وصلت ولادة حكومة إقليم كوردستان الى مخاضها النهائي ، و ما هي إلا ايام معدودة تفصلنا عن تكليف السيد (مسرور بارزاني) لتشكيله , اللهم اذا لم تظهر عقبة اخرى من هنا و هناك ،لتبدأ جولة اخرى من التفاوض و لقاء الوفود في السر و العلن التي ملّت منها الشعب الكوردستاني و لكنها طريق الضرورة و ليس ببديل عنها .
كل الآمال و الاماني معقودة على السيد (مسرور بارزاني) في ان يكون تشكيل حكومة الاقليم في هذه المرة ليست كسابقتها في الاهداف و الابعاد و آليات تحقيق ذلك ، و معالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب من الفساد المستشري حتى العظم و قلة الخدمات و اجراء تغيير في الوجوه التي يأست منها العيون وأشبعت و باتت أشباحاً لطول بقاءهم و استغلالهم للنفوذ و حماية مصالحهم الشخصية .
صحيح ان العملية صعبة ان لم نقل شبه مستحيلة ، و لكن بالارادة القوية و الاستعداد للتضحية من اجل العامة و الادامة و الترميم المستمر لها تجعل طريق شق الصعاب معبداً و منيراً الى تحقيق الحلم المنشود في بناء كوردستان قوي و حكومة فاعلة .
من المقولات المشهورة في الاوساط العسكرية (ان الوحدة بآمرها) و لكنها تنطبق حرفياً في كل المؤسسات و الدوائر و حتى العائلة , مع الاشارة ان نجاح الوحدة تحتاج الى فريق عمل تعمل كالنحل في التنظيم و كالنمل في الحركة و الفهد في السرعة و الاسد في الشجاعة لا تخاف لومة لائم ، لأن جهود الآمر تذهب سدى و الأوامر لا تتخطى باب غرفته او ساعة اجتماعه او مؤتمره الصحفي , إذا لم يكن من حوله فريق عمل جاد و يعشق تقديم الخدمة و يعمل بخطوات واثقة نحو النجاح و لا ينقطع اوصاله مع الشعب وينقل الحقيقة والواقع كما هي الى الآمر بعيداَ عن الإرضاء والتمجيد الفارغ من المضمون ولأن مثل هذا الفريق يستطيع ان يترجم الاقوال الى الافعال والاحلام الى الواقع الملموس .
إن ما يميز واقعنا عن الاخرين في الغرب إننا نعمل ليفشل من يحمل بذرة من النجاح و نقف في طريقه و نزرع اليأس و نحطم قوة اندفاعه نحو العُلا ، و لكنهم يعملون من اجل إنجاح الفاشل و يزرعون الامل و الحماسة في النفوس و يتنافسون على الافضل ، و هذا لا يعني اننا لا نملك الناجحين في الادارة و السياسة و الفنون و غيرها من المجالات ، و لكن طغيان الفاشلين جعلهم في الصف الاخير ينتظرون بلهف و اشتياق تلك اللحظة التي تفتح الابواب امام طاقاتهم و ينفجرون في وجه المتطفلين ليقول لسان حالهم ان طيلة فترة بقاءنا صامتين لا تعني بالضرورة لا قوة لنا و لا حول .
ان عملية النجاح لا ترى النور اذا ما كانت اعمدتها اناس فشلوا في تجربتهم او لم يتمكنوا من تحقيق الانتصار يدورون في فلك ينتهون من حيث بدؤا , فان البناء الراسخ يحتاج الى أسس متينة , و ان الناجح يولد النجاح والابداع ، و كل منهم يرى نفسه و هو يلعب دوره و يحلم بتلك اللحظة التي يتم تكليفه لمنصب في الحكومة القادمة .
لذا نقول ان نجاح السيد (مسرور بارزاني) في الجزء الاكبر من مهمته ، يعتمد على اختيار الناجح الموهوب المبدع الذي يعشق العمل و النجاح كعشق مجنون و ليلى و مه م و زين و ما اكثرهم في المجتمع الكوردستانى , و إن كتمه ظلمة هذا و ذاك , و لكل منا حلمه و تطلعاته يريد ان يحققها و تفتح الابواب امامه على مصراعيه ليصنع المعجزات و يسجل الانتصارات الباهرة وفق اسس صحيحة و مستقيمة .
عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي