عندما يقول جيمس هومير، المحلل السياسي في واشنطن الذي يحاضر حول أمريکا اللاتينية، بأن“إيران تلعب دورا أكبر بكثير في تصميم الهيكل الأمني لفنزويلا مما هو معروف“، فإنه يشير وبکل وضوح إنتقال النظام الديني في إيران من تدخلاته الاقليمية ودوره في دعم وتوجيه وتإييد التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها القاعدة، الى مربع جديد وهو إذکاء مناطق توتر أخرى في العالم وجعلها أکثر خطورة وتهديدا على الامن والسلام العالميين، وإن دوره في فنزويلا أکبر دليل عملي على ذلك ولاسيما بعد أن أسس ميليشيات في فنزويلا لدعم الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يحاول الاحتفاظ بالسلطة بالقوة أمام احتجاجات الشارع، وذلك من خلال ميليشيات حزب الله اللبناني وسلحتهم بأسلحة متطورة وتقوم بتدريبهم ودعمهم لوجستيا.
الدور الايراني في المنطقة والذي صار مصدر قلق وتوجس وإنزعاج ليس في المنطقة والعالم بل وحتى إنه يثير سخط وغضب الشعب الايراني لأنه يرى فيه سببا مهما لوخامة أوضاعه المعيشية، هذا الدور يصبح واضحا مدى خطورته عندما نعلم بأن الحرس الثوري قد تعاون لسنوات طويلة مع تنظيم القاعدة وقام بتدريب عناصره کما إعترف بذلك القيادي في الحرس الثوري الإيراني اللواء سعيد قاسمي، الذي کشف أيضا بأنهم ومن خلال إدعائهم بأنهم أعضاء في الهلال الاحمر فإنهم کانوا في البوسنة يدربون أفراد القاعدة!
الشعب الايراني عندما يرى نظام الحکم في إيران، يمنح الاولوية لتدخلاته في المنطقة وتعاونه مع المنظمات الارهابية وسعيه لکي يلعب دورا في مناطق جديدة في العالم کفنزويلا مثلا، فإنه يعرف عندئذ سبب تردي أوضاعه المعيشية الى هذه الدرجة، خصوصا بعد العقوبات الامريکية الاخيرة وتصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، بل والاسوأ من ذلك إن المرشد الاعلى الايراني وفي الوقت الذي يوافق فيه على صرف المليارات من أموال صندوق التنمية الوطنية تخصيص 2.5 مليار دولار لتعزيز القواعد العسكرية والدفاعية والتي خصص 60% منها عام2017 للحرس الثوري الإيراني كما وافق على تخصيص 1.5 مليار في أواخر عام 2018 لنفس الغرض، حسب مصادر إيرانية، فإنه يرفض تخصيص مبالغ من هذا الصندوق لمساعدة ضحايا الفيضانات في جنوب غرب البلاد، فإن الشعب يزداد سخطا وغضبا وحنقا على النظام برمته ولايرى فيه أي بارقة أمل.
أکدت وتٶکد زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، بأن المجتمع الدولي کلما تجاهل عن النشاطات الختلفة التي يقوم بها هذا النظام، فإن الاخير يعتبرها خوفا منه ويتمادى أکثر، وحتى إن دوره الجديد في فنزويلا لو لم يتم ردعه بالصورة المطلوبة فإنه سيتداعى عنه ماهو أسوأ من ذلك!