الانطلاق نحو الإمام بعد الانكسارات أو النكبات الكبيرة بحاجة إلى وجود قيادة حكيمة وشجاعة تستطيع قيادة السفينة رغم قوة الأمواج العاتية ،وتضع الحلول الممكنة لتجاوز مشاكله للوصول به الى بر الأمان بدليل تجارب دول كثيرة واجهت مشاكل صعبة للغاية ومنها الملف الأمني ، لكنها استطاعت تحقيق النصر أو الاستقرار بطرق شتى بغير لغة السلاح في نهاية المطاف لبلدانها ، وهذا الأمر الذي لم يتحقق في بلدنا العزيز حتى الوقت الراهن .
احد المشاكل التي ما زالت قائمة ليومنا هذا التنظيمات الإرهابية رغم اختلاف مسمياتها أو عناوينها ، وأخرها تنظيم داعش المجرم التي قتلت وهجرت المئات ، ودمرت وخربت المدن ، وما زالت بعضها تنشط وبقوة حتى وقتنا الحاضر ، ويمكن لها إنتنفذ إي عملية إرهابية في إي مكان او زمان رغم وجود قوات أمنية متعددة الأصناف أو التشكيلات .
مما لا شك فيه أسباب قوة هذه التنظيمات لم تأتي من فراغ ، بل من خلال تجربة دخول داعش للعراق وسوريا اثبت للكل إن من يقف من ورائها ، ويدعمها بالمال والسلاح دول عظمى على رأسها الولايات المتحدة، وإحدى أورقها الفعالة التي تضغطوتهدد دول عدة بها من اجل إن تنفذ مخططاتها ومشاريعها التوسعية في العالم ، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط بمعنى أدق قوتها قوة دول وليس دول واحدة ، والخيار العسكري لن يحقق نتائج حقيقية بدليل واقعي رغم تحرير الأراضي المغتصبة من دنس داعش الإرهابي وإعلان النصر النهائي ،واستمرار العلميات العسكرية لملاحقة خلاياه المتبقية،والضربات الموجعة من قبل الأجهزة الاستخبارية المختلفة، ووجود تحالف دولي يضم دول كبرى ضد هذا التنظيم ،إلا انه مازال ينشط في عدة مناطق ،ولديهالقدرة على العودة مرة أخرى ، و ظهور البغدادي الأخير خير دليل .
خلال السنوات السابقة قامت الحكومات السابقة بعدة خطوات منها المصالحة الوطنية أو إقرار قانون العفو العام الذي شمل الكثيرين المعروفين من الكل ، وفي توزيع المناصب العليا وتقاسم السلطة مع المكونات الأخرى التي تدعي الإقصاء والحرمان ،وكذلك ابرم عدة تعاون امني مع عدة دول ، واتفاقية التعاون الاستراتيجي مع أمريكا ، وإجراءات أخرى للحد من خطر الإرهاب ،وأيضا لم ينتهي مسلسل الإرهاب .
خلاصة الحديث الحل العسكري والخيارات لم تجدي نفعا في القضاء على الارهاب ، وتجفيف منابعه التي لا تتوقف مطلقا،لنكون إمام مفترق طريق إما يستمر الإرهاب في حصد الأرواح البريئة من أهلنا ، ونبقى تحت مطرق التهديدات والمخاوف أو يكون هناك حل مع أهل الإرهاب المعروفين من خلال طاولة حوار صريحة وتفاوض مباشر، لأنه الخيار الأمثل في إيجاد حل امثل لبلد وأهله للقضاء على الإرهاب .