أخبار سناط وأهلها المنتشرين اليوم في أنحاء العالم
كتب هذه الكلمة: بهنام سليم حبابه
في مقابلة تلفزيونية على قناة عشتار الفضائية الغراء يوم و٥/٧/٢٠١٨ ، ضمن الحوار عن العلامة الكبير الراحل البروفيسور أفرام عيسى يوسف السناطي* المتوفى بتاريخ 3/7/2018 في مدينة باريس، حيث عاش زهاء نصف قرن متنقلا بينها وبين بعض المدن الفرنسية، في سياق الحديث ورد اسم الفقيد مقترنًا بأسماء مؤلفاته العديدة النفيسة، وكذلك اسم قريته المتواضعة مسقط رأسه، سناط، العراقية الحدودية في أقصى الشمال من وطننا، وقد زارها يومًا المغفور له غازي الأول ملك العراق، عام ١٩٣٨ وأعجب بموقعها ومناظرها وبساتينها وينابيعها وشلالاتها.. فوعد بتطويرها لتكون مصيفًا عراقيًا جميلاً.. ذكر ذلك الأستاذ جميل زيتو في كتابه الجميل عن قريته المحبوبة، سناط، وأطنب في مدحها.. وهي القرية الصغيرة الوادعة. إذ كان عدد أفراد الشرطة في مخفرها لا يزيد عن أفراد قلائل، وبه جهاز تلفون سلكي يربط القرية بزاخو، مركز القضاء. إلا أن تلك القرية الجميلة زالت عن الوجود منذ العام ١٩76 بسبب ما كان يعرف بـ(أحداث الشمال).. ويشار إلى أنها بمجموعها كانت تحوي قرابة ١٥٠بيتًا مشيدًا بين كبير وصغير..
فخطر لي أن أكتب عن أهل سناط الذين انتشروا هنا وهناك، قصد العديد منهم مدينة الموصل مسكنًا ومقًرا وملاذًا، وردت أسماء بعضهم فيها منذ أوائل القرن العشرين المنصرم، ثم تكاثرت أعدادهم على مر السنين بوصول آخرين، وأذكر من تحتفظ الذاكرة بأسمائهم من هؤلاء السناطيينالموصليين الذين كانت منطقة حي الميدان، قرب كنيسة مار يوسف، مفضلة لديهم. لتكون الكنيسة مرجعهم، وراعيها يومذاك الخوري روفائيل حبابه (المتوفى بتاريخ 19/8/1959) وقبره في الكنيسة المذكورة، ولابد أن بعض شيوخهم يتذكرونه إلى اليوم.
كان عدد الأُسر الكلدانية هناك نحو مائة أسرة، لكنه كان قد بلغ سنة 1948 يوم نهضتُ بعمل إحصائية لأبناء الرعية بإرشاد المرحوم خوري رعية مار يوسف عمّي روفائيل حبابه، أقول بلغ العدد أكثر من 200 أسرة معظمهم من المناطق الجبلية وخاصةً من سناط، ومنهم من بلونوبيجو وزاخو ثم كرمليس وتلكيف والقوش، ومن مناطق تركيا من الجزيرة وماردين وديار بكر وسواها من أهل الموصل الأصليين.
أذكر أدناه أسماء العوائل السناطية التي اتخذت الموصل مسكنًا لها، في منطقة محلة الميدان التابعة لكنيسة ماريوسف في الحي المدعو (القلعة) وحوش الخان، (وكانت عوائل أخرى غيرها سكنت في محلة الساعة قرب كنيسة مسكنته).
– أسرة الشماس شمعون ربان الذي كان رجلا فاضلا و مكافحا، نزح من سناط منذ صغره للعمل في الموصل أي منذ نحو سنة 1900 مع زوجته (حياة) وهي من أقاربه، وسكنا قرب بيعة مار يوسف بالميدان، عمل أعمالاً مختلفة ثم بعد سنين صارت له مطحنة في شارع غازي قرب مدخل باب السراي. كان شمعون إنسانًا طيبًا يتكلم العربية والسورث، رئيس شمامسة بيعة مار يوسف. بنى له دارا جديدة في مدخل سوق الميدان لكنه لم يسكنها فقد توفي غفلة في صيف 1946 عن عمر بلغ 60 سنة. أنجب أولادًا كثيرين كان أولهم روفائيل الذي درس في روما ونبغ في تعلّم اللغات بحيث أتقن الإيطالية واللاتينية والفرنسية والإنكليزية مع شهادتي دكتوراه، هذا عدا العربية والكلدانية. عاد إلى العراق أستاذًا في المعهد الكهنوتي ثم صار مطراناً على العمادية في 4/5/1947 ونُقل إلى كركوك 1957. توفي بالسكتة القلبية 1967 ودُفن في كركوك. وأولاد شمعونالآخرون: يوسف، معلّم، مات شاباً، وميخائيل و كان شماسا رسائليا في بيعة مار يوسف، ونجيبة وتريزا وجابر.
