أعلم مسبقآ بأن الموضوع الذي نحن بصدده، سيخلق الكثير من الجدل، نظرآ لحساسيته وخاصة لدى الكرد المتأسلمين. ولكونه موضوعآ حساسآ بالنسبة للإخوة الكرد الإيزيديين يجب التطرق إليه، ووضع الحروف على النقاط، بعيدآ عن المزوادات والمجاملات، وتوضيح بعض النقاط المهمة في هذا المجال.
لا يخفى على أحد، مدى المظالم التي تعرض لها الشعب الكردي عامة، والكرد الإيزيديين والعلويين والزاردشتيين على وجه الخصوص عبر التاريخ. ولكن الكرد الإيزيديين لم يتعرضوا للظلم فقط من جانب أعداء الكرد، وإنما في أحيانآ كثيرة تعرضوا للمظالم على يد بني جلدتهم من الكرد المتأسلمين للأسف الشديد. وظلهم كان أشد من ظلم الأعداء، وهذا السلوك العدواني من قبل المتحولين الكرد من دياناتهم الأصلية الإيزيدية والزاردشتيه إلى الإسلام، له تفسيرات نفسية علمية، وهي ليست مجال بحثنا اليوم.
هناك ملايين من الكرد المتأسلمين، يأخذون على إخوتهم الكرد الإيزيديين، بأنهم يعرفون عن أنفسهم بأنهم أيزيديين وليسوا كردآ.
ولكنهم يجاهلون الأسباب الكامنة خلف ذلك التعريف، وينسون بأن الهوية الإيزيدية هي جزء أصيل من هوية الشعب الكردي، وتاريخه وثقافته ولغته القوميه، وهي التي تميزه عن بقية الشعوب. الإيزيدية ليست فقط مجرد دين، بل هو أكبر من ذلك بكثير. تصوروا معي لو لم يتحول بعض الكرد للإسلام هذا الدين الشرير، هل كانبإستطاعة أعداء الكرد من صهرهم في البوتقعة العربية والتركية أو الفارسية؟ أبدآ.
مثلما حمت اليهودية العبرانيين من الإنصهار والتشتت، كان بإمكان الإيزيدية أن تحمينا من ذلك، لولا أن بعض الكرد وهم الأكثرية، تحولوا للإسلام وأصبحوا يعادون دياناتهم الأصلية “اليزيدية والزاردشتية” إضافة لمعادتهم لمن تمسك بدينه ورفض ذلك التحول اللعين. بالتأكيد الكرد لم يتحولوا للإسلام برغبة منهم، ولكنهمأجبروا على ذلك بحد السيف على يد العرب الهمج.
لقد إستغل العرب ومن بعدهم العثمانين الإسلام بشكل قذر، كغطاء لإستعباد الشعب الكردي وخاصة المسلمين منهم، وخدم هؤلاء الكرد المسلمين أسيادهم مثلما لم يخدمهم أحد. ومنذ دخول الكرد الى الإسلام لم يهمهم يومآ مستقبلهم والعيش بحرية كإمة موحدة، بعيدآ عن سيطرة وسطوة الأخرين، والتفكير في بناء وطن مستقل خاص بهم على تراب كردستان.
رغم كل المجازر الوحشية التي إرتكبها المسلمين (العرب، الفرس، الأتراك)، منذ عهد المجرم عمر بن الخطاب وإلى يومنا هذا، مرورآ بتنظيم داعش الإرهابي، والمجازر التي إرتكبها بحق الكرد واليزيدين منهم بشكل خاص، مازال هناك بعض الحمقى الكرد المتأسلمين يعتنقون الإسلام، ويسيرون خلف اردوغان وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. ويكثرون من بناء المساجد كما هو الحال في إقليم جنوب كردستان، بدلآ من بناء المدارس والمستشفيات، ودور الحضانة والمسارح ودور السينما والمكتبات العامة. ويوميآ يكبرون في هذه المساجد عبارة “الله أكبر“، والتي في ظلها قتل ألاف الكرد الإيزيديين في شنكال الجريحة.
فهل سأل أحد الكرد المتأسلمين نفسه، ما هو شعور أهلنا الكرد الإيزيدنين، وهم يسمعون هذه العبارة التي إرتبطت عندهم بالزبح والسبي والقتل والتهجير؟ وعند سماعها على الفور يتذكر أبنائه وبناته، وأهله وأقربائه، ووالدته التي نحرها تنظيم داعش أمام عينيه، وسبي النساء والفتيات واغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة. الجواب لا، لم يسأل أحد نفسه هذا السؤال.
وفوق هذا وذاك تعامل الحزبين الرئيسين في جنوب كردستان، حزب البرزاني والطالباني بإستخفاف ومبالاة كاملة، مع مأساة أهلنا في شنكال.
حسب رأي سيظل الكرد المسلمون في نظر الكرد الإيزيديين طرفآ غير مأمون الجانب، ومدان تاريخياً سواء أراد ذلك أو لم يرد. ولن يستطيع تصحيح هذه النظرة المبنية على حقائق تاريخية، إلا إذا قدم الكرد المسلمون وأقسد بذلك قادتهم الساسيين ومشاريخهم وعلماء الدين، إعتذارآ خطيآ للكرد الإيزيديين عامة وأهلنا في شنكال خصوصآ، ووضعوا الانتماء القومي الكردي، فوق إنتماء أخر. فهذا هو السبيل الوحيد لتصحيح العلاقة المتأزمة بين الطرفين، وبناء الثقة من جديد. وعلى الجميع أن يدرك، إن الذي يستطيع جمع كل الكرد تحت مظلته هو الهوية القومية وكردستان، وماعدا ذلك كله كلام فارغ لا معنى له.
وأختتم مقالتي هذه بالسؤال التالي:
لماذا لا يتم بناء معبد يزيدي وزاردشتي في كل مدينة وقرية كردية؟ أليست الديانتان يشكلان جزء أساسيآ من ثقفتنا وتاريخنا نحن الكرد؟
25 – 8 – 2018
محبتي واحترامي للكاتب القدير السيد بيار المعروف بمواقفة الانسانية النبيلة لقومه ولكن حشر الزردشتيين مع محنة الايزيديين ليس له مقام ولا حتى وجه مقارنة لأن الزردشتيين لم يقعوا تحت اي مسمّى مما تعرض له الايزيديين. احترامي
الجواب بسيط , عليكم بكمال باشا كوردي يُدير الأقليم ، وما لم تسلّم مقاليد الأُمور ليد مصطفى كمال باشا كوردي لن ترو جمهورية كوردستان كالجمهورية التي أسسها المرحوم العظيم من الصفر , أرجو أن يكون كلامي مفهوماً …… وأنا لا أكذب