http://www.bahzani.net/2019/
هذا التوضيح الأخير الذي صدر في 27/4/2019 يحمل من التخبط أكثر من البيان الذي أصدره (المجلس الروحاني) في 24/4/2019. لأن التوضيح يشير إلى قرار اتٌخِذ بشأن الناجيات وأطفالهن بتاريخ 6/2/2019 من دون توضيح لذلك القرار وماذا يتضمن في بنوده، وهل يتعارض مع الفتوى التي اطلقها بابا شيخ في عام 2014 وإذا كان ذلك القرار يعالج وضع الناجيات مع اطفالهن، فما المناسبة ليأتي المجلس ويصدر بيانا فيه فتوى مبتورة؟. كما وإذا كان ذلك القرار لا يتعارض بما ورد في فتوى بابا شيخ، فما المناسبة من اطلاق قرار بشأن نفس الموضوع لأجل حل نفس المشكلة. فالإيزيديون يستقبلون الناجيات مع اطفالهن الايزيديين منذ 2014 بلا هوادة بالهلاهل والاحضان بعد فتوى بابا شيخ وأن الاحصائيات الرسمية تؤيد ذلك بدون تلاعب وهي منشورة على صفحات الانترنت والمواقع الرسمية لمديرية شؤون الايزيديين وبحزاني اولاً بأول.
التوضيح الأخير يشير إلى أن الايزيديين الذين أنتقدوا البيان يؤثرون سلباً على القضية الايزيدية. السؤال موجه لمن أصدر ذلك البيان: مَن الذي أثار هذه الزوبعة التي تحاول عمداً إبعاد الإيزيديين عن قضيتهم الأساسية وتحريف مسار المطالبة برجوع النازحين وإعمار شنكال ومتابعة جينوسايد الإيزيديين وإعمار البينة التحتية؟ فَمَن الذي يعمد إلى تشويه حقائق الديانة الإيزيدية بهذه التصريحات والبيانات والقرارات: الذين ينتقدون هذه القرارات أم الذين أصدروا هذه البيانات والقرارات المبتورة التي لا تطال إلى مستوى اسم المجلس الروحاني. كلنا مع الجوانب الانسانية وخاصة الطفولة والنساء الذين يعتبرون الضحية الاساسية في الحروب والنزاعات التي تحصل ولكن لنقل، هل يوجد في الكون شعب تعرض إلى بشاعات واجرام اكثر من الشعب الايزيدي؟ وهل هناك شعب يستحق الوقفة الانسانية معه اكثر منهم؟ الم يكونوا هم الضحية الاساسية لمجرمي داعش ليصبحوا ثانية ضحية نفس الاجرام من خلال زرع اللقطاء. كنا نتمنى من المجلس الروحاني أن يتفهم طبيعة الموقف وحساسية الأمر قبل الخروج بهذه البيانات والتوضيحات.
أعتقد جازماً بأن القضية التي أثيرت وأخرجت هذا البيان في 24/4/2019 مطلوب:
- كان من اللائق أن يتدارك المجلس بأن لا يقع فريسة استشارات بذاتها قبل أن يتعرف على حقيقة الأمر من أصحاب الضحايا. وهنا واضح من القرار والتوضيح اللاحق بأنه لم يكن هناك ممثلاً من ذوي الضحايا حاضراً في المناقشات ولم يتم الاستئناس برأيهم على الاطلاق وأن موقف السيد نايف جاسو كان دليلاً حياً على ذلك.
- كان على الداعين بالمواقف الانسانية أن ينتبهوا إلى حال الايتام الذين خلّفهم تنظيم الدولة الاسلامية من الايزيديين بسبب قتل اولياء امورهم وهم يقدّرون بالالاف قبل غيرهم من الضحايا لأنهم الضحايا المباشرة لهذا التنظيم المسخ. فالمسألة تحوّلت بفعل فاعل إلى زيادة الضحية جرحاً واعتبار الضحية جلاداً.
- كلنا مع أن تكون رعاية الاطفال، الذين لا ذنب لهم، مع امهاتهم دون التفرقة أو الفصل بينهم ولكن المجتمع الإيزيدي لا يمتلك الامكانيات المادية واللوجستية والنفسية والقانونية والفقهية لمعالجة أوضاعهم المأساوية وهم أبرياء من هذا الجرم، لأن الإيزيديين يعيشون خارج الحياة الطبيعية. فلماذا تحمّلون الإيزيديين وزر أخطائكم التي اقترفتموها مقابل منافع ذاتية بما لا يستطيعون تحملّه؟
- هنا نقول بأنه مطلوب توضيحاً من الدكتور ميرزا دنايي شخصياً لأنه المعني بنشر المقال الأول تعليقاً مباشراً على اصدار البيان بأنه: جرت استشارات ومشاورات مكثفة مع اعضاء المجلس الروحاني ورجال دين ومثقين وسياسيين من داخل العراق والمانيا وامريكا وتم إنضاج البيان قبل اطلاقه. فمطلوب من الدكتور ميرزا أن يوضح للرأي العام الإيزيدي: ماهي تلك الاستشارات ومع مَن جرت تلك المناقشات ليتحمل كل واحد مسئوليته ولا يتحمل أي واحد منهم وزر أخطاء الآخر، ولكن للأسف أنه قد تم حذف المقال من صفحته، وسوف ننقل لكم ما نقل عنه من قبل أحد المتابعين لصفحته الشخصية وصوّر منها الاتي كما جاء فيها: (اهم اخبار الامتنان لهذا اليوم بالنسبة لي كان قرار المجلس الروحي الاعلى اليزيدية، الذي يقبل جميع اطفال الضحايا. وقد عملنا بجد معا للعثور على هذه النتيجة، وكنا سعداء بان الامير hazim توسل و Babasheikh واعضاء المجلس الاخرين كان لديهم قلب كبير جدا وفهم لم محنة الفتيات والنساء اليزيدية. وسوف يشجع هذا القرار جميع النساء والفتيات على العودة الى مجتمعاتهم دون شواغل دينية. وسوف تكون هذه الصعوبات بالتاكيد بعض الصعوبات الفردية الاجتماعية، وهذه يمكن حلهابشكل فردي. ميرزا دنايي/ بروكسل 24/4/2019.)
- ولأجل أن يتوضح هذا الأمر ومَن مِن ورائه، يجب على جميع مَن لهم صفة رسمية متعلقة بإصدار مثل هذه البيانات أن يخرجوا للشعب الايزيدي علنا وتوضيح موقفهم بوضوح وإلا فإنهم يتحمّلون ما جاء في البيان الذي تسبب في هذا التشويه والبلبلة ومشاركين حقيقيين في اصدار البيان والتوضيح اللاحق الذي لم يكن أقل جهلا بالحقائق من البيان الأول في 24/4/2019. وفي حال عدم الاستجابة لمطالب الشارع الإيزيدي فإن إيزديي أوربا سوف لن يقفوا عن المطالبة بتغيير الكثير الذي يحتاجه الشعب الايزيدي. وليكون بعلم كل مَن يصدر بيانات غير مدروسة بحق الايزيديين ويضيف جراحات على جروحهم، فإنهم سوف لن يفلتوا من العقاب الديني والاجتماعي وسيكون للإيزيديين كلمتهم الفصل في الأمر..
- إننا نحترم الوضع الانساني ونتفهمه، كما أننا مع بقاء الاطفال مع امهاتهم إذا رغبن في ذلك ولكن بظروف تحقق للجميع كرامتهم وتحفظ حقوقهم المشروعة في الحياة. وهنا أقول كنا (سنترال رات الايزيديين)، قد اتفقنا في أكتوبر 2017 مع حكومة مقاطعة برادنبورك في المانيا عند جلبهم ل 500 إمرأة وطفل من المتحررين من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، أن تكون الاولوية للنساء اللاتي لهن اطفال من داعش لكي يكونوا بعيدين مع أطفاتهم عن ما يمكن أن يتعرضون له من مضايقات، وفي الوقت ذاته بالامكان تأهيلهم نفسياً وجسدياً وصحياً وتربوياً بعيداً عن دور الدين والقوانين المجحفة. ولكن للأسف تم الالتفاف على المشروع بأية طريقة لكي لا يرَ النور وفعلا تحقق لهم ذلك بعد أن وصل المانيا وفد من كردستان العراق وبمشاورات مكثفة وتواصل مع حكومة المقاطعة بالتنسيق مع المجلس الروحاني وأجهضوا المشروع.
واليكم الموقف كما حصل: في عام 2016 أتخذ برلمان مقاطعة برادنبورك الالمانية مشروعاً انسانياً باستقبال 500 إمرأة إيزيدية مع اطفالهم سواء أكانوا قد خلّفوهم من داعش أم كانوا مع اطفالهم الإيزيديين اصلاً. ولكن جوبه هذا المشروع بالرفض من قبل وزير داخلية المقاطعة انذاك بحجة النفقات المالية والامكانيات اللوجستية حيث تحتاج الحالة إلى رعاية وتاهيل وايواء ونفسانيين والى غير ذلك. في 24/10/2017 طالبت الاحزاب التي شاركت في تبنّي المشروع سنترال رات الايزيديين بالمشاركة معهم في الوقفة الاحتجاجية امام رئاسة وزراء المقاطعة لإجبار وزير الداخلية على العدول عن رفضه للمشروع وتم تسليم مذكرة تفصيلية عن الحالة إلى سكرتير رئيس وزراء المقاطعة. بعد ذلك جرت اتصالات رسمية بين وزارة الداخلية وسنترال رات وتم الاتفاق على أن تتبنى الوزارة جلب النساء على الشكل التالي: 1. جلب جميع النساء اللاتي لديهن اطفال من داعش وتوفير كافة المستلزمات لرعايتهم وتاهيلهم من جميع النواحي. 2. جلب النساء اللاتي تحررن وتم قبولهن من أهاليهن على أن يتم جلب عوائلهن ايضا تكريما لموقفهم في قبول تلك النسوة. 3. جلب النساء اللاتي تحررن من داعش ولم يتم قبولهن من اهاليهن (هنا يجب القول بانه لا توجد نساء تحررن ولم يتم قبولهن من عوائلهن) ولكن هنالك حالات كثيرة كانت بحاجة إلى جلبهن كما هو الحال مع مقاطعة بادن فورتنبرك. 4. استقدام 40 عائلة معلقة في اليونان بالتعاون مع UNHCR. ولكن نقولها بكل أسف بعد هذه الاتصالات تم الالتفاف على المشروع بوفد قادم من كردستان العراق والتقوا ببعض برلمانيي المقاطعة وبالتنسيق المبطن مع المجلس الروحاني. وفي تلك المناسبة التقينا بالمرحوم سمو الامير تحسين بك في هانوفر وعرضنا الأمر عليه ثم اتصل بالعراق ليستفسر عن الملابسات إلا أنه تم تسويف الامر والذي يبدو من كل هذا بأنه كان يتم التخطيط لما أصدره المجلس الروحاني مؤخراً في 24/4/2019 ووقع فيما وقع فيه.
المانيا في 29/4/2019