الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاراءسليمان شيخ خلف :المرحوم خدر حسون الهسكاني احد مشاهير الايزدية

سليمان شيخ خلف :المرحوم خدر حسون الهسكاني احد مشاهير الايزدية

المرحوم خدر حسون  الهسكاني  احد مشاهير الايزدية

سليمان شيخ خلف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

من مشاهير الايزدية المرحوم خدر حسون ايزدو الهسكاني. تعد منطقة شنكال من المناطق التي عرفها التاريخ منذ القدم ومما له دلاله أن العديد من الرحالة والمستشرقين الاجانب قد زاروا جبل شنكال. اتفق هولاء على أن ابرز صفات الشجاعة والغيرة والحكمة والكرم والضيافة والعدل والصدق عند ابناء الشنكاليين. واذا عرفنا ان تلك الصفات ماتزال باقية والركيزة الرئيسية في تكوين عشائر منطقة شنكال من الايزيديين الذين وقفوا ضد الحكومات والانظمة الدكتاتورية السابقة لانهم لم يتخلو عن قوميتهم الكوردية. وقد برز العديد من الشخصيات الايزيدية ومن بينهم المرحوم ( خدر حسون ايزدو) وهذه نبذة عن حياتة ونضالة السياسي وصراعة مع الحكومات السابقة . المرحوم خدر حسون ايزدو من مواليد ١٩١٢ قرية همدان شرق قضاء شنكال بمسافة(١٠كم) ومن عائلة فلاحية معروفة من عشيرة الهسكان حيث كانت تسكن هذة العشيرة في السابق تركيا في منطقة اسكيف او هسكيف وهاجرو بعد ذالك الى شنكال قبل اكثر من( ٢٠٠ )عام وكان جده السابع خلف خان علي يحكم شنكال قبل تعرض عشيرتة الى وباء كوليرا عام (١٧٤٣م) والذي قضة على اكثر من ٩٠% من عشيرة الهسكان . وقد برز المرحوم خدر حسون ايزدو من بين أفراد عشيرتة الهسكان حيث كان يمتلك صفات الرجولة والشجاعة والكرم والضيافة والعدل وتم اختيارة من قبل عشيرتة ليكون رئيس العشيرة واصبح معروفا لدى جميع العشائر في محافظة الموصل واطرافها وحتى كان يلقبة كثيرا من العشائر الكوردية والعربية انذاك في المنطقة( ب كبش شنكال) ومايجاوره نضرا لمواقفة البطولية دفاعا عن بني جلدتة وقوميتة الكوردية ونضرا لهذه المواقف وعدم رضوخه للسلطات الحاكمة في قضاء شنكال انذاك تم ابعادة ونفيه الى محافظة الكوت في جنوب العراق من عام ١٩٤٧م الى عام ١٩٤٨ ولمده عام كامل وكان يدافع بشكل مستمر عن حقوق الايزيديين. وبعد انقلاب ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ و عودة البارزاني الخالد من الاتحاد السوفيتي السابق الى بغداد في ٦ تشرين الأول عام ١٩٥٨ زارا المرحوم وشقيقة المرحوم قاسم حسون البارزاني الخالد مع عدد من روؤساء وشيوخ العشائر ووجهاء الايزيديين وكان والدي من بين الحاضرين في تلك الجلسة الذين التقوا بالبارزاني وتم اتفاق على عهد بان يكون الكورد الايزيديين الى جانب قائدهم والثورة التحررية الكوردية في جميع المواقف والاوقات واعتبرو هذه الوثيقة عهد بين الايزيديين والبارزاني الخالد. وبعد اندلاع ثورة ايلول عام ١٩٦١ ورجوع البارزاني الى كوردستان لقيادة ثورة ايلول العظيمة جرت عدت اتصالات بين البارزاني والمرحوم خدر حسون عن طريق الرسائل او عن طريق الاشخاص معروفين وطلبت قيادة الثورة الكوردية انذاك من المرحوم خدر حسون شراء الاسلحة والاعتدة وايصالها الى قوات البيشمركة البطلة التي كانت بالامس الحاجة إلية فكلفا شقيقة المرحوم قاسم حسون والد الاستاذ دخيل قاسم حسون الوزير السابق في الحكومة الاتحادية بهذه المهمة حيث قام بشراء الاسلحة والاعتدة من سوريا وارسالها الى قوات البيشمركة البطلة بشكل مستمر.. وبعد انقلاب ٨ شباط عام ١٩٦٣ ونهاية حكومة عبد الكريم قاسم بدات مفاوضات بين قيادة الثورة الكوردية والحكومة العراقية الجديدة. ازداده النشاط السياسي للبارتي في منطقة شنكال عام ١٩٦٤ عندما توصلت قيادة الثورة الكوردية بعد مفاوضات طويلة مع حكومة العراقية الى اتفاق لوقف اطلاق النار في ١٠ شباط عام ١٩٦٤ استمرت الى شهر نيسان عام ١٩٦٥ فقد انتمى للحزب البارتي مئات من الشباب في منطقة شنكال وظهره قوة ونشاط البارتي وشعبيتة في المنطقة. وفي العيد شرف الدين الذي يحتفل بها الايزيديين سنويا حيث احتشده نحو ثلاثة الاف شخص هتف المرحوم خدر حسون رئيس عشيرة الهسكان بحياة البارزاني الخالد كما طلب من المغنيين وقارعي الطبول والزرنا ومن الشباب الذين كانوا يؤدون الدبكات الكوردية أن يهتفوا بحياة البارزاني والبارتي واثارة هذا العمل جماعة الموالين للسلطات العراقية انذاك لا احب ان اذكر اسماءهم. إضافة إلى ذلك بادره المرحوم خدر حسون لإيواء العوائل المشردة والنازحة من الايزيديين الساكنيين في مناطق محافظة دهوك وزاخو وبعشيقة وبحزاني وخاصة من عشيرتي الهويرية والرشكان وبعض العوائل المشردة من تلعفر حيث سكنهم في قرية همدان وقدم لهم كافة المساعدات المادية والمعنوية حتى عودتهم بعد بيان اذار عام ١٩٧٠ إلى قراهم . وبعد اتفاقية اذار عام ١٩٧٠ . زار المرحوم خدر حسون وشقيقة المرحوم قاسم حسون البارزاني الخالد في منطقة كلاله للاطمئنان على صحته وتهنيتة بالنصر العظيم وكان بصحبتهم عدد من الشيوخ والرؤوساء العشائر في منطقة شنكال حيث رحب البارزاني ترحيبا شديدا بقدومهم وكان الترحيب الحار والشديد مع المرحوم خدر حسون وقال له البارزاني الخالد( اهلا ومرحبا بالكوردي المخلص والاصيل لقد اوفيت بوعدك) واستمرت زياراته للبارزاني بشكل مستمر ومن بين تلك الزيارات صادفه احدى زياراته مع زيارة عدد من الرجال الدين المتلبسين الذين نفذو المؤامرة المشوؤمة في منطقة حاجي عمران في نهاية عام ١٩٧٠ م . للاطمئنان على صحتة ونجاته من العملية الإجرامية الذي نفذها الخونة. فرحب بهم البارزاني وشرحا لهم كيفية تنفيذ المؤامرة المشوؤمة وشاهده بأم عينهم غرفة التفجير الذي نفذها فيها العملية الاجرامية. وبعد أن أصبح لدى حكومة العراقية في بغداد والموصل وشنكال علم أن خدر حسون هو العمود الفقري للحركة التحررية الكوردية في شنكال ومايجاورها. حيث التقى بالمرحوم خدر حسون عدد من المسوؤلين الحكوميين في بغداد والموصل لغرض عدول عن فكرهم القومي حيث التقى حمادي شهاب وزير الدفاع العراقي انذاك في عام ١٩٧١ مع المرحوم قاسم حسون وطلب منة العدول عن فكرهم القومي وابتعاد عن الحركة التحررية الكوردية. وكذلك التقى محافظ الموصل انذاك مع المرحوميين خدر حسون وقاسم حسون وطلب منهم العدول عن فكرهم القومي إلا أنهم كانوا مصريين بعدم الخضوع لاوامرهم وعدم ترك نهجهم . فقال لهم محافظ الموصل نحن على استعداد كامل لتقديم كل ماتطلبون من مساعدات المادية ومعنوية فكانت قرارهم الرفض وبذلك أصبح واضحا لدى حكومة العراقية في بغداد والموصل ان لاجدوا من هذه اللقاءات فدبروا عدت مؤامرات ضدهم وصدر قرار من مديرية الامن العام بالقاء القبض عليهم. وعندما شعرو بعدم الامان في شنكال قررو ذهاب الى منطقة زاخو الجهة الشمالية لجبل بيخير قرب قرية