يتخوف اللاجئون السوريون في لبنان، وخصوصاً المكون الإيزيدي، من قيام الحكومة اللبنانية على إجبارهم على العودة إلى سوريا دون وجود ضمانات إقليمية وأممية من أجل ضمان سلامتهم وعدم التعرض لهم من قبل الدولة السورية وأجهزتها من جهة ومن قبل المجموعات المسلحة المنتشرة في سوريا من جهة أخرى.
نحن ندرك تماماً العبء الثقيل الذي حملته الحكومة اللبنانية بعد استقبالها لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من مصير يعرضهم للاعتقال والتعذيب وحتى القتل، وشاكرين لتقديم ملاذ للباحثين عن بقعة آمنه تحفظ ما بقي لهم من أبسط حقوقهم.
وكان المكون الإيزيدي في سوريا أكثر من تعرض لانتهاك حقوقه الإنسانية والثقافية والدينية من قبل جميع الأطراف المتحاربة لأنه المكون الأضعف خصوصاً بعد استهداف عفرين واحتلالها من قبل الفصائل المدعومة تركياً، والاستيلاء على بيوتهم وأرزاقهم وانتهاك خصوصيتهم الدينية والاجتماعية، وتراخي الحكومة السورية عن تقديم العون لهم وحمايتهم، ليُضاف فصل جديد من فصول المذابح والآلام التي تعرض لها الإيزيديون أينما كانوا.
نحن في مجلس إيزيديي سوريا نناشد الحكومة اللبنانية للعمل على إقصاء ملف اللاجئين عن دائرة التجاذبات السياسية وحصره في مناقشات الأمم المتحدة والدول المانحة، وعدم إجبارهم على العودة القسرية إلى مصير صار معلوما للجميع، والعمل على حماية المكون الإيزيدي في لبنان والأخذ بوضعهم في عين الاعتبار وتسهيل شؤونهم.
وهنا أيضا ندعو المجتمع الدولي إلى النظر في الانتهاكات المشينة التي تقوم بها الفصائل المدعومة تركيا في عفرين من اعتقالات عرفية والاستيلاء على ممتلكات المدنيين ونهب أرزاقهم ومضايقتهم وإجبار الإيزديين على التخلي عن ديانتهم واعتناق الإسلام بالإجبار تحت طائلة التعذيب وانتهاك كراماتهم. إن سياسة إطلاق يد هذه الفصائل في العبث بمصائر وحياة سكان عفرين تعبر عن سياسية تغيير ديمغرافي لتغيير الوجه التعددي لعفرين وطمس ثقافة وهوية المكان بشكل سافر. وما يزيد الطين بلة، هذا الصمت الدولي المتواصل تجاه كل هذه الانتهاكات.
نجدد في مجلس إيزيديي سوريا دعوة المجتمع الدولي للعمل على وقف هذه الانتهاكات، وندعو الحكومة اللبنانية والدول الإقليمية على العمل على حماية الإيزيديين المتواجدين على أراضيها وعدم اجبارهم على ما يعرضهم لخطر الانتهاك أو حتى الموت.
مجلس إيزيديي سوريا