كتبنا مقالا عام 2014م، قبيل تشكيل حكومة العبادي بعنوان ” برهم يرهم”، وكنا في وقتها نتمنى أن يكون الدكتور برهم صالح رئيساً للجمهورية، إلاّ أن الأقدار السياسية لم تحقق ما كتبنا وتمنينا.
يبدوا أنه الظروف إقتنعت وأعتدلت أخيراً في عام 2018م، وتحقق ما رأيناه في ذلك الوقت ولو جاء متأخراً أربعة أعوام.
إختيارنا للدكتور صالح في وقتها، وحين كان العراق يشهد أوج التجاذبات السياسية، والإرهاب يقف على أبواب مدن العراق، والعلاقات الدبلوماسية حذرة مع الدول المجاورة.
الخيار في وقتها لمقبوليته السياسية، وإمتلاكه العلاقات المتوازنة مع جميع القوى، وعدم وجود خلاف عليه، إلاّ ما ندر أو إقتضت المصالح والإتفاقات الحزبية، وكما هو حال علاقاته الدولية، لما يملك من حنكة وهدوء بكياسة، وسط ضجيج الأصوات العالية داخلياً وخارجياً، وتغيب متعمد لمنطق العقل والحكمة عند أغلب القوى السياسية العراقية والأقليمية.
في أول أيام تسنم الرئيس، كانت له جولة في شارع المتنبي، ولعل المتابع يعرف مغزى الزيارة، لما لهذا الشارع من أهمية لدى النخبة العراقية، وما يشهد من جلسات ونقاشات ساخنة تتناول الشأن السياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي، ويمكن القول أن مجمل ما يحدث في العراق، هناك عليه تساؤلات وحلول قد تكون بعيدة عن المسؤول، ولعل الرئيس أراد أن يسمع بماذا تتحدث نخبه، وما هي آليات الحلول، بذاك الصوت الذي يعبر عن الشارع العراقي، ولم يجد له خلال سنوات آذان صاغية من المسؤول الحكومي.
لعل ما كنا نتصوره منذ عام 2014م، تحقق من طبيعة لعب دور رئاسة الجمهورية، في التقريب بين الرئاسات الثلاث، والخروج من الشكل التقليدي للرئاسة، الذي توقعها تسود ولا تحكم، في حين أن الرئيس أحد السلطات التنفيذية، وبتفعيل دورها، كانت الملامح الأولى بطبيعة الدبلوماسية وزيارات للدول الأقليمية والعربية، التي مهدت للحكومة عقد عدة أتفاقيات مشتركة، بالإضافة الى دوره في تحريك قوانين مهمة ومنها قانون ضحايا سبايكر، وإقامة كثير من الفعاليات الإجتماعية والثقافية، للأطلاع بشكل مباشر، على أمنيات الجماهير وتطلعات النخب الثقافية.
ربما كان قبول القوى السياسية للدكتور برهم صالح، جاء بعد قناعة وتجربة، وحاجة لتفعيل دور رئيس الجمهورية، وضرورة وجود شخصية سياسية، تلعب دور الوسيط بين القوى السياسية، ومحور تحريك عمل الرئاسات الثلاث، وإمتلاكه علاقة قوية مع رئيس الوزراء ودعمه الى رئيس البرلمان.
إن المرحلة الحالية بحاجة الى تحولات كبيرة، ومنها بناء العلاقات الدبلوماسية الأقليمية، وترميم العلاقات السياسية الداخلية، بالإضافة الى الحاجة المجتمعية، من قضايا تتعلق بالحياة اليومية والخدمية، وبذلك كان للدكتور برهم صالح ومن خلال هذه الفترة دور واضخ، وإن شابها إنشغال القوى السياسية بتشكيل الحكومة، وما يترتب من خلافات وتجاذبات، إلاّ أنه أمسك رحى العملية السياسية لتقريب وجهات النظر، والخروج من منطق الأزمات، وبذا بعد أن كنا نقول “برهم يرهم” فقد رهم برهم، ويبدو أنه مرهم لجرح عراقي، حينما إفتقدنا صوت العقل، وغلب العمل السياسي صوت المزايدة.
