هوية كركوك لا تحدد باقوال المسؤلين الاجانب والتدخلات الدولية والاقليمية
القى السفير التركي في العراق اثناء مراسيم صلاة عيد الاضحى داخل احد جوامع مدينة كركوك خطابا استفزازيا موجها ليس فقط لاهالي مدينة كركوك فحسب بل لعموم كردستان والعراق، جاء فيه (ان هذا المكان ، كركوك موطن الآباء والاجداد). يأتي هذا الخطاب في وقت تعيش العملية السياسية في العراق حالة من التوترات والتعقيدات السياسية، وخصوصا بعد انتخابات مجلس النواب العراقي والصراعات على نتائجها وتصارع الاطراف السياسية العراقية حول تكوين الكتلة الاكبر والتدخلات الايرانية والامريكية بشان هذه المسالة، في ظل استمرار التوتر في الوضع الامني لتك المدينة بعد حملة الحشد الشعبي والقوات العراقية، وسيطرت الميليشيات الطائفية على الوضع الامني للمدينة.
ان تصريح السفير التركي في هذا الظرف بالذات يعتبر تدخلا خارجيا سافرا للتأثير على العملية السياسية في العراق في وقت يحتاج جميع مكونات مدينة كركوك الى خطاب يخدم التعايش بين كافة القوميات والاديان والطوائف في المدينة.
ان مجمل الحقائق والوثائق التاريخية تثبت كردستانية كركوك مؤكدة على ان المدينة هي للكورد والتركمان والعرب الاصليين والكلدان الاشوريين السريان والارمن. فهي مدينة السنة والشيعة والكاكائية والصابئة المندائية وكافة اهاليها الاصلاء، بعيدا عن التغييرات الديمغرافية وسياسات الحكام العنصرين على مدى تاريخ الدولة العراقية. ومع الاسف لايزال حكام العراق يتجاهلون تنفيذ الماده 140 المقرة منذ 14 عاما في الدستور العراقي.
ان تدخل الدول الاقليمية عمليا في الشؤون الداخلية لدولة العراقية في هذا الظرف الخطيرانتهاك واضح للقوانين والاعراف الدبلوماسية، وان تصريح السفير التركي يندرج ضمن هذه التدخلات .
اننا نطالب وزارة الخارجيه العراقية والمسؤلين المختصين بهذا الملف في اقليم كوردستان تقديم احتجاجاتهم الى الحكومة التركية، باعتبار ذلك الخطاب يشكل تجاوزا صارخا للاتفاقية الدولية للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 التي تنظم اعمال المبعوثين الدبلوماسيين، لذا يعد ذلك التصريح تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للدولة العراقية والصراعات الداخلية الدائرة فيها.
المكتب السياسي