كان الشماس شمعون ربان عميد السناطيين وسواهم من الجبليين النازحين إلى مدينة الموصل.
- مرقس كاكو: شريك الشماس شمعون بالمطحنة المذكورة ، من أولاده بهنام و فصيح (الذي كان فنيا في التأسيسات الصحية).
- نوئيل يوسف: حداد (باب و شباك) كان له معمل واسع في حي الصناعة يعمل فيه معه ابنه فصيح. عاش نوئيل عمرا طويلا نحو مئة سنة. أولاده سبعة هم: حنا، فصيح، حميد، بطرس، سعدالله، موفق وثائر (وهذا الأخير شهيد في حرب إيران).
كان حنا نجار موبيليا ، سعدالله سكن السليمانية مع أسرته، بطرس كان حدادًا. ولهم أخت اسمها حربية تعيش الآن في دهوك مع أسرتها
و كان لنوئيل بيت واسع في حي المهندسين (قرب الجامعة). و الأولاد السبعة المذكورون كانوا من تلاميذنا على مر السنين.
- يوسف والد نوئيل: عامل في الموصل عنده ماكينة جرش الحبوب مع أخيه ميخو.
- ميخو: له بنت اسمها زلفي كانت فرّاشة في مدرسة مار يوسف، كانت امرأة فاضلة قتلها أحد المجرمين خطأً، زوجها مرقس عامل بسيط، اِبنهما فنان تشكيلي موهوب عاش في الموصل ثم في بغداد.
- ساوا متي: عامل مكافح ولداه آدم ومتي وبنت اسمها حاوا. سكن بعض السنين في البيت المقابل لمار يوسف (بيت حراق)، كان الخوري روفائيل قد اشتراه وجعله وقفا على البيعة المذكورة.
- عبد الأحد بولس: فراش المدرسة المنذرية، أولاده: صبري وممتاز وبنت اسمها صبيحة بيتهم في سوق الميدان.
- المقدسي ميخا: كان له دكان في سوق الميدان بجانب بيت الخوري بولس قندلا .
- يوسف حنا الماكينجي: كان رفيقي في مدرسة الطاهرة الابتدائية. وبعد سنين جاء بولديه و سجلهما في المدرسة المنذرية.
والده حنا ميكانيكي في المستشفى الملكي في الموصل (السيدارة دائما فوق رأسه) كان له بنت من راهبات بنات مريم ثم تركت و تزوجت.
- إيشو أبلحد وزوجته شوني: كانا فرّاشين في مدرسة أم المعونة، لهما عدة أولاد : حنا، بولس، بطرس، مسعود و بنت اسمها حربية.
- مرقس والد جبرائيل الموظف بالسكك الحديد في الموصل مسكنهما في بيت الشماس نعوم دكرمانجي قرب باب كنيسة الطاهرة.
- جبو الفراش: في عيادة الدكتور(يوسف زبوني) كان معوقا (أعضب) والدته مريم و اسم أخته شمي.
- شليمون ابن القس متي: سكن في الموصل مع أولاده و كانوا في المدرسة المنذرية و كان للقس متي السناطي عدة أولاد سكن بعضهم في الموصل.
القس متي يعقوب، وهو الذي خدم القرية نحو نصف قرن من الزمان، وله فيها ذكر جميل.
- شمعون بولس حنا: كان في المصرف العثماني (الاعتماد فيما بعد) عداد للمبالغ تحت يد أمين الصندوق. له ولد مصور متجول اسمه ساهر. و كان مع شمعون عداد آخر من سناط اسمه يوسف ججو.
- الشماس سليمان هرمز: موزع البريد في الموصل.
