حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، السكان في قضاء سنجار المتنازع عليه بين اربيل وبغداد الذي تقطنه غالبية من اليزيديين الى توحيد ادارتها وتجاوز الخلافات من اجل الاسراع في اعادة النازحين واعمار القضاء.
وذكر بيان صادر عن بعثة يونامي في العراق اليوم الجمعة انه على الرغم من إعلان الهزيمة العسكرية لداعش في العراق في كانون الأول/ ديسمبر 2017، لا يزال هناك أكثر من 1.6 مليون عراقيٍّ نازح. ومع أخذ هذه الإحصائية المثيرة للقلق في الاعتبار، توجهت الممثلة الاممية لزيارة محافظتي نينوى ودهوك لتقييم أوضاع النازحين الذين طال أمد نزوحهم، وكذلك اللقاء بالسلطات على المستوى المحلي ومستوى المحافظة، فضلاً عن لقاء القيادات المجتمعية وغيرها.
واضاف البيان ان ان الممثلة الخاصة هينيس-بلاسخارت زارت مخيم حسن شام للنازحين والتقت بإدارة المخيم والمقيمين فيه. وتحدث السكان بكل صراحة ووضوح عن المشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية وكذلك العقبات التي تمنعهم من العودة إلى مناطق سُكناهم.
كما التقت الممثلة الأممية بمحافظ دهوك فرهاد سليم الأتروشي لبحث التحديات التي تواجهها المحافظة للاستمرار في استضافة أعداد كبيرة من النازحين، وكثيرٌ منهم من الأيزيديين الذين يواجهون مجموعة من العقبات الخطيرة التي تحول دون عودتهم إلى ديارهم، مثل عدم استقرار الوضع الأمني، بما في ذلك الاشتباكات بين الجماعات المسلحة ومضايقات نقاط التفتيش والمنازل المتضررة والملوثة وعدم كفاية الخدمات الأساسية، فضلاً عن التمييز.
ونقل البيان عن الممثلة الخاصة هينيس-بلاسخارت: قولها ” إن العقبات تتخذ أشكالاً متنوعة وغالباً ما تكون معقدةً، ويؤلمنا أن ذلك يؤدي إلى توقف حركة العودة على أرض الواقع”.
وقبل التوجه إلى سنجار، زارت الممثلة الخاصة بابا شيخ، الزعيم الروحي الأعلى للأيزيديين وعضو المجلس الروحاني الأيزيدي، ومعه أعضاء المجلس الآخرين في شيخان. وبعد ذلك مباشرةً، وصلت هينيس-بلاسخارت إلى جبل سنجار لمناقشة التحديات والعقبات مع قادة وأفراد المجتمع هناك.
وقالت: ” لقد عانى الأيزيديون بشكلٍ كبيرٍ تحت حكم إرهابيي داعش الذين ارتكبوا فظائع لا يمكن وصفها في محاولتهم لإبادة هذا المجتمع. وقد شعرتُ بالصدمة أن أرى الآن، بعد قرابة خمس سنوات من سيطرة داعش على سنجار ومن ثم تحرير المنطقة منهم، أن الكثير من الناس ما زالوا يعيشون في خيامٍ على قمة الجبل التي فروا إليها في بداية الحملة الإرهابية،” مضيفةً أن جميع النازحين في العراق يستحقون دعمنا”.
وتابعت بالقول: ” في آب/أغسطس، سيُحيي العالم ذكرى الأحداث المروعة التي وقعت قبل خمس سنوات. وإن وجودَ إدارةٍ واحدةٍ وتوفيرَ الأمن والخدمات هو الأساس لإعادة إعمار سنجار. وإن الإخفاق المستمر في توفير هذه الخدمات هو تنكّرٌ للعدالة وخلقٌ لأرضٍ خصبةٍ مثاليةٍ لموجةٍ جديدةٍ من العنف وعدم الاستقرار. ومع وضع ذلك في الاعتبار، أدعو الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى التشاور مع القيادة المحلية في قضاء سنجار وإنشاء إدارةٍ وهيكلياتٍ أمنيةٍ مستقرةٍ دون تأخير، وبالتالي تسهيل إعادة إعمار المناطق المتضررة وعودة النازحين من سنجار.”