بعد فترة طويلة نسبيا من الرهان الايراني على الدور الاوربي للتخفيف عن العقوبات الامريکية وإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار، وبعد أن بدأ الاحباط وخيبة الامل يظهر على القادة والمسٶولين الايرانيين من الدور الاوربي، بدأت تظهر معالم مسار جديد في الموقف الايراني تجاه الولايات المتحدة وعقوباتها على إيران، هذا المسار يرکز على نقطتين رئيسيتين؛ أولها سياسة واشنطن للضغط على إيران ستفشل عمليا، کما أکد ذلك الرئيس الايراني والثاني، إن إيران ستلجأ الى تصدير نفطها ولها طرقها ووسائلها الخاصة التي ليس بإمکان واشنطن من السيطرة عليها والحد منها.
هذا المسار الجديد، الذي يقترن بتطورين مهمين، الاول الظهور الجديد والمفاجئ لخليفة داعش البغدادي وإطلاقه تهديداته والثاني هو عزم إرسال الولايات المتحدة الامريکية على إرسال حاملة طائرات الى الخليج معززة بقطع بحرية بما يمکن القول إنه جيش متکامل لتستقر قبالة المياه الايرانية وذلك بعد صدور الکثير من التهديدات من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين، وبطبيعة الحال فإن ظهور البغدادي الذي لايستبعد إطلاقا علاقته بالتطورات الجارية فيما يتعلق بالعقوبات الامريکية المفروضة على إيران والمواقف السعودية والاماراتية المٶکدة على إستعدادها لسد النقص الحاصل في تصفير تصدير النفط الايراني، الى جانب عدم تمکن الميليشيات والاحزاب الخاضعة للنفوذ الايراني في العراق من إصدار قانون يتم بموجبه طرد القوات الامريکية من العراق، وعلى الاغلب فإن عودة البغدادي له علاقة بهذا الامر أيضا، خصوصا إذا ماتذکرنا بأن طهران کانت أکثر من إستفادت من دور داعش منذ عام 2013 ولحد الان ويبدو إنها تنسق مع البغدادي لمرحلة جديدة لکي يقوم الاخيرة بتنفيذ الحرب الايرانية بالوکالة ضد السعودية والامارات وضد القواعد الامريکية في المنطقة ولاسيما في العراق.
الثمار الإيجابية المختلفة التي جنتها طهران من الدور الذي قام به داعش خلال الاعوام 2013 و2014و2015، قد صادف ظروفا وأوضاعا إقليمية ودولية خاصة تختلف تماما من مختلف الاوجه عن الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية الحالية من کل الاوجه، ولايمکن لداعش أن يلعب سابق دوره حتى ولو ساعدته الميليشيات وفيلق القدس سرا(وهو إحتمال وارد)، أما بشأن مايٶکد روحاني من إنهم سيصدرون النفط وإن الولايات المتحدة لاتتمکن من منعهم وإنها لاتملك القوة لذلك، فإن واحدة من المهام الموکلة بحاملة الطائرات الامريکية القادمة الى الخليج في غضون الاسبوعين القادمين هو منع بيع النفط الايراني ولاسيما من جانب الدول التي تريد شرائه والملاحظ إن هناك عزوفا متزايدا من جانب أهم مصادر شراء النفط الايراني بهذا الصدد، لکن إيران التي تعيش ظروفا وأوضاعا عصيبة جدا ويقف النظام السياسي القائم على أرض متزلزلة قد تميد بهم في أية لحظة خصوصا وإن الضغوط الاقتصادية المتزايدة والتي تعمل طهران بصورة تجعل من الشعب يتحمل تبعاتها وآثارها لأنها لاتريد صرف عملاتها الصعبة من أجل الشعب، وهو أمر سيساهم بالتعجيل من إنتفاضة حاسمة طال إنتظارها!