- نيسان قريو: عامل (بستاني) في السكك له عدة أولاد بهنام (كان من تلاميذ معهد مار يوحنا الحبيب ثم ترك, وسكن في فرنسا حصل على شهادة دكتورا له بعض الإصدارات وحاول ترجمة كتاب الصلوات (الحذرا) إلى الفرنسية توفي في باريس هذه السنة) وكان لنيسان أولاد آخرون منهم: ماجد وعماد (هو الآن في السويد).
- جرجيس شكوري: معلم الإنكليزية في مدرسة النجاح الإبتدائية، أخته نجيبة معلمة، كان مسكنهم في حي الثقافة اشتهر والده في الموصل (اسمه تتان الحمال).
- نيسان المختار: والد القس جميل، سكن الموصل وذكر لي القس جميل الفاضل أن والده من مواليد مدينة الموصل. كنت أشاهد نيسان المختار في بيعة مار يوسف أيام الخوري روفائيل حبابه. ثم عاد مع أسرته إلى زاخو و أصبح مختار محلة النصارى. وممن تعتز بهم سناط الأب القس جميل نيسان السناطي الذي خدم في بغداد سنين طويلة، وهو اليوم متقاعد في دهوك.
- منصور طليا: كان بيته بجانب باب مدرسة الطاهرة قديما وهو أحد أبواب الكنيسة. منصور له ثلاثة أولاد: يوسف، هرمز ولويس. كان يوسف سائق سيارة على طريق زاخو و هرمز معلم في الموصل ولويس كان موظفًا في بلدية زاخو.
- بيت أهل حاوا السناطية: وهذه لها قصة معروفة فقد خطفها سالم نامق، قائِمقام زاخو، من زوجها فرنسيس السناطي واتخذها زوجة ثانية و أنجبت له عدة اولاد. سكن بعض أهلها في الموصل و يقال إنها كانت تتردد إلى بيعة مار يوسف أحيانًا.
- أولاد شابو: داؤد فرّاش في كلية الموصل الأهلية، والآخر يخدم في معهد مار يوحنا الحبيب و الآخر حارس (في كنيسة الطهرة)، اِبنه صباح كان من تلاميذ المدرسة المنذرية.
ويوسف أبو أفرام ساعور كنيسة اللاتين ودير الآباء الدومنيكان 40 سنة. هو اليوم مع أسرته في زاخو.. ذكر لي أبو افرام أن الاحتفال بإكليله كان في بيت عبوش و على يد الخوري روفائيل.
- بطرس وحنا: كان محلهما في شارع حلب لبيع الملبوسات الجديدة وبطرس اليوم في باريس وحنا في عنكاوا.
- وكان هناك الشماس متي السناطي يخدم القداس الأول في مار يوسف صوته جميل جدا.
- المعلم قرياقوس حنا، كنيته أبو عصام، كان مسكنته أخيرا في حي العربي.
- أولاد حربية بنت إيشو وشوني، الوارد ذكرهما سابقا، منهم ميخا ويوسف، توفي والدهم وهم صغار.
وكنت قد سعيت في حينه في تخصيص تقاعد لها ولأيتامها وسمعت أنها اليوم في أميريكا.
هؤلاء الذين أتذكرهم من السناطيين، كانوا تابعين لكنيسة مار يوسف أيام خدمة الخوري روفائيل حبابه فيها (1917-1959)، وخدم بعده فيها مدة قصيرة الراهب القس عمانوئيل موسى ثم القس توما حنونا أكثر من ثلاثين سنة. وفي سنة 1964جرى توسيع للكنيسة وبناء قاعة وغرف لسكنىكاهن الرعية، وكان معه القس عبدالأحد الهوزي مدة قصيرة. ثم تعين لخدمتها القس حنا ججيكا وبعده القس جليل منصور العقراوي.
وكانت مدرسة مارسوسف الأولية) قد انتقلت منذ العام الدراسي (1953-1954) إلى مار ايشعيا وصار اسمها ( المنذرية) داوم فيها عدد من أولاد رعية مار يوسف من أهل سناط وسواهم، أدركت بعضا منهم أيام دوامي في تلك المدرسة (1961-1965).
ومع مرور السنين والأعوام انتش
وعلى أثر أحداث داعش الإجرامية، شاعت الأخبار أن المجرمين احتلوا كنيسة مار يوسف وعاثوا فيها فسادا.
