الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتصفقة القرن: ماهر ضياء محيي الدين

صفقة القرن: ماهر ضياء محيي الدين

منذ فترة ليست ببعيدة   ونحن نسمع عن صفقة  القرن التي تريد  تنفيذها الولايات  المتحدة  من   اجل  إحلال  السلام في منطقة الشروق الأوسط، ووضع حل للمشكلة الإسرائيلية   الفلسطينية ، و بدون إعلان تفاصليها النهائية . 

متى كان الإعلان  عن صفقة القرن ؟ وما هي مراحلها ؟ والاهم من هم إطرافها ؟ .

الإدارة الأمريكية بدأت بالخطوات الأولى أو الفعلية لصفقة القرن ليس في زمن ترامب ، وإنما  ما يجرى  في  وقتنا  الحاضر من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ونقل السفارة الأمريكية للقدس ، والاعتراف بالجولان ارض إسرائيلية ، هي مجرد خطوات لاحقة لخطوات سابقة جرى تنفيذها  في  وقت رئاسة بوش الابن ، عندما إعلان عن خارطة طريق لوضع حل شامل  للقضية الفلسطينية _ الإسرائيلية ، وان  يكون  هناك  شرق  أوسط  جديد  وفق الروية الأمريكية بمعنى أدق سيكون هناك تغيرات في وضع اغلب دول ، وهذا من حصل في ما بعد .  

مراحل هذه الصفقة كانت المرحلة الأولى   بعد تفجيرات 11 أيلول ، حيث استخدمت أمريكا حجة الإرهاب  لتدمير عدة دول ، وقتل وتهجير أهلها ، فكان الضحية الأولى احتلال أفغانستان وثم العراق وسوريا ،وورقة ضغط   وتهديد على الآخرين من اجل دفع الأموال لهم ، وشراء الأسلحة ، وإبرام  الاتفاقيات  الاقتصادية  التي تضمن مصالح إطراف الصفقة .

المرحلة الثانية بعد الإعصارالمدمر بما يعرف بالربيع العربي التيضرب عدة دول،فتساقطت أنظمتها بين ليلة وضحاها،وكان مصير حكامها الموت والسجن والهروب،وما جرى في تونس ومصر وليبيا خير دليل،ولا يختلف الحال اليوم بما يجرى في السودان والجزائر ، والباب مازال مفتوح نحو الآخرين .

المرحلة الثالثة كانت قاسية ومؤلمة جدا على شعوب دول كثيرة بعد ظهور وتنامي نشاطات الجماعات المسلحة المدعومة  من دول كبرى التي كانت ومازالت إحدى أدواتها الفعالة جدا في تحقيق مأربهاالشيطانية  بإحداث الأسلحة  المتطورة  والأموال  والرجال والنساء، وحتى  من كبار  السن والأطفال  التي قتلت وعذبت  في صور مروعة جدا.

المحصلة لهذه المراحل الثلاثة وضع اغلب دول المنطقة  يرثى له في مختلف الجوانب والنواحي،والتي هي تعاني الأمرين سابقا وحديثا، لتصبح الأرض مهيأة لتنفيذ مخطط أمريكا بما يعرف بصفقة القرن في المنطقة وسط صمت رهيب ، ومواقف تقتصر على البيانات والتصريحات والقمم التي لا تقدم ولا تأخر شي ، بل  على  العكس  تماما  دول كثيرة  عززت علاقتها وتعاونها مع الكيان الغاصب بشكل لافت للنظر مهما كان أو يكون الثمن لقاء هذا التقارب والتطبيع الأهم بقائهم في قصورهم  .  

إطراف هذه الصفقة الطرف والمستفيد الأول إسرائيل ، وأمريكا وحلفائها ،والإطراف الأخرى هم المستفيدين من المتغيرات التي حدثت بعد المراحل الثلاثة للصفقة سياسيا واقتصاديا وانتخابيا،وتوسيع دائرة نفوذهم وسيطرتها على مناطق عديدة ، وقائمة الغنائم لم تنتهي بعد .

صفقة  القرن الموعودة  مجرد تغير أسماء أو عناوين وتبادل ادوار بين الكبار، وما يجرى في هذه الدول المستهدفة والغنية بالثروات والخيرات خير برهان ، ويوم الذي يتم الكشف عن الصفقة بتفاصيلها وإطرافها ستكشف الحقائق  للجميع ، لنكون على موعد مع اتفاقية سايكسبيكو من جديد  او  صفقة القرن ، والبعض يذهب إلى إكمال المرحلة الثانية لاتفاقية سايكس بيكو الأولى في المنطقة ومناطق اخرى .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular