تشرف ثلاثة مديريات مختلفة على عملية الدراسة في سنجار ولكل واحدة منها منهجها الخاص واللغة الخاصة بها، وذلك بالتزامن مع نقص حاد في الكوادر التدريسية وقلة عدد المدارس والمستلزمات الدراسية.
بعد سيطرة تنظيم داعش على سنجار(2014-2015) تهدمت اغلب المدارس، ونزح جميع الكوادر التدريسية والطلاب من القضاء، وبعد استعادته من قبضة التنظيم وعودة النازحين وافتتاح عدد من المدارس، الا ان مشاكل عدة لا تزال تواجه عملية الدراسة في القضاء من ضمنها تعدد الادراي والنظام الدراسي.
تشرف الحكومة العراقية على 19 مدرسة خارج مخيمات النزوح بسنجار، ويتلقى الطلاب دروسا باللغة العربية ويعتمدون على مناهج المعتمدة لدى وزارة التربية العراقية، كما وتشرف وزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان على الاقل على الدراسة الكوردية في القضاء حيث يبلغ عدد الطلاب الذين يقصدون المدارس الكوردية اكثر من الف طالب، كما وافتتح الادارة الذاتية في سنجار مدارس خاصة بها وتعلم الطلاب على نظام خاص، الا ان الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان لا تعترفان بها.
وقال المشرف على المدارس التابعة لوزارة التربية العراقية في سنجار، سمير درويش لـ (كركوك ناو) “نحن نعتمد على المناهج المقررة من قبل وزارة التربية العراقية، ومن اكبر المشاكل التي تواجهنا هي قلة عدد المدرسين والمعلمين، لاننا نمتلك 29 مدرسا ومعلما على الملاك الدائم لاكثر من 9 الف طالبا”.
كما وتعاني اغلب المدارس من نقص حاد في مياه الصالحة للشرب، والمستلزمات الدراسية من ضمنها قلة المقاعد، وبُعد المدارس عن عدد من القرى والاحياء تسبب بمشاكل كبيرة للطلاب.
وأضاف سمير بأن “ادارة المدارس تأخذ شهريا خمسة الاف دينار من كل طالب، ويتم جمعها لتوزيعها فيما بعد على الاساتذة الذين يلقون دروسا اضافية أو للمحاضرين”.
بصورة عامة 150 مدرسا ومعلما على ملاك وزارة التربية العراقية يدرسون اكثر من 10 طالب في سنجار، الا ان عدد المعلمين والمدرسين قبل هجوم داعش كان 2850 مدرسا وعدد الطلاب يفوق الستون الفا حسب ماجاء في احصائية تربية سنجار.
مدير احد المدارس التابعة للادارة الذاتية، الاستاذ عيدو سنجاري يقول، في عام 2015 فتحنا مدارس خاصة بنا على جبل سنجار ولدينا اكثر من الف طالبا وبمناهج خاصة وباللهجة الكوردية الكرمانجية واعتماد الكتابة اللاتينية.
وتدار المدارس التابعة للادارة الذاتية في سنجار من قبل 75 مدرسا ومعلما، ولا تربطهم اية صلة بوزارة التربية العراقية او وزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان.
وأضاف عيدو سنجاري في حديث لـ (كركوك ناو) انه “بعد نزوح الاهالي من سنجار في اب 2014، قصد عدد كبير من الايزيديين جبل سنجار ولا يزالون يسكنون على الجبل، وقام مجلس الادارة الذاتية فيما بعد بفتح مدارس للاطفال النازحين لتجنب ضياع عامهم الدراسي”.
مجلس الادارة الذاتية تشكل من قبل القوات القريبة من الحزب العمال الكوردستاني لادارة قضاء سنجار الموطن الاصلي للايزيديين غربي الموصل، وعلى الرغم من كونهم يؤكدون بأنهم يتبعون الحكومة العراقية، الا انهم لم يحصلوا على اعتراف رسمي من الحكومة.
وتابع عيدو سنجاري ان “الطلاب في مدارسنا يتلقون الدراسة باللغة الكوردية الكرمانجية مع اللغات العربية والانكليزية”.
“من اهم المشاكل التي تواجهنا هي عدم امتلاكنا الاجازة الرسمية سواءا كانت من الحكومة العراقية او حكومة الاقليم، الا اننا مستمرون على محاولاتنا بهدف استحصال الاجازة الرسمية من قبل الحكومة العراقبة.
اكثر من 400 محاضرا متطوعا يدرسون الطلاب في مناطق عدة بسنجار في المدارس التابعة للحوكة العراقية وحكومة اقليم كوردستان او مخيمات النزوج، بهدف سد النقص الحاصل بسبب عدم عودة المدرسين النازحين الى مناطقهم.
وحيدة خيرو، طالبة في الصف السادس الاعدادي في احد المدارس الكوردية التابعة لحكومة اقليم كوردستان قال “لدينا مشاكل اهمها عدم وجود مدارس خاصة بالدراسة الكوردية في سنجار، ولهذا السبب نقطع مسافات طويلة يوميا للوصول الى مدرسة بعيدة عنا”.
وتتخوف الوحيدة من ان تقوم حكومة اقليم كوردستان بنقل الامتحانات النهائية للمراحل المنتهية الى محافظة دهوك بحجة عدم استقرار الوضع الامني في سنجار.
وأضافت “عدد كبير من المواطنين تركوا الدراسة، كونهم لا يستطيعون دفع مستحقات النقل شهريا”.
المشاكل التي تواجه التربية في سنجار، هي استمرار لتعدد القوات العسكرية ومراكز القرار في القضاء، والتي لا تزال مستمرة ولاتوجد افق لمعالجتها.
كركوك ناو – نينوى – ابراهيم ايزيدي