قروله القريبة من ديربون. وعندما علم البارزاني الخالد نبأ لجوء المرحوميين خدر حسون وقاسم حسون الى منطقة زاخو اصدر اوامرة الى قيادات الحزبية والعسكرية للقوات البيشمركة البطلة في منطقتي دهوك وزاخو وخاصة الشهيديين اسعد خوشوي وعيسى سوار بتقديم كافة امكانيات والمساعدات ومايطلب منهم صديقة المخلص المرحوم خدر حسون في اي وقت وقال لهم ان كل أرض كوردستان مفتوحة لهم . وبعد فترة طلب من المرحوم خدر حسون بزيارتة واللقاء به وفي نهاية عام ١٩٧٢ زاره المرحوميين خدر حسون وقاسم حسون من منطقة زاخو متوجها الى متطقة كلاله وكان طريق وعرا واستمرت هذه الرحلة ثلاثة ايام وفي منطقة قريبة من كلالة انقلبت سيارتهم التي كانت يستقلونهم نقل على اثرها الى احدى المستشفيات القريبة بعد اصابتة خفيفة في مكان الحادث وعندما علم البارزاني الخالد بالحادث اوعزه نجلية الرئيس مسعود بارزاني والشهيد ادريس بارزاني لذهاب فورا الى المستشفى الذي كان يرقدة فيها المرحوم خدر حسون واوصاه بان يلتقي بالاطباء المعنيين واستفسار عن صحتة واذا طلب امر ارسالة الى ايران ونحن على استعداد كامل لارساله لإحدى المستشفيات الموجودة في ايران. وجاء الرئيس مسعود بارزاني الى مستشفى للاطمئنان على صحته وقال له إن والدي يسلم عليك كثيرا واذا تطلب الامر فنحن مستعدين ارسالك الى ايران . لذلك فشكره المرحوم خدر حسون وقال له اني بصحة جيدة وسوف ازور والدك باقرب وقت انشاءاللة وبعد خروجه من المستشفى مباشره كان البارزاني الخالد بانتظاره والتقى به وشكره اللة على سلامتة ونجاته من الحادث وقال له البارزاني أن هذا الطريق هو طريق كل المناضلين الذين يضحون في سبيل قوميتهم وثورتهم. وفي منتصف عام ١٩٧٣ تعرضة المرحوم خدر حسون الى نوبه قلبية وراجع خلالها عديد من الاطباء من دهوك وزاخو وكان طبيبة الخاص الدكتور نعمت سرسم اختصاص الامراض القلبية. وفي هذا الاثناء اصدر مجلس قيادة الثورة المنحل قرارا تم بموجبة مصادرة كافة اموالهم واملاكهم المنقولة والغير منقولة . واستمرت معاناتة مع المرض حتى وفاتة في يوم ١٩٧٣/١٢/١٢ وبعد إبلاغ البارزاني الخالد بنبأ وفاة صديقة المخلص حزنا وتالم كثيرا وأرسل ببرقية تعزية الى شقيقة المرحوم قاسم حسون معربا له عن مؤساتة وحزنه العميق بالفاجعة اليمة بوفاة صديقة المخلص والوفي. وقد شيع جثمانة من قبل جمع غفير من اهالي دهوك وزاخو وشارك في التشيع من المسوؤلين الحكوميين الاداريين والحزبيين وقوات البيشمركة وكان في مقدمتهم محافظ دهوك السيد هاشم عقراوي ونائبة المناضل علي شنكالي والشهيد البطل عيسى سوار. وألقيت العديد من الكلمات اشاده بدورة البطولي والقومي من أجل الحركة التحررية الكوردية. بعدها نقل جثمانة من مفرق دهوك زاخو الى مسقط راسة في قرية همدان ودفن في مثواه الأخير. وبذلك قد فقدت الحركة الكوردية مناضلا ومخلصا ونجما ساطعا من المناضليين للحركة التحررية الكوردية في شنكال فالف رحمه على روحك ايه المناضل المخلص والوفي.
المصادر:
١.مناضل كوردي ايزيدي من شنكال. العقيد المتفاعد سليمان درويش جدعان.جريدة روز العدد 62
2.شنكال(سنجار وثورة ايلول 1961 بقلم دكتور عبد الفتاح علي بوتاني
3.مجلة لالش دهوك العدد 15
4.شنكال كوردايه تى ترحيل والتعريب. وصفي حسن رديني
5. لقاء مع الوالد شيخ خلف خليل

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular