أكد العلماء أن الأنهار الجليدية المتوزّعة في المناطق المحيطة بقطبي الأرض تذوب وفق وتيرة أسرع بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، الأمر الذي من شأنه أن يرفع منسوب مياه البحر ويتسبب بتغيرات دراماتيكية في المشهد المناخي.
وحسب تقرير علمي نُشر يوم أمس الاثنين في مجلة “نيتشر” (الطبيعة)، فإن الأنهار الجليدية تفقد نحو 369 مليار طن من الثلج والجليد كل عام، وأكثر من نصف تلك الأنهار يقع في أميركا الشمالية، مع الإشارة إلى أن الآلاف من أنوية الكتل الجليدية قد تقلص حجمها وفق معدلات تثير القلق، وفق تعبير العلماء.
وأوضح مدير خدمة رصد الأنهار الجليدية في العالم بجامعة زيوريخ، مايكل زيمب، أن الدراسة وجدت أن الكتل العملاقة للثلج والجليد فقدت كتلة تزيد بنحو 18 بالمائة على تقديرات لجنة دولية من العلماء عام 2013.
وقال: “لقد تبيّن لنا أن الأنهار الجليدية فقدت الكثير من الجليد، فمنذ العام 1961 فقدت الأنهار الجليدية أكثر من 9 آلاف مليار طن من الجليد، أي مكعب جليدي بمساحة ألمانيا وسماكة 30 متر، أو أنه مكعب ثلج بمساحة الولايات المتحدة الأمريكية وارتفاع أربعة أقدام، لذا فقد فقدنا بالفعل كمية هائلة من الجليد والمياه العذبة”.
وقد تقلصت الأنهار الجليدية بوتيرة أسرع في وسط أوروبا ومنطقة القوقاز وغرب كندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا، حيث تفقد الأنهار الجليدية في تلك الأماكن في المتوسط أكثر من 1 بالمائة من كتلتها كل عام.
وأكد التقرير أن ذوبان الثلوج والجليد، جرّاء الاحتباس الحراري، يزيد من ارتفاع منسوب مياه البحر، ويقول زيمب في هذا السياق: إنه حتى لو توقفت انبعاثات الكربون على الفور، فإن الأنهار الجليدية ستستمر في الذوبان.
وأضاف العالم زيمب: “حتى إذا قمت بحل المشكلة اليوم، فستستمر الأنهار الجليدية خلال عقد أو عقدين أو ربما ثلاثة عقود في الذوبان والإسهام في ارتفاع مستوى سطح البحر“.
وكانت دراسات أكدت أنه ونتيجة للاحتباس الحراري فإن ذوبان الجليد في القطب الشمالي سيستمر بمعدلات كبيرة، لدرجة أن تتراجع الطبقة الجليدية في القطب الشمالي بنسبة 50 بالمئة على أقل تقدير بحلول نهاية القرن الحالي، وذلك سيساهم في رفع مستوى سطح البحر 7 أمتار، الامر الذي يهدد بأن يغمر البحر الكثير من مدن العالم.
يذكر أن اتفاقية باريس للمناخ الذي وقّعته 190 دولة في العاصمة الفرنسية عام 2015، يهدف إلى وقف ارتفاع حرارة الأرض، عبر خفض انبعاثات غازات الدفيئة.مئوية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر في أوائل شهر حزيران/يونيو 2017 الانسحاب من اتفاق باريس، من أجل “حماية أمريكا وشعبها”، على حد قوله.