لايخفي على احد ان الدوائر الامبريالية العالمية استخدمت سلاح فتاك للنيل من اي شعب وحكومة تنهض ببلادها نحو افق التطور والتكنلوجيا وهذا السلاح نجح في العراق اولا ومن ثم استعملته ضد الاتحاد السوفيتي بدون ان يتم رمي طلقة واحدة ضد القائمين او حتى موسسي هذا السيناريو الخطير .. وهذا السلاح الذي فاق الاسلحة النووية في فتكها بالشعوب هو تحريك وتدريب وتفعيل نخبة فعالة من المرتزقة من ابناء نفس الوطن من المثقفين والقوميين والليبراليين وحتى البعض من اليساريين عبر حزب او حركة او تيار يستخدم صفة المعارضة كما حصل مع البعث العفلقي في العراق او ارتزاق البعض من القياديين وربما القيادي على راس الهرم كما حصل مع المرتزق غورباتشوف الرئيس السوفيتي الوضيع بحجة اعادة البناء او ما سمي بالبريسترويكا انذاك .. في حين تمت الاطاحة بالزعيم الليبي على حين غرة باستخدام نفس الاسلوب علما ان الامثلة الانفة الذكر مثلت خيرة الدول التي انعم شعبها بالرخاء والحياة الكريمة .
وبعد استيلاء البعث على الحكم في العراق عبر انقلاب دموي تم تدريبه عبر تلك الدوائر الاجنبية لتنفيذ اجندتها في تحطيم ارادة الشعب والنيل من كرامته فبدء الانقلابيون بحكم البلاد بالحديد والنار فامسى الشعب العراقي بين خيارين اما الاندماج مرغما مع النظام وهذا كان حال غالبية الشعب او الانضمام الى المعارضة المسلحة وهو اصعف الخيارات لان دول الجوار كانت تجاري النظام في سياساته بل كانت تخشى من بطشه لها فعلا ..
بعد هذه المرحلة بدء النظام بتطبيق خطة اخرى للنيل من اشرس خصومه فاستدرج الشيوعيين في كمين ما سمي بالجبهة والوطنية والقومية التقدمية العام 1975وخدعهم بهذ الاسم اللامع الذي يحبذه الشيوعيين وكشفت تنظيماتهم وتم ابادتهم عن بكرة ابيهم وهرب من هرب وقتل من قتل واعدم من اعدم العام 1978 ..
وفي هذه الاثناء عرج النظام العفلقي الى ابادة الاكراد اشرس خصومه القوميين عبر اتفاقية الجرائر الجبانة والتي تنازل فيها النظام عن شط العرب مقابل النيل من الثورة الكردية العظيمة بقيادة الخالد ملة مصطفى البارزاني ..
ما ان انتهى النظام من انهاء دور الشيوعيين والكورد .. بدء بتنفيذ الخطة القادمة وهو اشعال الحرب مع الجمهورية الاسلامية العام 1980 لتحجيم دورها العسكري في المنطقة سيما وانها كانت تمتلك خامس جيش عالمي من حيث العدة والتدريب وانتهت الحرب العام 1988 لتنجح الدوائر الامبريالية عبر النظام في تحطيم اقوى جيشين في الشرق الاوسط في العراق وايران ..
وكعادة اية عصابة عندما يصبح احد اعضائها شرسا وكبيرا ويلقي احترام بقية افراد العصابة هناك خافت اميركا من تنامي دور اصدام لانه وصل الى مرحلة ممكن ان ينقلب عليهم عبر حملته الايمانية فبداوا باعطائه خطة اجتياح الكويت لتخريب المنطقة والتخلص منه هذه المرة عبر بوابة الامم المتحدة وهي تهمة اجتياح دولة عضو في الامم المتحدة ومن هنا بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية بتخديع المجتمع الدولي من ان النظام العراقي يمتلك اسلحة نووية ويجب التخلص منه فكان ان تم اجتياح بغداد بجيش اممي الى ان اتت المرحلة الاخيرة من هذا السيناريو وهو اجتياح بغداد العام 2003 لان النظام بات يهدد المجتمع الدولي باسلحته الفتاكة وهو لم يكن يمتلك حتى السيوف ليقاتل بها هذه الجيوش الجبارة سوى انه احيط بهالة اعلامية كبيرة من انه قائد الامة العربية واخيرا تم مسكه من قبل القوات الاميركية ليصفوه بانهم اوجدوه في حفرة ليبينوا للعالم ان هذا هو مصير كل مرتزق ينقلب على اسياده الاميركان ومن هنا تم اسدال الستار على القائد الضرورة الذي لم يكن وجوده ضرورة للعراق سوى انه كان مرتزقة بامتياز ..
ايوب شيخ فرمان عبو
9-4-2019