يُحتفل في السويد في أخر يوم من نيسان/ابريل وبالتزامن مع عيد العمال بعيد ” فالبوري ” كما تشهد جميع المدن والبلدات السويدية مساء هذا اليوم إشعال النيران في مناطق محددة، ويتجمع الناس حولها محتفلين بالمناسبة وقد يقع العديد من الحوادث خصوصا في وسط المراهقين والشباب الصغار الذين يبالغون في الاحتفال والتعبير عن مشاعرهم فهذه المناسبة تمثل رمزا للخلاص من الشتاء الطويل القاسي وإعلان قدوم النور والشمس والربيع.

كما تشهد جميع المدن والبلدات السويدية مساء  اليوم إشعال النيران في مناطق محددة، ويتجمع الناس حولها محتفلين بالمناسبة. في هذا اليوم تقع العديد من الحوادث خصوصا في وسط المراهقين والشباب الصغار الذين يبالغون في الاحتفال والتعبير عن مشاعرهم.

من هي القديسة (فالبوري)؟

القديسة فالبوري وفقاً لـ:”للرواية الشعبية” فقد كانت أميرة إنكليزية دُعيت من قبل رئيس أساقفة دير ماينز في ألمانيا الأب “بونيفاتيوس” لمساعدة المسيحيين الألمان، لتصبح لاحقاً المشرفة على دير هايدنهايم للرهبات.  وبعد وفاتها عام 779، بسنوات قليلة نُقل جثمانها إلى مدينة آيخستات الالمانية لِتدفن في الأول من أيار (مايو) هناك، وطوبتها الكنيسة الكاثوليكية لاحقاً لقب قديسةً في العام 870

منشأ فالبوري:

في الاعتقادات القديمة أنه يوم تجمع الساحرات häxförsamlingar، حيث تشير المعتقدات المسيحية في ذلك الوقت الى ان الساحرات يتجمعن في ليلة الـ 30 نيسان – 1 أيار، ويطيرن بعيداً على مكانس مصنوعة من القش او على ظهور ذكور الماعز الى الأماكن المرتفعة القديمة، لمصاحبة الشيطان والقيام بأعمال الشر، وبهدف تفريقهن وتشتيت قوتهن، يصاحب المشهد الضجيج والصياح وإطلاق النار والمفرقعات وإيقاد النيران المضاءة في تلك المرتفعات، وهي أمور تصاحب عادة أجواء الاحتفال. وجرى ترسيم القديسة فالبوري في الأول من أيار/ مايو بعد وفاتها في العام 779. وترمز المناسبة الى طرد الأرواح الشريرة والحماية من السحرة، كما كان يعتقد القدماء.

وبغض النظر عما يعنيه عيد القديسة فالبوري وما تخبرنا به كتب التاريخ والأساطير، فإن السويديين المعروفين بحبهم للحياة، يحرصون على عدم تفويت فرصة للفرح، وكحالهم في جميع الأعياد والمناسبات، ينتظرون مناسبة القديسة فالبوري بشوقٍ، إذ لا تعنيهم المناسبة بصفتها الرمزية الدينية، قدر المتعة التي يجدونها فيها وهم يستقبلون الربيع والضوء والدفء ويودعون شتاءً، طويلاً ومظلماً وبارداً.

رغم أن الأمطار قد تصاحب في الغالب عشية الاحتفال بالمناسبة، الا أن ذلك لا يمنع الناس من إقامة احتفالاتهم بالمناسبة، مرتدين الملابس التي تقييهم من المطر أو حتى التجمع في منازلهم لإحياء المناسبة، فالمهم أن يحتفلوا ويسعدوا بذلك.

وينتهي دوام الموظفين باليوم الذي يسبقه بوقت أبكر من الأيام الاعتيادية، ما يمنح المحتفلين وهم كُثر فرصة التحضير للاحتفال وشراء الحاجيات التي تلزمهم لذلك من طعام وشراب، والخروج الى الساحات العامة.

ضمن المعتقدات المُشاعة عن المناسبة أيضاً، أن الحدود الفاصلة بين الأحياء والأموات تكون في أضعف حالاتها هذه الليلة، فيما تشير معتقدات أخرى الى أن إشعال النيران ليس من أجل إثارة الخوف وطرد الساحرات بعيداً بل من أجل إحراق القديمات منهن وفسح المجال للجديدات القادمات في العام المقبل.

ومع هذه المناسبة، كما في المناسبات الأخرى التي تقام في الهواء الطلق، مثل الاحتفال بعيد منتصف الصيف، تقع العديد من حوادث المرور، والمشاكل بين الشبان الصغار الذين يفرطون في تناول المشروبات الكحولية.

احتفالية الطلاب في السويد

من أقصى شمال السويد مروراً بإستكهولم، وحتى أقصى في الجنوب، يشارك  الطلاب في السويد بهذه المناسبة.و رغم من أن الاحتفال أصبح عادة سنوية لاتزال منتشرة منذ نهاية القرن التاسع  إلا آنها تجربة فريدة في المرحلة الدراسية العليا، تستأثر باهتمام المشاركين والمشاهدين من خلال الحفلات والسباقات والعديد من النشاطات التي تقيمها الجامعات والتي قد تبدأ قبل يومين من هذا العيد أحياناً.

ثلاث مناسبات في نفس اليوم

و مناسبة فالبوري ذات طابع وطني فهي تتوافق مع الاحتفال بعيد ميلاد الملك كارل السادس عشر غوستاف و يوم العلم السويدي أيضاً، إلا أنه ليس عطلةً رسمية، و معظم نشاطاته تكون في المساء التي و تستمر في بعض الأحيان إلى ساعات متأخرة من الليل تأتي عشية الاحتفال بعيد العمال في اليوم التالي الأول من أيار (مايو)، الذي هو يوم عطلة رسمية

وأياً كانت المناسبة، فالسويديين، يجدون أن من الأمور الجيدة التي على المرء ألا يفوتها هي المشاركة في الأفراح والشعور بذلك ما دام الأمر ممكناً، بغض النظر عن المناسبة وما يحمله التاريخ من وصف وشرح لها، إذ يرون في الفرح والاحتفالات الجماعية المُقامة بشكل خاص في الطبيعة، راحةً للقلب وصفاءً للذهن.