انتشرت في الساحة الايزيدية ظاهرة التسقيط والتشهيرمع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة ” الفيسبوك” الى درجة تحولت فيها الى وباء خطير يهدد المجتمع الايزيدي بالتمزق والانحلال ،
فالتسقيط يستخدم للحَط من قدر الشخص ومكانتِه الاجتماعية أو الدينية. ويعني تجريده من الصفات الحسنة وتلبيسه الصفات السيئة فقط للانقضاض عليه .وللتسقيط دوافع عدة منها: التزمت الفكري والانا التي تجعل من الشخص هو الصح والاخرين على خطأ . او الغيرة والحسد من نجاح الآخرين .
– ان ظاهرة التسقيط هي ثقافة انهزامية تعكس الازمة الاجتماعية والانتكاسة النفسية التي يمر بها مجتمعنا خاصة بعد كارثة الابادة والتهجير وفقدان الاستقار والامن والممتلكات .
لذا يقع واجب على المؤسسات الاعلامية والدينية والثقافية بمواجهة هذا المرض الاجتماعي الخطير والتوعية بمخاطره على التضامن والسلم الاجتماعي .
ولمواجهة التسقيط حصلت اتفاقية عشائرية” بين وجهاء في محافظة ذي قار والتي تفرض على كل من يستغل مواقع التواصل الاجتماعي [الفيس بوك] في التشهير والتسقيط .بغرامات كبيرة . فمثلا جاء في [الاتفاقية] التي وقع عليها” اذا قام شخص بنشر غير لائق على أمرأة فانه يغرم [10] ملايين دينار ويجلى من المنطقة لمدة سنتين .
وفي هذا الاطار يذكر السيد سعدون مجدل في صفحة التواصل الاجتماعي
” قيادات ساحات الاعتصام السنية اصبحت الان قيادات تمثل السنة في الحكومة و السنة صوتوا لهم و أي تجاوز للغير السني عليهم يعتبر خط احمر و يجابه بالتكفير و السب رغم انهم جلبوا لهم داعش و دمروا مدنهم الا انهم يعتبرونهم مقدسين .
قيادات الشيعة رغم استغلالها لهم وتسببهم في مقتل الاف ونشر الفقر و الفساد و حتى تكميم الافواه لكن غير مسموح لاي فرد خارجهم الانتقاص منهم و الا تعرض للتكفير و السب و الشتم .
قيلدات الكرد تسببت في فقدان مدن و مقتل العشرات من ابنائهم و تخوين بعضهم البعض لكنهم مقدسين لدى الكرد .
قيادات المسيحيين لهم احترامهم و تقديرهم و قيس على هذا جميع مكونات الشعب العراقي الا الايزيدية .رغم انهم لم يقتلوا و لم يجلبوا يرعبوا الا ان من حق أي دخيل ان يأتي و ينتقدهم و يصفق له الايزيدية ويخونون قياداتهم و يشتمونهم .
اذا كانت لهم اخطاء فالاخرين اجرموا بحق ملتهم .اذا لهم سلبيان فالاخرين يبيدون ملتهم بايديهم .
لكن الاخر الغير الايزيدي يحافظ على احترامه لقيادتهم و تقديرهم لهم و لا يسمح لاي دخيل بالتجاوز .
أي نفاق وصلنا له و أي خيانة زرعت فينا ، العراق كله فاسد و العراق كله مليء بالسلبيات لماذا نحن نطالب من الايزيدية أن يكونوا ملائكة .
ويقول كفى ان تتقبلوا بث سموم الدخلاء بينكم و كفاكم تواطىء مع الغريب
اما الصحفي دلشاد نعمان فرحان يقول “هناك أسباب كثيرة لهذا الخطاب الكراهي للإيزيدي تجاه الإيزيدي الأخر، منها:
١. هناك جهات كثيرة تعمل على الإيزيديين، والذين رضخوا لهم كنتيجة طبيعية لضعف إقتصادهم بسبب الرواتب التي تعيل عوائلهم بعد تدهور الزراعة في مناطقهم (مصدر رزقهم الوحيد).
٢. كون الإيزيديين جغرافياً يقعون في منطقة صراع بين قوتين متعاديتين تاريخياً (الكورد، والعرب السنة)، وفي أحيان كثيرة يتم تحريضهم من قبل أحد الأطراف ضد الموالين للطرف الأخر، أو أن البعض الإيزيدي يحشر نفسه (دون سبب) لإرضاء أسياده والحصول على مكافئة رخيصة.
٣. الذي تعرض له الإيزيديين قد فقدهم الثقة بكل من يمثلهم، وبدأو يشككون بكل من حولهم، بسبب تعرض سايكلوجيتهم لصدمة نفسية جراء النكبات المتتالية.
٤. الحالة النفسية التي يعيشها الإيزيديين (من تشرد في بقاع العالم ومعاناة الغربة وعدم إمكانية الإندماج لأغلبيتهم الساحقة، النزوح والعيش في مخيمات تفتقر إلى أبسط سبل العيش، وتحمل الإهانات من أناس لا يساوون حذائهم، أو العيش في مناطقهم بقلق مستمر وعدم أستقرارها نتيجة الصراعات والحروب المستمرة، أو فقدان الكثير من الإيزيديين لأحبتهم وأقربائهم .. ألخ)، قد غير من نفسياتهم الكثير، وبالتالي فإن العيش في هكذا حال يفقدهم الثقة، ويجعلهم غير متوازنين في تصرفاتهم تجاه أقرب الناس لهم.
هذا وغيره من الأسباب كانت كفيلة بإنحدار الوضع الإيزيدي نحو الأسوء، وإلا فجميعنا يعلم كيف كانوا الإيزيديين فيما بينهم وتجاه الأخرين!! وهنا صراحة حتى النخبة الإيزيدية مقصرة تجاه محنة الإيزيديين هذهِ، وبتصوري لابد من وجود حل لهذه المشكلة، وقيادتهم للخلاص من أزماتهم المتتالية.
ويختتم : اتمنى أن يفكر الإخوة الذين يجدون في قرارة أنفسهم القدوة، محاولة طرح الرؤى العلاجية لوضع الإيزيديين المآساوي ..
في النهاية تطرح بحزاني نت اسئلة عديدة لمجابهة هذا المرض الخطير الذي ينهش في الجسد الايزيدي
ايهما الافضل التمزق الاجتماعي ام التعاضد المجتمعي وكيف ؟
اليس الاصلاح ودفع المسؤلين لتجاوز الاخطاء افضل من التسقيط ؟
هل الناس معصومين من الخطأ واين نجد ناس مثالين ؟
ايهما الافضل لمجتمعنا المفاهيم الانعزالية الرنانة ام المنهج الواقعي الذي ينظر لمصلحة شعبنا الايزيدي؟
السنا اقلية وشعب ضعيف فكيف نصيغ علاقاتنا مع جيراننا ؟