الهجمة التي تعرضت لها النائب هيفاء الأمين ومقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية متوقعة وهي في سياقات معاداة حرية الرأي والمعتقد والديمقراطية من قبل القوى الطائفية والتكفيرية الرجعية ، العداء المزمن ضد التقدم وتعميم نظرية ظلام الفكر وخداع وعي المواطنين ،حملة تكاد أن تكون مخطط لها وفيها من التحضير الملموس الذي تكاملت خطوطه وصوره بالاعتداء على صور النائب وعلى مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، هذا الاعتداء هو جزء لا يتجزأ من الموقف العدائي للقوى الوطنية التي تناضل من اجل تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية وهذا ما يخلق ذعراً لقوى الردة والذين عاثوا فساداً في العراق، أحفاد النظام الدكتاتوري والقوى الرجعية والطائفية التي تتغنى بالوطنية لكنها تابعة ذليلة للقوى الخارجية والمتآمرة على العراق، والا كيف نفسر السكوت على الكم الهائل من الفساد والمتلاعبون بقوت الشعب، وبمجرد قول كلمة التخلف ( المرجعية الدينية في النجف كررت هذه الكلمة في العديد من بياناتها وخطبها ) سخنت الأبدان وأشعلت الرؤوس وقامت النفوس بواسطة الفلوس!!، فتعالى الصراخ وقامت الغوغاء بالهجوم على صور النائب ولافتات مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، وكما هو معروف وواقع الحال فقد صنف العراق في مؤخرة البلدان المتخلفة والفاسدة، وصنفت مدنه بأوصاف ما انزل الله لها من سلطان، والذي يتابع مجرد المتابعة فسوف يجد أن كلمة تخلف قليلة جداً والا كيف يفسر لي هؤلاء ومن دفعهم من القوى الدينية السياسية المتهمة أصلا بالمشاركة في التخلف والخراب والفساد الذين اعتدوا على مقر الحزب الشيوعي العراقي وهم الذين سكتوا عن الجرائم والسرقات والتخلف الذي عم جميع مرافق البلاد. لقد أشار النائب هيفاء الأمين التي تتولى رئاسة لجنة المرأة “أنها تتعرّض منذ أيام لحملة سياسية شعواء ” بسبب مواقفها من حقوق المرأة بالدرجة الأولى، أما قضية التخلف فقد ذكرته كما أسلفنا المرجعية الدينية في النجف العديد من المرات وذكره الكثير من السياسيين والإعلاميين والمثقفين ، والتخلف ليس مسبة وإدانة للمواطنين بمقدار ما هو إدانة للحكومات والمسؤولين في الدولة بما فيهم الكتل السياسية الدينية المتنفذة صاحبة القرار نضيف إليهم الغوغاء الممولة وتلك الفئات الالكترونية التي هي بالأساس مهيئة لتنفيذ ما تؤتمر به من إساءات وإشاعات وأكاذيب وافتراءات الذين حشدوا من قبل البعض من الأحزاب والتنظيمات الطائفية التي في قلوبهم مرض العداء للسلم الاجتماعي وحقوق المواطنين وبخاصة حقوق المرأة، ومما يؤسف لهُ دخول نقابة المعلمين في ذي قار على الخط بدلاً من تدارك الوضع ودراسته بشكل حضاري ومنطقي وليس على ” شيل عباءتك واركض ” فقد قامت النقابة بالهجوم على النائب هيفاء الأمين بسبب كشفها عن واقع الحال غير الجيد داخل مدارس البنات بما فيها الممارسات الجائرة ضد الطالبات من قبل البعض من مديرات ومدرسات ينتمين إلى أحزاب الإسلام السياسي وبالذات الشيعي حيث يتدخلن حتى في شؤون الطالبات ومن هنا فقد استغلت النقابة حملة ” التخلف” وكشرت عن أنيابها حيث أشارت تلفيقاً وكذباً
” أن هناك “دعوات مظللة إلى خداع هذا الجيل وحرفه عن الطريق القويم وإشاعة روح الميوعة والانحلال، ومنها تصريح النائب هيفاء الأمين ونعتها بأن جميع مديرات مدارسنا يمارسن اللطم داخل المدارس وينتمين جميعهن إلى أحزاب سياسية وإساءتها إلى رموز وشخصيات مقدسة وهم قدوات للطلبة”.واستمرت النقابة في اتهاماتها حيث أكدت أنها “نستنكر أشد الاستنكار مثل هذه التصريحات التي تقدح بمهنية وحيادية وسلوك مديرات المدارس” نحن لا نعرف عن أي قدسية تتحدث النقابة فحتى الحيطان أصبحت مقدسة في عرف البعض من الذين يستغلون الدين لأغراض معروفة
ـــــ فهل النقد الموضوعي لإصلاح الفساد هو إشاعة روح الميوعة ؟ ، ثم عن أي شخصيات مقدسة تتحدث النقابة؟ هل هم جماعة الاختلاس والاستيلاء على أموال النفط الذي درت على البلاد المليارات من الدولارات لكنها غيبت بطرق عجيبة وأمام أعين البعض من قوى صاحبة القرار.
