اثار ظهور طلاب يزيديون وهم يرفعون علم العراق في حفلة تخرجهم في دهوك امتعاضا واسعا عكسته مواقع التواصل الاجتماعي . حيث عده الكثيرون استهانة بدماء ضحايا كارثة سنجار الذين ابيدوا وقتلوا وشردوا واخطفوا واسترقوا تحت راية الله اكبر الداعشية . وعلم العراق يحمل عبارة الله اكبر الذي يربطه الكثيرون بنهج داعش ودولة الخلافة الاسلامية .
قد يكون ما يذهب اليه هؤلاء الممتعضون نوعا من الحق في احتجاجهم هذا . لان عبارة الله اكبر صارت تقلق الجميع وتخوفهم مما سياتي بعده . مع انه لا يوجد افضل من اسم الله للتوكل عليه في كل الامور . لكن مجرمي داعش اساؤا استخدام اسم الله . وصارت عبارة الله اكبر تعني حلول مصيبة وكارثة تدمر وتقضي على المكان الذي تقال فيه .
لكن وجود عبارة الله اكبر على علم العراق يفترض ان يكون له مغزى اعمق واكبر .لان الله هو الهنا جميعا . ولابركة في اي فعل دون التوكل على الله .
ويعتبر العلم رمز سيادة البلد ورمز الكرامة والشموخ ورمز الهوية الوطنية . وللعلم في كل البلاد قدسية وانتماء ووطنية . وهو وسام يفتخر به المواطنون ويرفعوه على رؤوسهم ويقدسوه في المناسبات والاحتفالات العامة .فلا مناسبة او حدث مهم الا وعلم الدولة يكون حاضرا بقوة .
والاعلام قديما قبل تاسيس الدول كانت ترفع في مقدمة الجيوش تعبيرا للفداء والتضحية لتراب الوطن . وبه يلف جسد الشهداء الطاهرين . واي انزال للعلم يعني هزيمة تلك الدولة وسقوطها عسكريا وسياسيا .
العلم ينشأ بموجب قوانين وتشريعات خاصة تحدد شكله والوانه وابعاده بما يتفق وفكرة الوطنية . لهذا ترفع الاعلام فوق المؤسسات الرسمية ودوائر الدولة وتزين به الشوارع والساحات .لانه رمز القيمة الحقيقية لاي بلد .
ورفع العلم العراقي في اي مناسبة هو امر بديهي لايحتاج الى نقاش . وماقام به الطلاب المتخرجون الذين رفعوا العلم الع اقي امرا بديهيا لايحتاج الى كل هذه الجدالات . اما الاصوات التي نادت برفع اقليم كردستان بدل العلم العراقي فهي اصوات تدعو لشق الصفوف والوحدة الوطنية وزيادة الخلافات وتقديم اليزيديين كوقود حطب في اشعال نار الفتنة والبغضاء .
فلا تزال منطقة كردستان جزء لا يتجزء من ارض العراق الموحد .وعلم كردستان هو رمز اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ديمقراطي برلماني ضمن الوحدة الجغرافية لدولة العراق الذي يملك دستورا وعلما خاصا منذ عام ٢٠٠٥ بعد التغييرات السياسية التي حدثت بعد غزو العراق عام ٢٠٠٥ .
قد يكون لرمزية العلم الكردستاني معنى اشمل واعمق من رمزية العلم العراقي . لانه يجمع شعب كردستان بكل اطيافه وكل اقلياته واغلبيته تحت رمز الشمس الصفراء .في حين العلم العراقي الذي يحمل عبارة الله اكبر اصبح بعد حرائم داعش يثير الخوف والرهبة والتوجس من تفتت الانتماء الوطني ووحدة الامة . لكن هذا لايبرر كل تلك الدعوات للتخلي عن رفع العلم العراقي . فلا زلنا عراقيين ونحمل الهوية العراقية والانتماء العراقي رغم كل ما اصابنا من ظلم وماسي . ونأمل اعادة النظر في شكل العلم العراقي الحالي واعاده تشكيله ليعبر عن وحدة العراق ووحدة شعبه بعيدا عن اي تمييز عرقي او ديني .
والى حين ابدال او تغيير العلم الحالي علينا واجب احترامه وتقديسه والافتخار به في كل المحافل والمناسبات
علم العراق بهذا الشعار علم اسلامي وليس عراقي،وكذلك الدستور دستور اسلامي وليس عراقي.
العراق دولة لم ولن تراعي وجود الغير مسلم في العراق لا بعلمه ولا بدستوره..
بكل سراحة هناك استياء ليس لدى ألأيزيدية وحدهم من هذا الشعار بل في العالم كله وأصبح مرتبطٱ بالإرهاب.