في موقف جديد من امريكا ازاء استقلال كوردستان عن العراق قالت مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون النزاعات و عمليات الاستقرار (دينيس ناتالي) ان بلادها تدعم استقلال اقليم كوردستان عن العراق بشرط ان توافق بغداد على ذلك , جاءت اقوال (ناتالي) في ندوة نقاشية في واشنطن بشأن استقلال الشعوب و ان سياسة بلادها مع وحدة اراضي الدول .
من جهته انتقد الخبير و الدبلوماسي الامريكي (بيتر غالبريث) خلال الندوة السياسة التي تتبعها بلاده في قضية استقلال الشعوب .
و اجمع كل من (ناتالي و غالبريث) في الندوة على انه افضل طريق لأستقلال اقليم كوردستان هو ان يتوصل المسؤولون في اربيل و بغداد الى اتفاق و قناعة على هذا الامر (المصدر / شفق نيوز / 6/4/2019)
ان قراءة متأنية لهذا التصريح من مؤسسة رسمية امريكية ذات نفوذ وقرار موقف يحمل الكثير من المعاني والدلالات منها :
-
إن مواقف الدول و خاصة العظمى منها تتأرجح بين التأييد و الرفض تجاه القضايا الاقليمية والدولية حسب ما تمليه عليهم مصالحهم الذاتية و إن كانت على حساب حقوق الشعوب و استقلالهم , و هكذا كانت و ستكون , فأمريكا التي وقفت بالضد من اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان قبل اكثر من سنة بحجة انها ستقلل من اهمية محاربة (داعش) و ان و حدة العراق تأتي في اولويات عملها في المنطقة بدأت موقفها تتغير تجاه هذه القضية .
-
ان ربط استقلال اقليم كوردستان بموافقة بغداد على اساس الاتفاق و القناعة مؤشر على ان امريكا تريد من الحكومة العراقية ان تكون قوية و تمتلك القرارات المصيرية للقضايا و المشكلات التي تواجهها مع المعرفة المسبقة بأن العراق لا يمكن ان توافق على الاستقلال , بل انها على استعداد ان تركب ظهر الدبابات و تتحكم الى القوة في ادنى اشارة الى ذلك , مثلما كانت في السابق و ان تمد يدها الى المناؤين لسياساتها و تتفق و تتأمر من اجل النيل من اهداف الشعب الكوردستاني وأنها تدل على ان امريكا جعلت من الاستقلال شأن و مسألة داخلية يتم معلجتها ضمن إطار الدولة العراقية ، وانها برئت نفسها من التأثير وفي الحقيقة غير ذلك فقد يكون هذا التصريح بمثابة ورقة ضغط عليها إن لم تستجب لسياساتها.
-
انها تعني بان ارادة الشعوب لا يمكن ان تقهر و ان النضال الطويل و التضحية لابد ان تأتي بثمارها يوماً و ان طال بعدها , فبحر الصيف تفوح رائحة الورود , لذا فان ثمار الاستفتاء الكوردستاني و نتائجها المذهلة في هذه البقعة من الشرق الاوسط الذي لا يعرف من الديمقراطية إلا الاسم و الحرية إلا الشعار , فقد قال الشعب الكوردستاني كلمة الفصل و ها قد بدأت الدول تستفيق من سباتها و تراجع موقفها منها نحو الايجاب ، و هذا يدل على ان ما مارسه الشعب الكوردستاني كان حقاً طبيعياً و قانونياً و ارادته لا ينحني امام الصعاب و المؤامرات مهما كثرت و تعددت .
-
ربما يكون المراد منه ايقاض اعداء الشعب الكوردستاني و من وقف تجاه تطلعاته طيلة السنوات السابقة و خاصة ايام الاستفتاء الكوردستاني في 25/9/2017 ليبدؤا من جديد بحياكة المؤامرات في الغرف المظلمة لأن استقلال كوردستان كلمة تقشعر منه ابدانهم و تحمر به سواد عيونهم , و ان الضرب على هذا الوتر تعني توجيه الانظار اليه من جديد بعد ان استطاع ارجاع عافيته و اعاد المياه الى مجاريها و الاسوء منها ان تبدأ الجماعات الارهابية و خاصة (داعش) بتوجيه السهام و النبال اليها بكثافة بعد ان نالت على ايدي قوات البيشمةركة الهزائهم تلو الهزيمة و ظهورها هنا و هناك مؤشر لا يبشر بالخير في ظل ضعف ظل القوات العراقية على مسك تلك المناطق في كركوك و الموصل .
ان الموقف الامريكي الجديد يفرض على الشعب الكوردستاني و قيادته السياسية ان تتأنى في خطواته و مواقفه و ان تكون حذرة من الانزلاق الى الهاوية التي لارحمة فيها و لا حنان .
عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي
kuvileabdelah@yahoo.co.uk