الظروف والاوضاع تسير بصورة وکأنها تبدو مواتية لحدوث المواجهة الامريکية ـ الايرانية المتوقعة، خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار التصريحات النارية الصادرة من طهران والتحضيرات العسکرية غير المسبوقة للولايات المتحدة الامريکية ردا على ماتراه خطرا محتملا لطهران على المنطقة، وتبدو الاجواء متجهمة وعابسة في طهران خصوصا وإن ترامب يسحب ضاغطا بقوة الحبل الاقتصادي الذي لفه حول عنق النظام في طهران، بحيث إن الرئيس الايراني روحاني يجد نفسه مضطرا للإعتراف بأن البلاد تمر بمرحلة عصيبة أكثر من تلك التي كانت عليها خلال الحرب العراقية الإيرانية، مضيفا بأن صعوبة المرحلة الناجمة عن العقوبات الأميركية وقطع جميع الصادرات الإيرانية.
هذه الاوضاع غير المسبوقة من جراء العقوبات والضغوط الامريکية التي لاتجد طهران من مجال ومنفذ واسلوب وطريقة للتقليل من آثارها السلبية، يسعى قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، للإيحاء بأن الامور في الجانب العسکري على العکس ولصالح إيران الى الحد الذي يصرح فيه خلال جلسة سرية للبرلمان الايراني کان حاضرا فيها بأنه إذا أقدمت أميركا على خطوة فسنوجه لها ضربة في الرأس!
سلامي الذي لم يوضح من يعني بالرأس الامريکي لکنه إستطرد ليتکلم بما يوحي بأن نظامه يمسك بزمام الامور عسکريا وإنه متفوق على الامريکيين، قائلا:” الحرب الاميركية ضد ايران غير ممكنة لان اميركا لا تملك القدرة والجراءة على شن الحرب ضد ايران، وما يمنع ذلك هو قوة قواتنا المسلحة من جانب ونقاط الضعف لحاملات الطائرات الاميركية من جانب اخر، لذا فان اميركا لن تقدم على مثل هذه المخاطرة“! وهکذا قام سلامي بحل الازمة القائمة من جانبها بوجهة نظر عسکرية تعاملت کما لو إن الولايات المتحدة الامريکية في مستوى أحد بلدان المنطقة قياسا ومقارنة بإيران.
لو قمنا بمقارنة قدرات وإمکانيات البلدين عسکريا من مختلف النواحي، لوجدنا إن کما ترى معظم الاوساط العسکرية المتخصصة بأن الکفة ترجح وبصورة واضحة جدا لصالح الولايات المتحدة، وإن القادة العسکريين الايرانيين يعلمون جيدا بأن المواجهة فيما لو وقعت فإن إيران سترى قيامة سوأ من تلك التي شهدها العراق وشهدتها ليبيا، ولذلك فإن الکثير من المراقبين السياسيين والعسکريين يرجحون بأنه ليس أمام طهران إلا التنازل أو خوض غمار حرب خاسرة سلفا بموجب کل الحسابات!