قد يستغرب القارئ من عنوان المقالة ،وأي فائدة تحقق في ظل تصاعد التهديدات الأمريكية ضد إيران ، وطبول الحرب تقرع ، وبلدنا سيكون ساحة معركة لهذا الصراع المشتعل .
زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد حملت رسالة شديدة اللهجة أو الأصح رسالة تهديد ووعيد لحكومة الدكتور عادل عبد المهدي ، ووضعت النقاط على الحروف ، ليكون خيار الحكومة إما تكون في الجانب الأخر من الصراع بمعنى تلتزم بما هو قادم ، وتكون على الحيادية ، وتمنع إي طرف أو جهة من التعرض لمصالحها ، ولاتشكل ارض العراق تهديد أو خطرا عليها وعلى حلفائها أو يكون العراق عدوا لأمريكا في هذا الصراع ، ويتحمل كل العواقب التي ستكون وخيمة على الجميع .
سؤلنا هل سيستفيد ساسة البلد من التصعيد الإيراني والأمريكي ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال حقيقية لا تحتاج إلى دليل واثبات وضع البلد العام في مختلف الجوانب والنواحي يرثى له ، ومشاكلنا لا تعد ولا تحصى ، والحلول من قبل الحكومة ترقعيه لا تلتقي إلى حجم الكارثة والمعاناة للناس إن صح التعبير ،وبقاء نفس السياسية أو النهج وهي المحاصصة أو التوافق من قبل الساسة في إدارة الدولةومؤسساتها ، وفي تقاسم الغنائم والمكاسب ، و مجرد تبادل الأدوار في المناصب بين مجموعة من الأسماء ،و على رغم مرور أكثر من خمسة من الحكم نجد ساستنا مصرين على نفس السياسية التي دمرت البلد ، وجعلتنا نعيش في دوامة لا يعرف أولها من أخرها هذا من جانب .
جانب أخر حجم التهديدات والمخاطر المحدق بنا في تزايد مستمر ، بسبب تصاعد حجم الصراعات بين الكبار،وسياسية الضرب تحت الحزم حاضرة في النزاع المحتدم ،وبطرق أو أساليب شتى ، ومهما كان عدد الضحايا والدمار ، وتدخلهم واضح وصريح في أدق الشؤون الداخلية العراقية ، لتكون بلدنا ساحة للتصفية الحسابات وإقصاء الآخرين ، واحد الأسباب الرئيسي لدمار البلد وقتل أهله ، وحكومتنا بين المطرقة والسندان لهذا التدخل الخارجي لعدة دول .
مفترق طريق وجواب على طرحنا هل سيستفيد ساسة البلد من التصعيد الإيراني والأمريكي ؟ لان الأمور وصلت إلى مرحلة حرجة للغاية قد تهدم العملية السياسيةبرمتها ، وتحرق الأخضر واليابس ، وندخل في حسابات نحن في غنى عنها ، لهذا يجب على القيادات السياسية التحرك الفوري والعاجل لتدرك الأمور قبل فوات الأوان ، وطي صفحة الماضي ، وبدء صفحة جديد على أساس تحديات المرحلة ومصلحة البلد ، ووفق مبدأ الكفاءة والخبرة ، ووضع الحلول الجذرية لمشاكلنا ، وتركة سياسية التوافق والمحاصصة المقيتة والمحاباة،وتحمل المسؤولية والدور المطلوب منهم على رغم الصعوبات والتحديات ، وهناك إلف جهة داخلية وخارجية تريد إرباك الأوضاع وإسقاط النظام الحالي لأسباب معلومة من الجميع .