الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالات" تجمع القوى المدنية " و الآفاق . .: د. مهندالبراك

” تجمع القوى المدنية ” و الآفاق . .: د. مهندالبراك

انتظرت و تنتظر اوساط ليست قليلة خطوة و لو اولى للبدء بالاصلاح بعد اختيار السيد عادل عبد المهدي، لآرائه و مواقفه الناقدة في صحيفته قبلئذن، رغم مواقف و انتماءات سابقة له . . و لكن و للاسف لم يتحقق شئ على صعيد حياة المواطن، و حقه بالعيش كإنسان بعد مرور مايقارب الستة شهور على الاختيار، بل و استمرت احوال المواطن و عموم البلاد بالتدهور اكثر، في وقت قرّبت المدة التي أُعطيت له للبدء بالاصلاح على الانتهاء، بل و لم يستطع اكمال تشكيل حكومته، و لم يأت بجديد الاّ الاعلان عن خطط و اعلانات عن ملفات فساد هائل بقيت اكبر اسمائها في طي الكتمان، و لم يجر تقديم اي حوت من حيتان الفساد الى القضاء . .

فيما يعبّر كثيرون عن انه رغم العديد من شعارات الكتل الحاكمة و محاولاتها التقرّب من مطالبات الشارع العراقي، يعكس الواقع ان الفساد هو العابر للمحاصصة الطائفية و العرقية، مُمَثلاً بتربّع شبكاته باطيافها على الحكم، في وقت صارت فيه المحاصصة الحاكمة و كأنها الوجه القانوني للفساد . .

و تذكّر اوساط واسعة بانتفاضة 2016 التي رفعت شعار بإسم الدين باكونا الحرامية بعد سلسلة الاحتجاجات و المطالبات الشعبية بالخبز و الحرية، التي شملت البلاد من اقصاها الى اقصاها و قوبلت بالرصاص الحي و بخراطيم الماء الحار و بالعصي، و تسببت بسقوط اعداد كبيرة من القتلى المدنيين و الجرحى بلا ايّ رادع قانوني او انساني على الأقل، و بلا تحكيم القضاء .

انتفاضة صيف 2016 التي هاجمت مقرات الاحزاب الحاكمة و اجتاحت المنطقة الخضراء الحاكمة و دخلت بناية البرلمان ليهرب النواب الذين كانوا فيه، و التي بسببها أُعيد اصطفاف النواب على اساس الخلاص من الحكم الاسلاموي للتحالف الوطني(الشيعي) الحاكم الذي تصدّع، في وقت لم يأتِ فيه رئيس الوزراء آنذاك السيد العبادي بشئ، رغم وعوده و تاييد المرجعية الدينية العليا و احتضانها له و تاييد كل القوى و الاوساط الجادة الوطنية و القوى العالمية لاجل البدء بمكافحة الفساد، وايجاد حلول للحياة التي تتصدع في البلاد بسبب الارهاب و الفقر و البطالة و التدهور الهائل في الخدمات و الماء و الكهرباء.

و كان من نتائجها اعلان قائمة سائرون الانتخابية بين الحزب الشيوعي و قوى مدنية و التيار الصدري المعارض، بعد استجابة الشيوعي لدعوة التيار الصدري لذلك، الأمر الذي ادىّ الى ردود افعال متناقضة بين صفوف اليساريين و الصدريين لأسباب متنوعة منطقية و غير منطقية، رغم انه شكّل خطوة سياسية جريئة في الظروف التي تمرّ بها البلاد . . ادّت الى استنكار جهات اسلاموية حاكمة متعددة، ابرزها اقطاب بارزين في مؤسسات ايرانية، معتبريها خطوة تدعو الى الكفر و الالحاد، لكونها تشكّل نواة مصدّة ثابتة تتوسع، لوقف نشاطهم الداعي الى قيام حكم اسلاموي افلس في البلاد، بدعم من دوائر دولة جارة.

و فيما يبذل الحزب الشيوعي جهوداً كبيرة نحو اعادة بناء الحزب في المرحلة الراهنة كحزب قانوني يعتمد الانتخابات في تحقيق اهدافه، على اساس التفريق بين الستراتيج و الاهداف القريبة و البعيدة على اسس المنهج العلمي الاجتماعي، يرى مراقبون الاهمية البارزة لزيادة الديمقراطية الحزبية و المرونة على طريق التفاهم او كسب اوسع اوساط اليسار المطلوب من جهتها مرونة اكبر، لأجل العمل معاً و في موقع واحد مهما تنوعت الرؤى، من اجل بديل مدني للأصلاح الحقيقي و ضرب الفساد في عملية صعبة كثيرة التعقيد، كما جرى و يجري في : السودان، فرنسا، المانيا، تركيا، تونس و المغرب . .

من جهة اخرى و في الوقت الذي يواصل فيه الحزب الشيوعي تأكيداته في مختلف المواقع على ضرورة التمسك ببرامج الكتل المعلن عنها في الانتخابات التي جرت، و على الاتفاق على التوازن السياسي لا المحاصصاتي، التي تواجه مصاعب جمة . .

أُعلن عن قيام تجمّع القوى المدنية الذي ضمّ تجمع اليسار و القوى الديمقراطية و الكردية و الفيلية و المسيحية و الايزيدية و غيرها، الذي يمكن ان يتعاون مع القوى الاسلامية المتنورة و المعارضة، وفق برنامج يُحرص على التقيد به و باهدافه في مكافحة الفساد و الارهاب و انهاء المحاصصة المقيتة و تحقيق حياة افضل للجموع . . تجمّع مكوّناً كتلة برلمانية مؤثرة ان أُحسن أداؤها.

في مسيرة عملية فكرية و اعلامية معقدة يتطلبها ذلك التجمّع لما يحويه من تناقضات و مواقف سياسية و فكرية سابقة، من اجل توحيد النضال لمواجهة كتل حاكمة لاتجيد الاّ النهب و المصالح الضيقة و الكذب و التلوّن و اللابالية . . كتل تُحسن المحاصصة بالتناسب مع تصاعد حدة الخلاف الاميركي ـ الايراني، ليس للوصول الى حياد بل للانحياز الى موقف ايراني متشدد، رغم عدم اتفاق العراق على الحصار دون قابليته على ايقافه.

و تؤكد اوسع الاوساط الشعبية على انه، ان لم يتحقق شئ على صعيد : مكافحة الفساد، الخدمات و خاصة في الصحة و التعليم و العمل، الكهرباء و الماء، حصر السلاح بيد الدولة . . فإن الاحتجاجات الشعبية ستتصاعد في البلاد و ليكون القادم اقوى انفجار شعبي تعيشه مع الدخول في فصل الصيف !!

ahmedlada@gmx.net

5 / 5 / 2019 ، مهند البراك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular