يبدو إن الإدارة الأمريكية ماضية في استهداف إيران ، وهذه المرة لن تقتصر المسالة على فرض العقوبات الاقتصادية أو بلغة التصريحات النارية والوعود ، بل على ما لا تحمد عقبه على المنطقة وهو خيار المواجهة العسكرية .
الموقف الرسمي لأغلب حلفاء إيران كعادتهم اقتصر على إصدار البيانات التي تدين فرض أمريكا المزيد من العقوبات على إيران ، وعدم تصعيد الأمور نحو إعلان الحرب ، ومطالبين إيران الالتزام ببنود الاتفاق النووي ، والجانب الأمريكي يقرع طبول الحرب ، ويحشد المزيد من قوته ، ويعزر تواجده بحاملات الطائرات المدمرة في الخليج .
روسيا هل ستقف مع حليفها الاستراتيجي إيران في حالة شنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على عليها؟ روسيا حسب بيان وزارة الخارجية رفضت القرار الأمريكي الذي ألغى الاستثناءات عن شراء النفط الإيراني ، كما إدانات معظم القرارات التي تستهدفها ، لكن هذه المرة المسالة مختلفة تمام بمعنى أدق إيران ستواجهه عدوا مجرم قاتل جرائها بحق البشرية والإنسانية لا تعد ولا تحصى ، ويمتلك أسلحة ومعدات فتاكة ، وهي بحاجة إلى دعم الروسي بعد ما تخلت عنه اغلب الدول ، ومنهم الصين التي التزمت بالقرار الأمريكي لحسابات التخوف على مصالحها مع أمريكا ، وأموال شركاتها الكبرى المودعة لديها .
من خلال التجارب السابقة للفترات الماضية للصراع الروسي والأمريكي المحتدم نجد الطرفان تجنبان المواجهة المباشر بأي شكل من الإشكال ، لأنهم يدركان تمام مكاسب وخسائر هذه المواجهة إن حدثت ، وهي لا تخدم مخططاتهم أو مشاريعهم بكل الأحوال ، لذا كانت المواجهة بينهما على مستوى الطاولة والأرض بسياسية الضرب تحت الحزم أو من خلال طرق وأساليب يعرفها الجميع ، وتجربة الحرب المشتعلة بينهما في سوريا خير دليل على ذلك، وهذا يؤكد إن روسيا لن تقف مع إيران في حربها مع أمريكا لحسابات عديدة ، وأولها الحرص على عدم مواجهة أمريكا ، ومصالحها التي ستخسرها في حالة الوقوف مع الجمهورية الإيراني،وقد يستغرب البعض عندما نقول روسيا ستستفيد من هذا التصعيد الاقتصادي أو العسكري ضد إيران ، بسبب أمريكا تعلن إن سبب هذا التصعيد عدول أو التراجع إيران عن سياستها الخارجية،والحد من نفوذها المتزايد في بعض الدول مثل العراق وسوريا واليمن،وبذلك روسيا تضرب عصفورين بحجر تراجع إيران عن سياساتها يخدم روسيا في الكثير من القضايا المختلفة عليها مع إيران ،وفي مقدمتها القضية السورية ،وتقليل أو الحد من النفوذ الإيراني كذلك يخدم روسيا ،لان الروس أعلنوا أكثر من مرة موقفهم الرافض لوجود الفصائل المسلحة في سوريا ، ويجب عليها مغادرة الأرض السورية ، واغلبها مدعومة من طهران .
إيران ستقف في الساحة لوحدها بوجه غطرسة وهيمنة أمريكا وحلفائها ، وستبث للعالم بأسرها أنها سيدة المواقف الحرجة والصعبة من خلال حكمة ودراية قادتها ، وليست بحاجة إلى دعم الآخرين ،وستخرج منتصرة من هذه المواجهة الاقتصادية كانت أو العسكرية .