هذا وعدا العوائل السناطية في محلة الميدان وأطرافها، كانت هناك عوائل أخرى سكنت منطقة الساعة وكنيسة مسكنته، ومن تلك العوائل:
-بولس كمورا: أولاده، صباح وفاروق وفؤاد وابنته الراهبة (نعم) من بنات مريم الكلدانيات، تحمل شهادة ماجستير بعلم النفس من روما، وصباح صار كاهنا لخدمة كنيسة مسكنته بعد زواجه، وقد كان تلميذا سابقا في معهد ماريوحنا الحبيب، وعلى أثر الاضطرابات في المنطقة، تركالموصل إلى تلكيف وهو اليوم في كندا يخدم الرعية في فانكوفر.
-عائلة موشي ميخائيل السناطي: والد الأب نجيب الدومنيكي، وإخوة نجيب: باسل وبهنام كلهم من مواليد الموصل في محلة مسكنته، ثم سكنوا منطقة الموصل الجديدة، وكان بهنام تلميذا سابقا في معهد ماريوحنا الحبيب، وإخوة الأب نجيب مقيمون اليوم في استراليا. أما هو فمعني ومهتم بالمخطوطات وصيانتها عبر إدارته مركز توثيق المخطوطات الشرقية الرقمي للآباء الدومنيكان.
-عائلة فرمان السناطي: والد الأب الفاضل القس نوئيل، كان بيتهم في منطقة الساعة ثم انتقلوا إلى حي العربي، وكان نوئيل من تلاميذ مدرسة شمعون الصفا، ثم درس في معهد مار يوحنا الحبيب سنوات عديدة وتركه وتزوج ثم عاش في الموصل وبغداد، له دراسات وأبحاث. وكان نائبرئيس تحرير مجلة الفكر المسيحي.
وارتقى درجة الكهنوت يوم 29/12/2004 في دهوك ثم خدم مدة قصيرة فيها وفي دمشق هو اليوم في كندا يخدم الرعية الكلدانية في إحدى مدنها الشمالية وهو من مواليد 1952..
-سعيد شابو معلم في مدرسة شمعون الصفا وهو ملحن النشيد الوطني (لاحت رؤوس الحراب).
-المعلم بهنام ربان: كان في شمعون الصفا 1975.
-إحدى بنات القس متي السناطي كانت متزوجة في الموصل، كان أحد أولادها في مدرسة شمعون الصفا.
وفي نهاية هذه الإحصائية، اعتذر من الذين لم ترد أسماؤهم سهوا أو جهلا من الذين سكنوا الموصل من أهل سناط، التي يفتخر بها أهلها، وقد كتب عنها أحد أبنائها الأفاضل وهو الأستاذ جميل زيتو، كتابا تذكاريا جميلا، وأهداني نسخة منه مشكورا.
ويجدر كذلك ذكر الخوري روفائيل حبابه الذي خدم رعية مار يوسف، وكان العديد من أبنائها من أهالي سناط، استوطنوا المدينة للارتزاق وقد وردت أسماؤهم آنفا. وكان فرحهم كبيرا يوم ارتقى كاهنهم المذكور إلى رتبة الخوري في 25/10/1936حضروا للتهنئة في دارنا بشارع نينوى،وعقدوا (دبكة) صارخة جميلة في الحوش بقيادة ساوا متي، تعبيرا عن فرحهم بالمناسبة. وما يزال صداها في أذني إذ كنت في نحو العاشرة من العمر.
هذا وأذكر بخير معظم الذين أدركتهم أيام زمان ممن وردت أسماؤهم بين هذه الأسطر مع التحايا للقريبين والبعيدين، وقد انتشر كثير منهم في أرجاء الدنيا. كما وردت أسماء بعضهم في كتابي عن (الأسر المسيحية في الموصل) الصادر في 2012.
الخوري روفائيل حبابه راعي كنيسة مار يوسف للكلدان بالموصل، وكان فيها الكثير من أهل سناط
* البروفيسور الدكتور أفرام عيسى يوسف، ويطالع القارئ العزيز كلمة عنه في الصورة المرفقة أدناه، مع قائمة بتآليفه ودراساته، ومنها كتابه عن سناط وعنوانه (عطور الصبا في سناط). وحبذا لو ترجمت كتاباته كلها إلى اللغة العربية.