إنقلب القارب فينا
بين شواطئ ليبيا وسواحل إيطاليا أمانينا
وأخذ الموج يلعب كما يشاء بنا
كما يلعب الريح بأغصان الشجر شمالآ ويمينا
إبتلع البحر أجسادنا والعتمة مآقينا
وأخذ الموج يدفعنا في كل إتجاه وتحت جناحيه يخفينا
لا منقذٍ في الأفاق ولا ضوء مينا
ولا شبح شراعٍ وسفينة
أخذت أبحث عن بناتي الأربعة:
منال، رندا، شريهان ولينا
أكبرهنا لم تتجاوز التسعة سنينَ
وشريكة حياتي ياسمينة
فلم أسمع لهم حسآ ولم أجد لهم أثرآ بعد حينا
كنت أمني نفسي أنهن قد نجوا
من الغرق وسنلتقي على ظهر السفينة
لكن سرعان ما طار الأمل وتحول الحلم إلى وجعٍ وأنينا
عندما لم أجد بناتي وزوجتي بين الناجينَ
ومع ذلك حاولت أن أبعد من رأسي الأفكار السوداء والشياطينَ
وأقول لنفسي لا بد أنهم قد نجوا فلنا ربٌ في العلياء لن ينسينا
ولم أكن أعلم أن في الطرف الأخر كانت تظن ذات الشيئ ياسمينة
أن البنات أحياء وفي حمى أبيهم وهذا كان ظنها واليقنا
إلى أن التقينا وأدركنا الحقيقة وزادت مأساتنا والأنينا
وما زاد من جرحنا عدم عثورنا على أجساد أكبادنا وهذا هو الجحيمَ
لِمَن أشكي شكوايا؟؟
وأحمل مسؤولية مأساتي ومأساة سوايا؟؟
سوى للطاغية بشار الذي حول البلد إلى خرابٍ وأشلاءٍ وبقايا!!!!