ـــــ أم هي محاولة للتضليل وخداع وعي المواطنين واستغلال مناسبة حدثت قبل سبع سنوات حسب ما أعلنه النائب هيفاء بأنها لم تكن نائباً بل ناشطة مدنية وفي حينها انتقد ظاهرة اللطم في المدارس حيث قالت حينها ” اللطم في المدارس لا يجوز، فهذه مؤسسات حكومية، لا تمارس فيها الشعائر والتقاليد ولا الطقوس الدينية، وكل الطقوس الدينية محترمة، لكن تمارس في أماكنها الخاصة بكل دين”
ـــــ ألم تقول هيفاء الأمين الحقيقة أن دور التعليم بما فيها المدارس إنها مؤسسات حكومية رسمية وهي ليست لحالات اللطم وشق الصدور وأماكن عبادة؟
ـــــ أليس ذلك قول الحق أم أن الحق يختلف عند هؤلاء عن الحق المنصوص عليه في جميع الأعراف والقوانين والأديان، والحق عندهم هو الفساد المستشري في كل زاوية من زوايا الدولة بما فيها الكثير من الدوائر والمؤسسات التي أصبحت رائجة ومعروفة أمام الرشاوى وبيع الوظائف وشراء الذمم؟
ــــــ وهل التخلف في عرفهم لا يعني البطالة والفقر ودون خط الفقر، ولا يعني محاصرة دور الثقافة والفن حتى دور العرض السينمائي أصبحت مخازن أو أماكن للبضائع ، أو السرقات والمافيا المسلحة، أو القتل على الهوية وإفراغ العديد من مناطق العاصمة بشكل طائفي وجعله مغلقاً أمام مكون لصالح الفكر الطائفي الرجعي لمكون آخر؟
ـــــ أم أن التخلف لا يشمل الخدمات العامة ولا الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية والبيئية وفجيعة الكهرباء والماء وما اختلس من ورائها أطنان من الدنانير العراقية والدولارات؟
ـــــ وهل هناك تقدم في البناء والعمران وإكساء الشوارع وإصلاح المجاري التي تغرق شوارع الكثير من المناطق حتى بالمياه الثقيلة في المحافظات ومدنها والعاصمة بغداد وضواحيها؟
ـــــ كيف يكون التخلف ونحن نشهد مظاهر الاعتداء على الحريات العامة والخاصة أمام أعيننا تحت طائلة التقاليد والعادات العشائرية ؟
ـــــ هل التعليم ودور التعليم بشكل عام الذي تعتمد على العلم وليس الخرافات البالية صالحة بما فيه الكفاية لتربية وتعليم الأجيال القادمة ليكونوا العامود الفقري للتطور والتغيير والإصلاح والبناء وإذكاء جذوة الروح الوطنية وتكريس معاني التعايش السلمي مع جميع الشعوب في المعمورة، وبين المكونات في الداخل على أساس المواطنة وليس العرقية والطائفية والقومية الضيقة والشعور بالمسؤولية تجاه ما يجابه البلاد من أضرار عامة وخاصة؟
ــــــ من هم المتضررين من كشف الحقائق وتعرية أساليب الفساد المالي والإداري وكشف المستور من الاختلاسات التي تعد بالمليارات وتشجيع وإنشاء المليشيات الطائفية وترك الإرهاب يسرح ويمرح بما فيه داعش بحجة انه من مكون آخر، واتهام أي معارضة وطنية صادقة بالإرهاب؟
هذه الحقائق وغيرها من حقائق تعري الحملة الرجعية الأخيرة على الحزب الشيوعي وهي بداية لحملات قادمة تشمل القوى الوطنية والديمقراطية ولن تكون بالتأكيد نهاية الحملات، فكلما تعرت القوى الرجعية والطائفية تزداد حملات العداء، وكلما يجري التوجه لبناء الدولة المدنية الوطنية الاتحادية سيشتد العداء والتآمر لخلق حالة من عدم الاستقرار والأمان وإذكاء المخططات لشق وحدة الصف الوطني والعودة للشعار البائس معاداة التقدم والديمقراطية والشيوعية، إلا أن هذا الشعار أكل عليه الدهر وشرب وأصبح مسبة للذين يرفعونه لان الحياة أثبتت أن المستنقع الرجعي الذي أطلق هذا الشعار النتن لا يختلف عن مطلقيه المعادين لتطلع الشعوب وتطلعات شغيلة اليد والفكر، ولن يكون إلا في مزبلة التاريخ ، والهجمة القذرة التي خططت ضد النائب والحزب الشيوعي عبارة عن هجمة سرعان ما ظهرت القوى الظلامية التي خلفها وأهدافها الخسيسة بعد اعتذار النائب هيفاء عن سوء الفهم وأشارت محلية الشيوعي في الناصرية في هذا الصدد وبشكل واضح “في عصر يوم الاثنين المصادف 6/5/2019، وفي الساعة الخامسة عصراً، قام عدد من الأفراد (بحدود 100 شخص) بالاعتداء على مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، بذريعة الاحتجاج على تصريحات للرفيقة هيفاء الأمين، جرى إخراجها من سياقها الموضوعي، وتفسيرها على نحو لا يمت بصلة لحقيقة ما كانت تريد أن تقوله”
نحن نتفق كل الاتفاق بأن الموضوع خرج عن سياقه الموضوعي وهو لا يمت لحقيقة الموضوع بأي صلة ولهذا يجب التوجه للقضاء واتخاذ الطرق السياسية والقانونية بالضد من الغوغاء وفي الدرجة الأولى المحرضين المختفين خلف الغوغاء وهم معروفين وبالامكان الوصول إليهم قانونياً ، وعدم السكوت والا ستتكرر هذه الحالة ليس في الناصرية فحسب بل في مدن ومحافظات أخرى، لا بد من فضح هذه الممارسة النكراء لا لأنها ضد النائب والحزب الشيوعي فحسب إنما ضد القوى المدنية الوطنية والديمقراطية وضد كل ما يمت بصلة إلى القوى التقدمية.