الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتالاعتراف الفضيحة : منى سالم الجبوري

الاعتراف الفضيحة : منى سالم الجبوري

عندما يبادر أهم وأکبر شخصية أمنية في الجمهورية الاسلامية الايرانية والممثلة في محمود علوي وزير المخابرات الايراني الى الاعتراف بأن وزارة المخابرات فككت 116 خلية مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العام الماضي. وعندما يعلن المدير العام للوزارة نفسها في منطقة أذربيجان الشرقية بأنه خلال العام الماضي تم اعتقال أكثر من 60 شخصا على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في هذه المحافظة وتم تحديد والتعرف على أكثر من 50 شخص آخر أي أن وزارة المخابرات الإيرانية اعتقلت أكثر من 110 أشخاص على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في هذه المحافظة. فإن هذه المعلومات تعتبر فضيحة من العيار الثقيل لنظام سعى دائما لتصوير دور وحضور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على إنه دور تمويهي وضبابي يقوم به بعض المغرر بهم وإن دور المنظمة التنظيمي والحرکي قد إنتهى الى غير رجعة.

خلال الاعوام الماضية والتي کانت السلطات الايرانية تشدد على إن دور منظمة مجاهدي خلق قد إنتهى داخليا، حيث تم إنتاج المئات من الافلام السينمائية والتلفزيونية والاذاعية ضد المنظمة وتأليف أکثر من 500 کتاب موجه ضدها وعقد آلاف الندوات والمٶتمرات والدراسات والبحوث التي طالت حتى تأريخها من مختلف الجوانب من أجل التأثير سلبا عليها وحث الشعب الايراني على الابتعاد عنها، لکن أن يعود القادة والمسٶولون الايرانيون للإعتراف بدور وتأثير المنظمة ولاسيما ماقد جاء على لسان المرشد الاعلى الايراني الذي إعترف فيه بأن المنظمة هي من قادت الانتفاضة الاخيرة التي عمت 140 مدينة إيرانية، فذلك يعني إن الحقيقة مختلفة تماما مع کل ماقد زعموه طوال العقود الاربعة المنصرمة.

هذا الاعتراف المهم الذي يأتي في وقت خطير وحساس جدا لأن الاوضاع المرتبطة بإيران تمر بمنعطف يمکن وصفه بالمصيري، وتکمن أهميته في إن طهران سعت وعبر طرق واساليب مختلفة للإيحاء الى بلدان المنطقة والعالم من إن المنظمة ليس لها أي دور وتأثير في داخل إيران وإن من يدعمها ويٶيدها إنما يجري وراء سراب وهو أمر جعل بعض الدول تسعى لدعم وتإييد أحزاب إيرانية معارضة ذات دور محدود وضيق جدا وليس لها أي دور وتأثير على الصعيد العام لإيران في حين إن هذا الاعتراف ولاسيما بتفکيك 116 خلية في سائر أرجاء إيران(مع إننا نشکك بالرقم کثيرا)، ولکن يبدو واضحا بأن النشاط السياسي والحرکي للمنظمة قد وصل الى حد ومستوى لم يعد بوسع طهران تجاهله والتغاضي عنه والتغطية عليه، ولذلك فإن على تلك الدول أن تراجع حساباتها بهذا الصدد وإنها فرصة مناسبة جدا من أجل الرد على التهديد والغطرسة الايرانية ضده والتي تتجلى في التهديدات بالتدخل في شٶونها والعبث بالورقة الطائفية، ومن الضروري على هذه الدول أنتأخذ هذه المسألة بجدية وتضعها نصب عينها في التعامل مع الملف الايراني وإتخاذ الموقف المناسب والمٶثر على طهران بإيلاء منظمة مجاهدي خلق الاهمية التي تستحقها بهذا الصدد والذي يجب أن لايقل عن الاعتراف الرسمي بها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular