مدى بوست – فريق التحرير
في مشهدٍ يجسد أسمى معاني الإنسانية، عبر مئات الناشطين الأتراك عن تضامنهم، وبحثهم عن سيدة سوريا لتقديم المساعدة لها بعد انتشار مقطع فيديو لها.
وقام أحد الناشطين الأتراك بترجمة مقطع فيديو لسيدة سورية من اللغة العربية إلى التركية، مما أدى لانتشار الفيديو بشكلٍ كبير في المجتمع التركي.
وتقول السيدة السورية في الفيديو الذي التقط خلال أيام شهر رمضان المبارك، إنها لم تتناول السحور منذ عدة أيام بسبب عدم وجود الطعام في المنزل.
وأضافت قائلة :” نتسحر من الزيت الذي يأتينا شهرياً، نضعه ونأكل منه”، مضيفة وعينها على طفلها الذي يجلس بجوارها “أنا أتحمل، أحياناً لا أأكل فقط أطعم أولادي”.
وتابعت “صرلي من مبارح وأول مبارح لا أتسحر، بس أخلي الأولاد ياكلوا كأني أنا اللي عم أكل، أنا بتحمل بس هو ما بيتحمل أنا الحمد لله جسمي يقاوم لكن جسم مثل هذا لا يقاوم (في إشارة إلى طفلها الذي يجلس بجوارها”.
وأشارت الشابة إلى أنها غادرت منزلها هي وأسرتها المكونة من ابنها وابن أخيها الشهيد وأخاها وأختيها الصغار، وولدها الكبير الغير قادر على الحركة أو العمل، وهي المسؤولة عنهم جميعاً.
وأوضحت أن منطقتهم ليست آمنة وغير صالحة للعيش ما دفعهم للسكن في خيمة، مشيرة إلى أنها تعمل بالفاعل (تعمل بالأراضي بالاجرة) وتحصل على حوالي ٢٠٠ لـ ٣٠٠ ليرة تستطيع من خلالها أن تطعم أسرتها وإخوتها.
كما أشارت إلى أن إخوتها وابنها دائماً ما يطلبون منها بعض الأمور التي يشاهدونها مع الأطفال الأخرين مثل الملابس الجديدة، وملابس للعيد، قائلة :”بقول بدي فرحهم بالعيد مثل الأولاد اخواتي بيجوا بقولولي يا اختي اشتريلنا بضحك عليهم وبقولهم بكرا بشتريلكم، ما حدا بيعرف ايش عم يصير باليتيم أتمنى مساعدة كل يتيم ليس فقط اخواتي وابن أخي”.
وبعد ترجمة الفيديو إلى اللغة التركية وانتشاره في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مئات الناشطين الأتراك عن بحثهم عن السيدة لتقديم المساعدة لها.
ونشرت الإعلامية التركية في موقع “خبر 7 ” التركي الشهير، إسراء إيلونو مقطع الفيديو، ليتفاعل معه أكثر من 5 آلاف شخص، ويشاهده حوالي 150 ألف.
وغرد العشرات للإعلامية التركية طالبين منها وسيلة للتواصل مع السيدة السورية الظاهرة بالفيديو، حيث غرد عبدالله جامرلو قائلاً:” أختي إسراء، أتمنى أن أتمكن من التواصل معك من أجل هذه العائلة”.
كما غرد آخرون عن ضرورة الوقوف إلى جانب السوريين الفارين من نظام الأسد وتقديم يد العون لهم لأنهم “إخوتنا في الدين”.
وكذلك أعلن الهلال الأحمر التركي بحثه عن السيدة بهدف تقديم المساعدة لها.
وما يجعل العثور على السيدة السورية وابنها أمراً غير يسير هو أنها لم تذكر مكان وزمان التقاط الفيديو.
ويعتبر الهلال الأحمر التركي من أشهر وأكثر الهيئات الدولية التي تقدم مساعدات للاجئين السوريين سواءاً داخل الأراضي التركية أو المتواجدين في الشمال السوري وقرب الحدود التركية.
ويقيم في تركيا أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري معظمهم يقيمون في المدن التركية، باستثناء عدد قليل للغاية يقيمون في المخيمات.
ويحظى السوريون في تركيا بتعليمٍ مجاني على نفقة الدولة التركية وفي مدارسها، وكذلك يحظى عدد يسير منهم على مساعدات مالية من قبل الهلال الأحمر التركي.
وساهم السوريون بدورهم في الاقتصاد التركي، حيث أسس الآلاف منهم الشركات وافتتحوا المحال التجارية الخاصة بهم، ورغم اختلاف اللغة.
وترتفع نسبة اندماج السوريين في المجتمع التركي بسبب مضي عدة سنوات على تواجدهم في الدولة الجارة لسوريا التي تستضيف أكبر عدد من السوريين في العالم.