يبدوا أنه الظروف إقتنعت وأعتدلت أخيراً في عام 2018م، وتحقق ما رأيناه في ذلك الوقت ولو جاء متأخراً أربعة أعوام.
إختيارنا للدكتور صالح في وقتها، وحين كان العراق يشهد أوج التجاذبات السياسية، والإرهاب يقف على أبواب مدن العراق، والعلاقات الدبلوماسية حذرة مع الدول المجاورة.
الخيار في وقتها لمقبوليته السياسية، وإمتلاكه العلاقات المتوازنة مع جميع القوى، وعدم وجود خلاف عليه، إلاّ ما ندر أو إقتضت المصالح والإتفاقات الحزبية، وكما هو حال علاقاته الدولية، لما يملك من حنكة وهدوء بكياسة، وسط ضجيج الأصوات العالية داخلياً وخارجياً، وتغيب متعمد لمنطق العقل والحكمة عند أغلب القوى السياسية العراقية والأقليمية.
في أول أيام تسنم الرئيس، كانت له جولة في شارع المتنبي، ولعل المتابع يعرف مغزى الزيارة، لما لهذا الشارع من أهمية لدى النخبة العراقية، وما يشهد من جلسات ونقاشات ساخنة تتناول الشأن السياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي، ويمكن القول أن مجمل ما يحدث في العراق، هناك عليه تساؤلات وحلول قد تكون بعيدة عن المسؤول، ولعل الرئيس أراد أن يسمع بماذا تتحدث نخبه، وما هي آليات الحلول، بذاك الصوت الذي يعبر عن الشارع العراقي، ولم يجد له خلال سنوات آذان صاغية من المسؤول الحكومي.
لعل ما كنا نتصوره منذ عام 2014م، تحقق من طبيعة لعب دور رئاسة الجمهورية، في التقريب بين الرئاسات الثلاث، والخروج من الشكل التقليدي للرئاسة، الذي توقعها تسود ولا تحكم، في حين أن الرئيس أحد السلطات التنفيذية، وبتفعيل دورها، كانت الملامح الأولى بطبيعة الدبلوماسية وزيارات للدول الأقليمية والعربية، التي مهدت للحكومة عقد عدة أتفاقيات مشتركة، بالإضافة الى دوره في تحريك قوانين مهمة ومنها قانون ضحايا سبايكر، وإقامة كثير من الفعاليات الإجتماعية والثقافية، للأطلاع بشكل مباشر، على أمنيات الجماهير وتطلعات النخب الثقافية.
ربما كان قبول القوى السياسية للدكتور برهم صالح، جاء بعد قناعة وتجربة، وحاجة لتفعيل دور رئيس الجمهورية، وضرورة وجود شخصية سياسية، تلعب دور الوسيط بين القوى السياسية، ومحور تحريك عمل الرئاسات الثلاث، وإمتلاكه علاقة قوية مع رئيس الوزراء ودعمه الى رئيس البرلمان.
إن المرحلة الحالية بحاجة الى تحولات كبيرة، ومنها بناء العلاقات الدبلوماسية الأقليمية، وترميم العلاقات السياسية الداخلية، بالإضافة الى الحاجة المجتمعية، من قضايا تتعلق بالحياة اليومية والخدمية، وبذلك كان للدكتور برهم صالح ومن خلال هذه الفترة دور واضخ، وإن شابها إنشغال القوى السياسية بتشكيل الحكومة، وما يترتب من خلافات وتجاذبات، إلاّ أنه أمسك رحى العملية السياسية لتقريب وجهات النظر، والخروج من منطق الأزمات، وبذا بعد أن كنا نقول “برهم يرهم” فقد رهم برهم، ويبدو أنه مرهم لجرح عراقي، حينما إفتقدنا صوت العقل، وغلب العمل السياسي صوت المزايدة.
واثق الجابري