لا تدفن صهيلك بعد مشقةٍ من ذكرى خربة الدار في المنفى
فالدار أطلال فناء وإن طال المديح بها وساكبيها،
والدار دارٌ مغمسة بالدم ، والدار دمرها المغول القادمين من التراث..
لا تعجب لمن فيها كنحل التمر في اللسع ولا ينفع
لا تنسى دوي الزمن الذي هب على أرجاء بيتك في ليلةٍ ظلماء هندس،
كأن المدوي رغم الصمت مدفع،
كأن صهيل من الأصقاع بلا اذرعٍ يتقطع
كأن الفجر سليل نجوى من الأعماق يحيط فتسأل نفسك الحيرى
ــــ أأنت الباقي لا ترجع!
لا تبطر من زهوٍ ولا تعثر ولا تجزع،
لا تخضر بدون الزرع الذي من اللسع صار أصفرْ
أو تصهل ساعة للحلمِ في حر جهنم الأخرى تشعل دنياك وما فيها؟
فإن بقيت فهو ديدنك العصي بما تملك من شوقٍ إلى بغداد
بغداد التي سبيت بمحاكة التماثيل فكيف ترها في وصمة الهلع الجاري
فلا مطرٌ ولا زهرٌ ولا شجرٌ ولا جبلٌ يوقيك من النار وأنت تغادر
وإن رحلت فلك صهيل الرُعب من هجرٍ وتهجيرٍ وملامة من سقطة اجزع
وتمر ساعاتٌ على جفنيك من ورعٍ كأنك الناسك الصوفي في حيرى
وتهبط قرب حلاج عصرٍ يُصلب بأشلاء تهمته الإلحاد وهو المطرب الشادي، بأسماء جل الله من نُكَراء أدعياء مثلما يدعون أسلافهم في وقتنا الحالي
جميعهم ذا جوهر مصلوب على أبواب بغداد،
طعاماً لجرذانٍ وغربانٍ أو حدأة *مُهَجورةٍ من غابة الأحزان..
فالصلب موروثٌ وان تغيرت أشكاله لكنه يبقى على الأبواب قوقع.
قف زماماً *أنت صانعه من الثكلى ومن أسنانها في بؤرة الجوع
ولا تنكث عهداً أنت قاطعه بالقول
ــــ أنا لها ولن اخسر مراهنةً ولن أأسف على جرحٍ أو على مرتع.
جرحٌ كفنار عهدٍ صنع الله ما فيها من الأنغام لحناً يقاس بالفطرة
فلا تحزن ولا تفرح ولا تضحك من سرٍ كظيمٍ غاب عن بال الناكثين عهوداً غيروا فيها جلابيب مهلهلة بصنعٍ حرامٍ وحمدٍ لا حدود لهُ رممته تحسباً لصهلة الذكرى
لا تسال الناجين كيف نجو؟
وأسال عبيد القوم كأن أسيادهم شربوا بول الحمير فأصبحوا في النهيق معجزة تقوم على التقوى والحق والثأر بالناري
سؤالٌ إن كان شق الرأس والصدر في الملسوع وبالسوط والصوت ينفع؟.
أول صهيل رمم بالتهويل له مقطع
بغداد وان جنت على نفسها بسكوتها عن الجرح في الحلاجين وأصحاب الغناء الكادحين فهي قبلة الشاكين من دارٍ لبيت جله منبع
هب على البلوى وان حل الشكل في المنفى وحاول الإفلات فهو بقاء كما بقاء الأولين الغامسين أيديهم بدمٍ من ملايين ومن ملايين قتلى من الرضع
*حِدَأَةُ : طَائِرٌ معروف
* هو زِمامُ قَوْمِه : قائِدُهُم ومقدَّمُهُم وصَاحبُ أَمْرهِم .
8 / شباط / 2019