إنسحاب الحشد الشعبي من المناطق المحررة خيانة لدماء الشهداء!
ساهر عريبي
كشف القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي مؤخرا حول منع تحريك أي قطعات لقوات الحشد الشعبي دون أوامر مباشرة من قيادة القوات المسلحة العراقية, كشف عن صفقة تم إبرامها بين بعض الأطراف السياسية في سياق تشكيل الحكومة المقبلة.
فبعض القوى السياسية تسعى من جانب لتشكيل الحكومة بأي ثمن كان ولو عبر المتاجرة بدماء الشهداء, بالرغم من خسارتها للإنتخابات وهي كل من كتلة الفتح وكتلة دولة القانون.
وبالمقابل هناك قوى أخرى وضعت شروطا للدخول في أي تحالف ينوي تشكيل الحكومة وفي مقدمة هذه الشروط هو إنسحاب قوات الحشد الشعبي من المناطق التي حرّرتها من تنظيم داعش الإرهابي بعد أن قدّمت آلاف التضحيات. ويقود هذه القوى كل من نائب رئيس الجمهورية الحالي اسامة النجيفي وزعيم كتلة القرار المثير للجدل خميس الخنجر!
ويأتي قرار رئيس الوزراء ليضع حدّا لمحاولة بعض قيادات هيئة الحشد القريبة من قائمتي الفتح والقانون تسييس قوات الحشد وتحويلها الى إداة بيد طرف معين لتحقيق هدفه لتشكيل الحكومة. فالأوامر التي أصدرها نائب رئيس هيئة الحشد والقاضية بسحب قوات الحشد من بعض المناطق المحرّرة لا يمكن إدراجها من حيث توقيتها الا في سياق إرضاء النجيفي والخنجر سعيا لضمهما الى الكتلة الأكبر التي تبذل كتلتا الفتح والقانون المستحيل لتشكيلها.
فقرار الإنسحاب في هذا الوقت بالذات لا تمليه ضرورات عسكرية , خاصة وأن المناطق المحررة لاتزال تعج بالخلايا النائمة التي تتحين الفرصة لإعادة الكرّة مرّة أخرى , وخاصة في ظل تقارير رصينه تشير الى ان تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين , لايزالان يشكلان خطرا جدّيا في العراق. ومع الأخذ بنظر الإعتبار أن تلك المناطق قد تحررت بفضل الدماء الزاكية التي بذلتها القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها, فإن أي قرار بالإنسحاب حاليا هو خيانة لدماء الشهداء, فتلك الدماء الطاهرة ليست سلعة في سوق المزايدات السياسية , إرضاءا لنزوات المتعطشين للسلطه.
فاحترموا تلك الدماء الطاهرة وعوائل الشهداء فهي ليست ملك لأحد بل لكل العراقيين بمختلف اطيافهم, فهؤلاء لم يلبوا نداء السياسي فلان او علّان بل لبّوا نداء المرجعية الرشيده, بعد أن ولّى السياسيون الدبر حتى وصلت خفافيش الظلام الى أبواب بغداد!
|
واضح أن العبادي بدأ يميل لإرضاء السنة والبعثيين بأي ثمن ، بعد أن يئس منه الكورد والشيعة الموالية لإيران ، هكذا أصبحت فرصه في تشكيل الحكومة المقبلة ممتازة فالكورد لن يقفو ضده حتى لو إحتل أربيل مادام بدأ بالإبتعاد من إيران ، الكورد قد وضعوا كل الخلافات والسياسات جانباً سوى الوقوف إلى جانب السعودية وتركيا ضد إيران مهما كانت النتائج