواقع، فإن خامنئي وقادته يقومون بالادلاء بتصريحات تغلب عليها الحماسة ولکنها لاتعني عمليا شيئا، وإن ترامب عندما يکتب عبر تويتر قائلا:” إدارتي نجحت في جعل إيران تدفع ثمنا أكبر لأساليبها الشريرة. نحن نقوم بهذا دون أنيكلفنا نحن أو حلفائنا أي شيء. هذا تعريف إنجازات السياسةالخارجية“، فإن لکلامه هذا معنى ووقع خاص في الاوساط الحاکمة في طهران کما إنه له أيضا وقع من نوع خاص على الداخل الايراني، إذ أن الشعب الايراني يرى بأن واشنطن ليست في عجلة من أمرها وهي تلعب في داخل الساحة الايرانية والکرة لازالت منذ عام 2017 ولحد يومنا هذا في الملعب الايراني وليس بوسع طهران أن تفعل أي شئ جدي من أجل تغيير مسار واسلوب اللعبة، وهذا مايميز طريقة التعامل واللعب الذي يقوم به ترامب وإدارته مع طهران ولايوجد هناك من يمکنه القول بأن ترامب يلقي الامور على عواهنها ويتصرف من دون أن يعي مايريد.
لعل أفضل مايمکن أن نختتم به موضوع صراع التهديدات والتحديات الامريکية ـ الايرانية، إنها لحد الان تجري بصورة يظهر فيها ترامب وإدارته وقد صاروا في طريقهم لکي يفوزوا بالابل في حين إن خامنئي ورجاله لايزالوا يشبعون ترامب وإدارته سبا!